* 7 حالات حرجة بمستشفى كنستال منذ بداية الموجة الثالثة * لم يضبط لحد الآن البروتوكول الدوائي لعلاج المصابين بالفيروس * مخاوف من انعكاسات الوباء على صحة الأطفال في غياب دراسات دقيقة * فتح مصلحة كوفيد ب 20 سريرا و10 أجهزة لاستقبال الحالات المستعصية * الحمى والإسهال من الأعراض الأولى التي يعاني منها الطفل المصاب لم تستفق العائلات من الضربة التي قصمت ظهرها وألحقت بها أضرارا جسيمة منذ تسجيل الموجة الثالثة ، لتتلقى ضربة أكثر فتكا وتصيب هذه المرة عدوى دالتا أو الفيروس المتحور القاتل أطفالا صغارا لم يتعد عمرهم 13 سنة وتخل بسلامتهم الجسدية وتدخلهم المستشفيات لدرجة الإنعاش. و لم يظن المواطن أن هذه الموجة ستتعدى كل التوقعات وتتجاوز كل الحدود ، فتنتقل من فئة عمرية معروفة سبق وان كانت مستهدفة من فيروس القرن إلى براعم صغار لا تقوى أجسادهم على المقاومة ولم يكن يعلم هذا الأخير أن الحرب البيولوجية الشرسة ستحاول هذه المرة أن تلغي الحواجز والقاعدة المتفق عليها أن الفيروس يصيب كل الشرائح العمرية إلا الأطفال . عندما تصبح سلامة الطفل مرهونة بفيروس لا يرحم وعندما تتجاهل بعض العائلات خطورة الوضع وتستبعد انتقال العدوى إليه نكون أمام أزمة حقيقية لم نسجلها من قبل ونكون أمام وضعية حرجة أصعب بكثير من المشاكل التي تعيشها مستشفياتنا بسبب الارتفاع المقلق للحالات ونقص الأكسجين الطبي . ففي اقل من شهر برزت على الساحة الوطنية حالات مرضية معقدة لا تحتمل هذه المعاناة ولا يمكن لها أن تكابد عناء المرض بين جهاز التنفس الاصطناعي وبين العلاج المكثف الذي يفوق بكثير قدرة تحملها. * الوضعية الوبائية تتجاوز الخط الأحمر بتسجيل أول إصابة لدى الأطفال على خلاف تكهنات خبراء العالم ككل ، فقد استطاع المتحور دالتا أن ينخر صحة الأطفال والرضع وعلى خلاف الموجتين السابقتين دوّن سجل الإصابات والوفيات أسماء شريحة جديدة لم يسبق وأن عانت خلال السنة الماضية من وباء كورونا ،ما يدعو للقلق وما يدفع الجميع لأخذ الحيطة والحذر لتفادي الكارثة وحماية أطفالنا من فيروس لا يرحم . فبتسجيل أول إصابة لدى الأطفال تكون الوضعية الصحية قد تجاوزت الخط الأحمر وتكون الأزمة الوبائية قد انتقلت إلى مرحلة أكثر خطورة من سابقتها ، يحدث هذا في الوقت الذي لاتزال فيه العائلات الوهرانية تؤمن بان أبناءها غير معرضين للضرر وغير معنيين بالبروتكول الصحي المفروض عليها ، انطلاقا من أنها محمية ولها الحصانة الكافية وهو ما يزيد الأمر تعقيدا ، خاصة وان اغلب الأسر تحاول في الفترة الراهنة أن توفر الجو المناسب لأطفالها تاركة لهم حرية التنقل واللعب دون أن تلزمهم باحترام تدابير الوقاية بسبب الضغوطات النفسية التي عاشتها ربات البيوت و صغارها خلال الموجة الأولى تحديد ا ، بعدما أثر الحجر المنزلي على سلوكاتهما ، فاختارت هذه المرة