لا تزال رياضة الفروسية في الجزائر بحاجة إلى دعم كبير من أجل بلوغها الاحتراف والخروج من قوقعة الفنتازيا ورغم تطوير تربية الخيل من خلال اهتمام السلطات بهذا الجانب من خلال المصادقة سنة 1985 على عدد من النصوص التنظيمية با بهدف خلق نظام لقطاع تربية الخيل كان للحصان على الدوام مكانة مرموقة ومفضلة في الجزائرالا ان الممارسة الرياضة لم تصل الى العالمية ، ما جعل هذه الممارسة تجمع بين قطاعي الفلاحة و الثقافة و الرياضة ، بحكم انها تربط بين تراث الفنتازيا و الممارسة الرياضية ، لكن في الجزائر تغلبت الأولى عن الثانية ، بما أن مستوى الفروسية لم يبلغ المستوى العالمي ، رغم مختلف انواع الخيول الموجودة في الجزائر إلى جانب الموهبة التي تكتسب عند فرسان الجزائر أبا عن جد ، خاصة في الولايات الداخلية و نخص بالذكر ولايات غرب البلاد في شاكلة تيارت ، غليزان ، مستغانم و حتى وهران لامتلاكها واحدا من كبرى النوادي سواء العمومية المتمثلة في عنتر بن شداد او الخاص على غرار الفارس الوهراني الذي تنظم فيه منافسات الجائزة الكبرى للقفز على الحواجز ، كما شهد هذا الاختصاص ، في آخر سنتين تذبذب كبير في تنظيم المنافسات جراء تفشي وباء كورونا الذي أوقف جل البطولات المحلية على مدار سنتين بالرغم من السماح للعودة إلى التدريبات في هواء الطلق مع ديسمبر 2020 ، إلا أن المنافسات الرسمية بقيت عالقة إلى غاية دورة قسنطينة للجائزة الكبرى التي أقيمت شهر جوان المنصرم ، في ظروف غير عادية أثرت عليها تدابير البروتوكول الصحي للوقاية من كورونا ، الذي قلب الأجواء العامة لسير هذه المنافسات رأسا على عقب من خلال منع التجمعات بين الفرسان و اجراءات التباعد ، حتى في الأماكن الخاصة بالحضور الجماهيري في النوادي ، كما لم تتوقف تداعيات كورونا عند هذا الحد فقط ، بل أثرت حتى على استيراد انواع العلف و المكملات الغذائية للخيول التي كانت تستورد من الخارج و ذلك للإجراءات المتخذة في نقل البضائع و السلع نظرا لغلق المجالات الجوية و البحرية بين الدول في ظل تفشي الجائحة على مدار سنتين لتزيد هذه الوضعية من مشاكل الفروسية الجزائرية ، التي دائما ما تشتكي من نقص العتاد و غياب المنشآت الموافية للشروط العالمية خاصة على صعيد الأرضيات و هو المشكل الذي طرحه المدير الفني للاتحادية الجزائرية ، الذي طالب بنقل منافسات الفروسية بألعاب البحر الأبيض المتوسط في وهران ، من نادي الركاب الوهراني بمركز عنتر بن شداد إلى نادي الفارس الوهراني الذي يحتوي على أرضيات تساعد الخيول على تحقيق نتائج جيدة و تحفظ سلامة الخيل و الفارس معا ، في حال عدم تجهيز أرضية مركز عنتر بن شداد ، أما على صعيد العناصر الوطنية ، فستتواصل المنافسات إلى غاية ماي 2022 أين يظفر صاحب المراكز 4 الاولى بالتأهل لألعاب البحر الأبيض المتوسط وهران 2022 حسب التصنيف الذي وضعته اتحادية الفروسية التي سطرت التتويج بميدالية في الألعاب المتوسطية في نسختها ال19 كهدف رئيسي خلال الشطر الأول من عهدتها الأولمبية