* 80 مريضا بمؤسسة لا تتوفر إلا على 60 سريرا خرجت ظروف استقبال مرضى "كوفيد" بمستشفى الكرمة بولاية وهران، عن السيطرة بعد تسجيل توافد عدد يفوق قدرة استيعاب المؤسسة المخصصة ل 60 سريرا، فيما أصبح عدد المرضى المتواجدين بها اليوم يقدر ب 80 مصابا، يتلقون الرعاية الصحية حسبما يتوفر للأطقم الطبية العاملة به من إمكانيات وفرتها إدارة مؤسسة المستشفى الجامعي بن زرجب، وكذا المحسنون ممن يقدمون اليوم الدعم من قارورات أكسجين وأجهزة قياس وغيرها. غير أنها لم تعد كافية إذ تسجل المؤسسة حسب تصريحات المرضى نقصا حادا وعجزا في رعاية الحالات المصابة، خاصة بمادة الأكسجين والأخطر من ذلك أن المؤسسة لا تتوفر لحد الآن على مصلحة الإنعاش، لعدم وجود أجهزة التنفس الاصطناعي رغم وجود عدد من المرضى بحاجة للمصلحة موجودين في حالة حرجة كما أن المؤسسة تسجل توافد حالات معقدة يتم استقبالها رغم قدومها من مؤسسات أخرى لا علاقة لها بالمستشفى الجامعي بن زرجب، والذي يعتبر مستشفى "الكرمة" تابعا له، وهو ما يعكس حالة الانفلات التام التي فرضه المرضى المغلوبون على أمرهم، كونهم موجهين برسائل مكتوبة من الأطباء المتابعين لهم، بوحدات الكشف التي حددت وأكدت إصابتهم ب«كوفيد 19"، والتي تؤكد توجيههم نحو مستشفى "الكرمة" وهو ما قدمه لنا المرضى كدليل إذ أنهم فعلا يحوزون رسائل توجيه من الأطباء، فيما أن مستشفى الكرمة من المفروض أنه يستقبل فقط المرضى الموجهين من مستشفى بن زرجب، وهو ما تسبب في تجاوز طاقة الاستيعاب ب20 مريضا، والأدهى والأمر أن المؤسسة في الأصل لم تكن جاهزة للتسليم بدليل عدم تجهيزها كاملة حتى أن بعض المحسنين قدموا أسرة إضافية ما ساهم في التمكن من استقبال العدد الإضافي من المرضى غير أن الرعاية الصحية به، لا يمكن حسب الأطباء أن تفوق قدرة الأطقم العاملة والتي تتابع المرضى اليوم، دون توفر الشروط الضرورية سواء فيما يتعلق بتوفير مادة الأكسجين أو تجهيزات غرفة الإنعاش أو الأسرة . نقص الاكسجين راجع إلى ارتفاع الاستهلاك من جهته أكد السيد الحاج بطواف، مدير المؤسسة الاستشفائية د. بن زرجب، بأن نقص الأكسجين راجع لأزمة مرتبطة بالاستهلاك الكبير لهذه المادة بمعدل 30 إلى 60 لترا، كل دقيقة لكل مريض فالحالة الصحية الناتجة عن الإصابة بفيروس "دلتا" تنتج مشاكل في التنفس حادة جدا، تستدعي توفير هذه المادة بكميات لم تعد مختلف المؤسسات قادرة على تأمينها فيما أكد بأن مؤسسة "الكرمة" عرفت توفير تجهيزات منها 80 جهاز قياس أكسجين، وفيما يتعلق بمصلحة الإنعاش صرح ذات المسؤول، بأن المؤسسة سلمت صفقة التجهيز والعملية تشرف عليها مديرية الصحة، التي تنتظر تزويدها بهذه التجهيزات ومستشفى بن زرجب ليس له فائض من أجهزة التنفس الاصطناعي، ليوجهها نحو مؤسسة الكرمة . من جهة أخرى لمسنا إرهاقا كبيرا لدى الطاقم الطبي لمستشفى الكرمة وحتى إدارة مستشفى د. بن زرجب بسبب الضغط الذي تعيشه مختلف هذه المؤسسات الصحية، والتي لم تعد قادرة على استيعاب عدد إضافي من المرضى في ظل ضعف الإمكانيات وعدم كفاية الأكسجين وحتى نقص الأعوان شبه الطبيين المناوبين ل 24 ساعة كاملة وعاملات النظافة بمؤسسة الكرمة التي تسجل نقائص عديدة . هذا ويتواصل تحويل المصابين بكوفيد 19 نحو مستشفى "الكرمة" الجديد في انتظار تجهيز غرفة الإنعاش، إذ وصل يوم أمس عدد المصابين المحولين، إلى هذه المؤسسة الجديدة 80 مريضا من المستشفى الجامعي د. بن زرجب و كذا العديد من المصالح الأخرى، حسبما أكدته البروفيسور موفق نجاة المشرفة على علاج "كورونا" بمستشفى الكرمة، وأخصائية في الأمراض المعدية، والذي يعتبر في الوقت الحالي حسب تصريحها متنفسا سيمكن من تحسين الرعاية الصحية للمصابين بالنظر للاكتظاظ الذي كانت تعرفه مصلحة الأمراض المعدية "لاجارنيزون" والتي حول المقيمون بها نحو مؤسسة الكرمة الجديدة، فيما لا يزال المستشفى الجامعي د. بن زرجب، يتكفل بعدد من المصابين بكوفيد 19 بكل من مصلحة الأمراض الصدرية ومصلحة الطب الداخلي . المؤسسة الجديدة كانت خلال اليومين الأولين من افتتاحها تتوفر حسبما أكدته لنا البروفيسور موفق نجاة على كافة الشروط اللازمة خاصة بعد التكفل بمشكل الربط بالكهرباء وتوفير المياه، بدعم ومساعدة النائب البرلماني رشيد شرشار الذي يتابع حاليا مرضى "كوفيد" بمختلف المصالح،غير أنه وبمجرد تسجيل إقبال كبير للمرضى انعكست الظروف من مناسبة حسبما وقفنا عليه أول أمس الثلاثاء إلى ظروف صعبة ووسائل عمل غير كافية أمس الأربعاء وهذا بعد تسجيل ضغط وإقبال كبيرين فاقت به المؤسسة طاقة استيعابها المحددة ب 60 سريرا ليصل العدد 80 مريضا، أمس الأربعاء عدد كبير منهم حالات معقدة وحتى منها ما يحتاج للرعاية بغرفة الإنعاش غير المتوفرة لحد الآن .