أن تطلق كل تلك الممارسات المفروضة عليها من تعقيم وارتداء الكمامة والتباعد الاجتماعي وتتخلص كذلك من الخوف من إصابة هؤلاء البراعم بالعدوى دون أن تغير من نمطها المعيشي. * أطفال في الشارع بعد مواقيت الحجر وقبل الحديث عن الأرقام المقلقة والحصيلة التي سجلتها الولاية منذ الفاتح جويلية الفارط ، لابد أن نتناول نقطة حساسة تشترك فيها كل الأسر والمتمثلة في السماح لأبنائها بالبقاء في الشارع بعد الثامنة مساء دون ارتداء الكمامة أو حتى احترام شرط التباعد. وما لمسناه في المدة الأخيرة الاختراق التام للبروتكول الصحي بالنسبة لهذه الفئة في فضاءات اللعب والمساحات العمومية على أساس أنها في عطلة وبحاجة للراحة والترفيه حتى وان كان هذا عاملا مباشرا لتكاثر الفيروس وانتقاله من طفل إلى أخر ، أو بمعنى أخر فإن دالتا تنتقل من طفل لتصيب 8 آخرين في وقت واحد ، في وقت لم تتفطن فيه بعد الأمهات للخطر الذي يهدد فلذات أكبادهنّ ويحولهم في غفلة منهن إلى مصلحة العناية المركزة . * أكثر من 30 حالة يوميا والقائمة مفتوحة مستجدات الموجة الثالثة وتطورات الفيروس تعدت هذه المرة تحذيرات الأطباء بعدما أصبحت المؤسسة الاستشفائية لطب الأطفال بوخروفة عبد القادر تستقبل يوميا أكثر من 30 طفلا يعانون من صعوبة التنفس حسبما أكدته مصادر طبية من ذات الجهة وفي بعض الأحيان ترتفع قائمة المرضى إلى 40 إصابة يوميا ، إلا أن وضعيتهم الصحية حسب ذات المصدر لا تستدعي العلاج الاستشسفائي وتتطلب الفحص والمتابعة المستمرة فقط بالمقابل ترقد بمصلحة كوفيد 7 حالات حرجة تعاني من تطورات ومضاعفات حادة من بينها الاختناق والحمى المرتفعة مقابل وفاة واحدة لطفل يبلغ 13 سنة يوم الخميس الفارط ، حيث استقبلت أمس 4 مرضى و أول أمس 3 إصابات في وضعية خطيرة ما عجل بفتح مصلحة خاصة تتسع ل20 سريرا و10 أجهزة للتنفس الاصطناعي * مضادات حيوية ومسكنات ...البروتوكول المعمول به وجد الأطباء أنفسهم أمام وضعية صحية أكثر تعقيدا لم تكن متوقعة من قبل أجبرتهم على الاجتهاد والاستفسار للتكفل السوي بالحالات المسجلة لدى الأطفال ، لاسيما أن الإصابة غير مستبعدة عند حديثي الولادة في غياب بروتكول دوائي خاص بهذه الفئة بالذات وبما أ ن الأطفال والكبار لا يخضعون لعلاج واحد فقد حدد للمرضى الصغار الذين يعانون من إصابات خفيفة تقديم لهم مضادات حيوية ومسكنات لتفادي التعقيدات ، علما أن الأعراض الأولى تكمن في الإسهال والحمى وألام الرأس في انتظار ضبط بروتوكول خاص بهذه الفئة بالذات . وأمام هذه المتغيرات من الضروري قبل أي وقت مضى أن يتفاعل الأولياء مع هذه الحقيقة ومنع أبنائهم من الخروج إلا للضرورة القصوى مع الالتزام الصارم لتدابير الوقاية بشكل يسمح لنا تسجيل المزيد من الإصابات ،لا سيما أن كل الولايات المتضررة من الوباء والمفروض عليها الحجر تعيش نفس المأساة.