عادت قضية المطالبة بتدوير منصب الأمين العام لجامعة الدول العربية لتطفو مجددا على سطح الأحداث السياسية في الوطن العربي بعدما تداولت الصحافة العربية أخبار عن احتمال تولي وزير الدولة الممثل الشخصي للرئيس عبد العزيز بوتفليقة عبد العزيز بلخادم المنصب فيما ذهبت أطراف أخرى للحديث عن تولي وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل المنصب، في حين تحدثت أخبار عن احتمال تولي المنصب من قبل وزير خارجية قطر، وبما أن عبد العزيز بلخادم قد نفى نيته في تولي المنصب، فهذا يعني أن الصراع أصبح محصورا بين الطرفين السعودي والقطري . القضية أثيرت من قبل عبد العزيز بلخادم في القمة العربية المنعقدة بالجزائر سنة 5002 وجدد النقاش قبل قمة طرابلس 0102 والذي أكد في تصريحات صحفية أن تدوير منصب الأمين العام للجامعة العربية، بات أمرا منطقيا لا يخضع للعرف موضحا أن مسألة تدوير المنصب على كل الدول العربية يتماشى مع ''طبيعة المنظمات الإقليمية والدولية عندما تضم أطرافا متعددة، حيث يكون هناك تداول عن طريق الديموقراطية بالاقتراع أو عن طريق التوافق أو عن طريق التزكية في مناصب المسؤولية''. مضيفا أن هذا يحدث ''في الاتحاد الإفريقي ومنظمة المؤتمر الإسلامي وفي منظمة الأممالمتحدة وفي الاتحاد الأوروبي وفي منظمة الأمن والتعاون الأوروبي، هذا يحدث في كل التجمعات، فلماذا لا يحدث في الجامعة العربية؟''. وكانت تقارير صحفية جزائرية ذكرت في وقت سابق، أن عددا من البرلمانيين الجزائريين يدرسون إمكانية إحياء مقترح الجزائر بشأن المطالبة بتدوير منصب الأمين العام للجامعة العربية قبيل انعقاد قمة طرابلس، خاصة أن الجزائر كانت صاحبة المقترح الذي كان قاب قوسين أو أدنى من طرحه في قمة الجزائر التي انعقدت في 5002 . وقال العديد من النواب: ''إن الأسباب التي جعلت الجزائر تتراجع عن مطلبها قد زالت، ولم تعد هناك دواع تجعل الجزائر ''محرجة'' من إحياء مطلب التدوير ،وزعم النواب أن بلورة موقف وصيغة نهائية بخصوص إحياء مطلب تدوير منصب الأمين العام للجامعة العربية والذي أضحى مطلبا شعبيا، يقف وراءه كل الجزائريين على اعتبار أن الأزمة الأخيرة بين البلدين أظهرت أن مصر تستثمر في بعض الأدوار التي مكنتها منها الدول العربية عن طيب خاطر. الآن وبعد أن تأكد أن مطلب الجزائر سيتحقق فعليا إن عاجلا أو آجلا يمكن القول أن هناك تراجع مصري كبير على الساحة العربية خصوصا وأن أزمة كرة القدم بين الجزائر ومصر وتداعياتها وتطوراتها على الساحة العربية بعدما حاولت الأقلام المصرية الزج ببعض الدول العربية في المعركة تؤكد أن المحور المصري السوري السعودي قد تلاشى وأن الدور القطري بات يعرف نموا هائلا ولهذا يعتقد أن الصراع سيكون بين ممثلي البلدين ، في هذا الصدد أشارت بعض التقارير الإعلامية الى أن العلاقات السورية _ السعودية عرفت انفراجا مقابل فتور في العلاقات المصرية السعودية ، كما تسعى مصر إلى عودة العلاقات مع سوريا إلى طبيعتها الأولى خصوصا وأن مصر أعلنت رسميا وعلى لسان وزير خارجيتها أبوالغيط وقوفها مع سوريا ضد الاتهامات الإسرائيلية والأمريكية من أن سوريا زودت حزب الله اللبناني بصوارخ سكود ورغم هذا تقول المصادر أن العلاقات السورية المصرية لا زالت محفوفة بالشكوك بسبب الدور المصري المشبوه مع القضايا العربية منذ عشريات من الزمن خصوصا مع الملف العراقي وملف حزب الله وملف غزة وحركة حماس، ولهذا يخشى الطرف السوري أن تمارس مصر سياسة بوجهين من جهة تقارب ومن جهة طعنات توجه لسوريا من خلال التعاون من الولاياتالمتحدةالأمريكية وإسرائيل وقد تراجع الرئيس السوري حافظ الأسد عن زيارة مصر رغم تعافي الرئيس المصري نهائيا وحتى الطرف السعودي ممثلا في الملك عبد الله لم يزر مصر لتهنئة الرئيس المصري بالشفاء بعد العملية الجراحية، كما أن مصر رفضت دورا سعوديا للمصالحة مع سوريا، و بين سوريا والسعودية هناك فتورا في العلاقات بسبب موقف البلدين من إيران والوضع في العراق بعد الانتخابات حيث تعتبر سوريا حليفا طبيعيا لإيران ، في حين تعد السعودية من ألد أعداء إيران لمعرفتها بالنوايا السيئة للنظام الإيراني الفارسي الشيعي التوسعي في حال استقرار الوضع لصالحه بعد امتلاك السلاح النووي . أمام كل هذه المعطيات يمكن القول أن معركة الأمانة العامة لجامعة الدول العربية ستبقى تحمل العديد من الاحتمالات في ظل الصراع القطري السعودي .