دعا وزير المجاهدين وذوي الحقوق, العيد ربيقة أمس الأربعاء بالجزائر العاصمة, الشباب الجزائري إلى السير على نهج السلف «القويم» لمواجهة تحديات العصر واستكمال المشوار. وأكد السيد ربيقة, لدى افتتاحه لأشغال ندوة تاريخية إحياء للذكرى ال66 لمعركة الجرف الكبرى تحت عنوان «معركة الجرف ..ذاكرة وتذكر», أن «على الشباب أن يسير على النهج القويم لمواجهة تحديات العصر واستكمال المشوار الذي قطعه الشعب في مسيرته التجديدية بعقول واعية وإرادات صلبة وثقة في النفس والاحتماء بالرصيد الحضاري الزاخر والاعتزاز بذاكرة أمتنا وهويتنا». وأضاف أن «الجزائر أصبحت بفضل تضحيات بناتها وأبنائها البررة تستحضر ذكرياتها الخالدة لترسخ تاريخها في تواصل مع الأجيال, وتحتفي بأمجادها ومفاخرها التي تكتنزها ذاكرتها وتقف وقفات للتأمل والاستلهام من ماضيها وبطولات أبنائها, ما يشد أزرها ويقوي عزمها ويبعث في الخلف روح السلف لبناء حاضرها واستشراف مستقبلها». وتابع السيد ربيقة قالا: «تشق الجزائر اليوم طريق التجديد الوطني الشامل بقيادة رئيس الجمهورية, السيد عبد المجيد تبون, وتخوض مرحلة حاسمة في مسار التنمية ودعم هياكل دولة الحق والقانون». وعند تطرقه إلى معركة الجرف, ذكر السيد ربيقة بأن هذه المعركة التي جاءت بعد شهرين من هجومات الشمال القسنط يني, كانت «ساحة للنزال أظهر فيها مجاهدو جيش التحرير الوطني استراتيجية عسكرية محكمة عبرت عن عبقريتهم وشجاعتهم وتفوقهم على فيالق المستعمر, صانعين أروع صورة للتضحية ونكرات الذات...». كما جسدت تلك الواقعة «بزمانها المعلوم وحيزها المحدد وسياقها المدرس واستراتيجيتها الهادفة --حسب كلمة الوزير-- قمة التلاحم والتفاني والإخلاص في حب الوطن وذروة المسؤولية والتحلي بالجرأة والأقدام, التي زعزعت أركان المستعمر وحطت كبريائه على صخور جبال الجرف الشاهقة وتحققت بفضلها انتصارات سياسية وعسكرية ودعائية داخليا وخارجيا». وحضر الندوة إطارات سامية في الدولة وشخصيات تاريخية ومجاهدون ممن شاركوا في معركة الجرف والذين قدموا شهادات حية بكل عفوية عن مجريات هذه المعركة دعوا من خلالها إلى توثيق مثل هذه الشهادات ونقلها إلى الناشئة التي تحتاج إلى التشبع من الإرث التاريخي للثورة ومن كل معاني التضحية والإخلاص والتفاني في حب الوطن. وتعد معركة الجرف من ضمن كبريات المعارك التي فرض خلالها أفراد جيش التحرير الوطني استراتيجية عسكرية بنجاح وأصبحت تمثل ثالث أهم العمليات العسكرية بالمنطقة الأولى أوراس النمامشة وقد أطلق عليها قادة جيش التحرير الوطني اسم «استراتيجية الانقضاض الجبلي» من خلال استغلال الكهوف والصخور واستدراج العدو إليها حيث صعب الاستخدام الأمثل للقوات الجوية الفرنسية في تحقيق أهدافها وذلك بشهادة عدد من قادة القوات الجوية الفرنسية ومنهم بيار كلوستيرمان صاحب كتاب «إنزال ناري على وادي هلال». وحسب قراءة في السياق التاريخي والعسك ري للمعركة التي قدمها أستاذ التعليم العالي بجامعة زيان عاشور بالجلفة, حسان مغدوري, فقد تم الاعتماد في تلك المعركة على استراتيجية من خلال استغلال الظروف الطبيعية والمناخية الملائمة واعتماد أسلوب الكر والفر وعلى تقسيم الأفواج إلى مجموعات صغيرة والاستغلال الأمثل للذخيرة الحربية والمؤونة.