لي معها الكثير من المحطات كبيرة في محفل الإعلام والصحافة ..رصدت فواصلها ومعناها وإضافاتها من زخم أكاديمي لونته الجامعة والمعارف والدراسة الجامعية ..كنا زمنها في معهد العلوم السياسية والإعلامية وكانت تنثر عطرها ومعناها مباشرة.. لما دخلت الى الخدمة الوطنية في الثمانينيات ..لأجد صورتها تزين شاشة الجزائر التلفزيونية ..أعيش ومضتها وتحكمها الإحترافي في ما درسناه يوما عبر النظريات الإعلامية.. لأجدها تتصدر المشهد الإعلامي بصورة جعلت من تواجدها في نشرات الأخبار حكاية محببة لدى الرأي العام عبر الاستماع والمشاهدة التلفزية لواحدة عرفت من اللحظة الأولى.. كيف ترسم النظرية الإعلامية في الحلقة السمعية البصرية ...تكاد أن تكون الوحيدة التي عرفت كيف تلازم الشاشة وتقرأ لنا نشرة الأخبار ونعيش القصة الإخبارية تنثرها لمسة وومضة وتخمينات جادة من الإضافات .. لقد كانت سيدة الشاشة بامتياز .. منذ أن دخلت استوديو نشرة الأخبار تلوح بزاد لها من المعارف الإعلامية وزادها الآخر ماهو سوى لمسة الصوت المميز الذي ينعش آذاننا ويحيلنا على حبكة واحدة ..عرفت كيف تسكن قلوب الملايين ..إنها الإعلامية المميزة سيدة الإعلام في الجزائر صورية بوعمامة التي عايشت محطاتها.. وكنت على صلة بها كلما زرت التلفزيون الجزائري ..أزور الزملاء والأصدقاء ممن درسوا معي أو أعرفهم عن كثب و الذين يواكبون الإعلام بكل تخصصاته ..وقتها إنتقلت من مجلة الوحدة الى الشروق الثقافي.. لتكون علاقتي بها تلامس زخما أن تجد لك في معهد الإعلام من يشرفك ويرسم لك معنى من المحطات الجادة والواعدة .. في إحدى المرات زرت مقر التلفزيون لألتقي عميد الإعلاميين عبر حصته الخالدة " المجلة الثقافية " وكان رئيس لجنة النصوص في التلفزيون الجزائري ..نعم السيد العيد بن عروس وكان أستاذي في الصغر .. وحينها وفي إحدى صوابق التلفزيون الجزائرية ...كان لي أن أنعم كذلك بمحطات من محبة صنعتها أفراح المعنى في مجلة الوحدة ..حيثى إلتقيت وبصدفة زملاء قريبين مني ...الزملاء" محمد جمال" الإعلامي المعروف في القسم الرياضي لأتقاطع صدفة هناك مع الإعلامي المعروف" حفيظ دراجي " حينما كان رئيس القسم الرياضي في التلفزيون الجزائري .. ليناديني من بعيد الجميل " سليم أحمد آيت وعلي" المعروف ب "الباز " ومعه" ياسين بورويلة " و« وهيبة بلحوى " ..حسبت نفسي في تلك اللحظة كأنني في نواحي " الساكري كور " شارع 122 ديدوش مراد أوقل باختصار حسيت نفسي في مجلة الوحدة ..حينما إلى لي الشلة بكامل طواقمها .. تلازمني حبا ورؤى مشتركة... لكن وأنا أهم بالخروج من مقر التلفزيون الجزائري فإذا بها هي تنزل مسرعة ...تلبس لباس إتحاد العاصمة أو نادي ميلان آسي الإيطالي..وفي لحظات لم أرصد باتولوجيتها جيدا ... سرعان ما إتجهت إلى وجهة أخرى ..من أروقة التلفزيون ..كأنها كانت تريد أن تقول لي.. لا تخف مهدي سألتقيك يوما هناك في بيتك ..سيكون بيننا ما يرصد محبتك لكل إعلامي ومثقف ومبدع تكتب فيه محبتك ..عبر حلقاتك ..هؤلاء هم في القلب ...وفعلا التقيتها في سيدي عيسى يوما ..