يعيش سكان مختلف أحياء بلديات غليزان و بن داود و سيدي امحمد بن عودة على وقع تذبذب و توقف توزيع المياه الصالحة للشرب خلال الأيام الماضية ، حيث لا يزال هؤلاء ينتظرون عودة مياه الشرب إلى الحنفيات بعد انقطاع دام أكثر من أسبوع بأغلب الأحياء و المناطق المجاورة . و على إثر التساقطات المطرية الأخيرة ، اضطرت المصالح المعنية إلى قطع الماء عن هذه المناطق التي تعاني من نفس المشكل مع كل موسم أمطار ، بسبب زيادة نسبة التوحّل في سد السعادة ببلدية سيدي امحمد بن عودة المموّن الرئيسي لجل أحياء البلديات المذكورة بالماء الشروب ، مما أثر سلبا على جودة المياه الموجهة لهذا الغرض و كذلك بالنسبة للتزود بهذه المادة الحيوية التي كانت وراءها الاضطرابات الجوية التي شهدتها المنطقة و مناطق أخرى من الوطن في الآونة الأخيرة و تسببت في تعكير المياه على مستوى السد .هذه الوضعية أحدثت اضطرابات في التوزيع وصلت إلى حد الانقطاع الكلي للماء الصالح للشرب عن هذه المناطق على غرار عاصمة الولاية و بلديات تابعة لها و جل الأحياء ، الأمر الذي زاد من تذمر و استياء المواطنين .و من جهتها مصالح الجزائرية للمياه أكدت في السياق أنها شرعت في تفريغ كميات من المياه ، و تجري أشغال تنقية هذا السد من الأوحال التي تحملها السيول لتحسين نوعية مياه الشرب بعد وقف التموين بالماء الشروب لخفض نسبة التوحّل ، و لفتت في بيان لها إلى أنه و في انتظار استئناف عمليات المعالجة و الإنتاج و عودة التوزيع بصفة تدريجية هذه الأيام ، قد شرعت المؤسسة في تزويد بعض المناطق منها غليزان عن طريق نظام " الماو" و أخرى من الآبار ، بينما يتم تزويد المناطق المتبقية من خلال صهاريج المياه . و معلوم أن الطاقة الاستيعابية للسد قد تقلصت بعد ارتفاع نسبة التوحّل فيه إلى حوالي 150 ألف مليون م3 حاليا ، بعد أن كانت قدرة تخزينه الإجمالية تبلغ 225 مليون متر مكعب منذ إنشائه سنة 1978 . 30 مليون م3 من المياه تدخل سدود غليزان في حين أكدت مصالح الري بولاية غليزان أن كل من سد سيدي امحمد بن عودة (غليزان) و قرقار (وادي ارهيو) قد شهدا ارتفاعا في منسوب المياه بفعل الأمطار الغزيرة التي تهاطلت على المنطقة و المناطق المجاورة في الأيام الماضية ، بحيث تجاوزت كميات المياه الإضافية التي دخلت السدين نحو 30 مليون م3 ، فيما أدى هطول الأمطار خلال بضعة أيام من شهر نوفمبر الجاري إلى ارتفاع احتياطي المياه بهما إلى 78 مليون م3 ، و ارتفع مخزون سد السعادة ببلدية سيدي امحمد بن عودة الذي استقبل أكثر من 24 مليون م3 ، إلى أزيد من 27 مليون م 3 ، في وقت لم تتعد كميات المياه المحتجزة 2 مليون م 3 ، بينما وصل منسوب المياه في سد قرقار إلى 51 مليون م 3 بعد أن تدعم بما يزيد عن 5 ملايين م 3 من مياه الأمطار و السيول المتدفقة في الآونة الأخيرة وفقا لما ذكرته ذات المديرية ، التي لفتت إلى أن كميات الأمطار المسجلة خلال نفس الفترة و التي بلغت 59.4 ملم الأمطار ، ساهمت بشكل كبير في زيادة مخزون المياه خلال هذا الموسم بما يسمح بتأمين تزويد عدة بلديات بالمياه الصالحة الشرب و توفير مياه السقي عبر المحيطين المسقيين «مينا» و «الشلف الأسفل». و تجدر الإشارة إلى أن الطاقة التخزينية لسد قرقار تقدر بحوالي 358 مليون م 3 بعد أن تقلصت من 450 مليون م 3 نتيجة إرتفاع نسبة التحول و أما السد الثاني فيستوعب حاليا 153 مليون بعد انخفاض سعته من 225 مليون م 3 لنفس الأسباب .