سأحكي لكم عنها وعن ذلك لاحقا وما قالته وبقى في ذاكرتي مقولات خالدة .. نعم كان لهذه المميزة أن رسمت لغتها وتجربتها ومعانيها عبر خبرة لها ارتسمت ضمن مسارها الاعلامي ..لا ننسى أن هذه البطلة كانت تتصدر المشهد في عز محنة أصابت الجزائر الحديثة ..العشرية السوداء... الحمد لله لم تخطفها منا.. بل بقت مقاومة ومجاهدة ترسم لغة وتجربة وحكاية وتصنيفا عجيبا لإمرأة سمتها الصحافة بشىف .." المرأة الحديدية " هذه التي لخصت حياتها بل مسارها الاعلامي المشرف في كتاب خالد بلون المشهد الحياتي لواحدة كبيرة.. عرفت من خلال تجربتها ..أن تقاوم وتشاكس ولا تبقى حبيسة السكون والخوف واللامعنى.. بل رسمت لها بكل قوة وعزيمة ..خريطة طريق جادة ..إرتسمت عام 2013 في كتاب مميز لها ..نقل مشوار كاتبة صحفية ..عايشت الجحيم اليومي الذي إستمر 10 سنوات.. بعدما أغتيل ومات من زملاء المهنة حوالي 53 صحفيا رحمة الله عليهم في الجزائر .. كتبت صورية بوعمامة تجربتها الرائدة... في كتاب مميز بعنوان ..يحمل مؤشرات تجربة كبيرة.. كانت تخزن ذاكرتها جحيما وحكايات من صلب حكاية الموت والمأساة ..كتاب لها عنونته ..عنوانا موحيا وجذابا .. " أوراق ليست للنشر " ...وهي فعلا أوراقا نشرتها وأفلحت في ترسيم وعي لها وتجربة ومحطات من الخوف والوقوف كبيرة دون إنكسار ..لتسمى في لغة المعنى والتخمين .." سيدة الإعلام الجزائري " التي عرفناها بهذا الزخم وشاهدنا كيف كانت بابتسامتها الراىعة .. تحيلنا وتحيل الناس على شجاعة نادرة ..لسيدة عرفت كيف تتجنب ذلك الوباء الذي أصابنا ..وكاد ينسف الوطن والبلد والقيم والآثار والأمة برمتها ..صورية بوعمامة سيمفونية إنسانية بنوتات من نغم يلازم الكينونة ويصنع الأمل والفرح للجزائر ..صورية بوعمامة بقت تغرينا بهذه اللمسات الرائعة .. لتتصدر المشهد الإعلامي المحترف حينما عرفتها المنابر والصفحات والمواقع ومحركات البحث العالمية ..تلازم مسارها المهني المشرف ..كيف لا وهي التي عرفت كيف تناور بكل الطرق لكي تحمي نفسها من غول الإرهاب وتحمي من خلال معناها ما كنا نتوسمه خيرا في أن نعيش السلم والمصالحة ونغوص في معنى رسمته لغة جمالية فيها الإحترافية بعيدة عن المأساة وعن كل سواد كانت عيوننا مرغمة وقتها كي ترى بلون واحد ...اللون الأسود ...يغوص في ذواتنا يعلمنا فواصل الحكاية الموجعة التي باتت اللغة الوحيدة في واقع جزائري كاد أن يندحر ويترمل الى الابد .. تلك كانت حكاية إعلامية محترفة كنا نحبها عن بُعد وكان حبنا يصلها عبر برقيات لاسلكية.. تلون مشهدها المحترف ،حينما رسمت من تجربتها لغة أخرى، ألا وهي تلك البرامج التي تسطرها في آفاق مميزة وجادة، لتكوين رعيل المستقبل لدى مؤسسة التلفزيون، مكلفة بالتكوين ضمن المؤسسة التلفزيون الجزائرية ونعيش نحن عبرها هذا التسلسل القيمي في رأسمالها الحياتي من طالبة للإعلام إلى إعلامية محترفة ، إلى مكونة لجيل من إعلاميين يلامسون السمعي البصري بلغة جادة وواعدة .. كان لي أن أعيش وهج الإعلامية الكبيرة صورية بوعمامة بزخم آخر لما تقاطعت معها تلبس ألوان اتحاد العاصمة ..نعم جاءت إلى مدينة سيدي عيسى في يوم احتفالي جميل ..لن أنساه أبدا .. حيث تم فيه تدشين أجمل مركز ثقافي في الجزائر، بل يمكنك القول أجمل مركز ثقافي في الساحة المغاربية والعربية ..عشنا في الثامن من شهر مارس 2015 تاريخ تدشين المركز الثقافي "خديجة دحماني" بسيدي عيسى ولاية المسيلة ، وجاءت الجميلة سيدة الإعلام في الجزائر "صورية بوعمامة " مع مجموعة من الإعلاميين والكتاب وأعلام مميزين من الجزائر، يتقدمهم الراحل سليمان بخليلي والعيد بن عروس ومحمد الصالح حرز الله وربيعة جلطي وسليم قلالة ووهيبة عماري وياسين فضيل وثلة من الإعلاميين والمبدعين، وكذا السلطات المحلية والولائية ،المدنية والعسكرية ..عايشنا الاحتفالية ونحن نرى وجوها كبيرة تتصدر المشهد الثقافي والإعلامي والإبداعي، ومولعون من كل التخصصات ينثرون حكاياتهم الجميلة في مركز ثقافي تتشكل واجهته من لوحة جمالية هي عبارة عن مجموعة كتب تزين واجهته الرئيسية، ليكون مثل المكتبة الرئيسية في مدينة "كنساس سيتي" في الولاياتالمتحدةالأمريكية ..قالت الإعلامية الكبيرة صورية بوعمامة كلمة خالدة جعلت الكل يحبها ويرسم صورة لنسق جميل كانوا يعرفونه عنها عبر الشاشة التلفزيون، عن كبيرة لونت المشهد جميلا في ساحة الإعلام المحترف ، قالت كلمتها الخالدة أمام الحضور منبهرة بذلك المعمار الجميل لتحيلنا على تميزه بلغتها المتفردة: " أنا أمام صرح جميل بهذا الشكل الرائع ، أتمنى أن أحمله معي إلى العاصمة بل وأسرقه منكم ليكون لي ..في متناولي هناك في العاصمة .."، صفق الجميع لكلام سيدة الإعلام في الجزائر وأصبحت مقولتها خالدة في مدينة سيدي عيسى ، لدرجة أن أي شخص يريد أن يستشهد بجمالية المعمار يقول لمن يريد أن يعرف جماليته إن الإعلامية المعروفة صورية بوعمامة قالت يوم تدشينه إنها تريد أن " تحمله وتنقله معها إلى العاصمة" ..صورة من إيحاء جميل يرسم المعنى الجميل في ذلك المركز الثقافي الذي هو تحفة معمارية مميزة .. نعم ..كنت شاهدا على تواجدها في سيدي عيسى وعلى كرم لمسة مقولتها ..عايشتها عبر لغة ترسمها وتلازمها في حراكها اليومي الرائع ..تذكرت الأيام الأخيرة كيف عشنا بكل ألم مرضها مع الوباء اللعين، والذي والحمد لله لم يستطع أن ينال من هذه الكبيرة المرأة الحديدية التي نتمنى لها من كل قلوبنا أن تتعافى من آثاره وترسم لنا معناها وفرحها ولغتها الجميلة.. تذكرتها منذ أن رأيتها تلبس لباس اتحاد العاصمة الذي زين روحها وجمالها ورسم تفاصيل أخرى لواحدة نعتز كثيرا بها ،حينما هنأتها على تعافيها أجابتني أنها الأسعد ، و نست لحظتها أن كل الجزائر كانت سعيدة برؤية سيدة الإعلام الجزائري صورية بوعمامة تتعافى وترتاح وتشفى وتعطينا من فواصل تجربتها على بريق ميزها وجعلها تدخل قلوبنا وقلوب المولعين بهذه الأسماء التي تصنع لها الفرح .. فرح يجعلني أعايش هذا الجميل فيها.. و أقول أنها من صنفي ومن عائلتي.. بل من عشيرتي تتخندق في محطاتي وتلازمني احترافيتها الواعدة... واحدة مني وأنا منها.. واحدة كما ترون... هي فعلا ..في القلب