- مخزون قرقار ينخفض من 450 مليون م3 إلى 186 مليون م3 - سكان الظهرة يعانون بعد جفاف سدّ كراميس - نسبة التوحّل بلغت 30 بالمائة
تعرف سدود ولاية غليزان تراجعا في منسوب المياه وسط مخاوف من عدم سقوط الأمطار مبكرا حيث تعاني هذه السدود التي تغطي احتياجات الولاية من المياه لغرض الشرب و الري الفلاحي من عجز كبير في الموارد المائية و بلغ احتياطي المياه المخزنة حوالي 200 مليون متر مكعب مع حلول شهر أكتوبر الجاري و يقدر مخزون قرقار بوادي أرهيو ب 186 مليون متر مكعب السد الذي يعد أكبر سدود الولاية بعدما انخفض منسوب مياهه إلى الربع لأول مرة منذ عدة سنوات نتيجة انحباس الأمطار و كان منسوب المياه في أواخر السنة الماضية يقدر ب 281 مليون م3 و رغم حجزه لكميات قليلة من مياه الأمطار خلال تلك الفترة إلا أنه ساهم في توفير مياه الشرب و السقي على عكس السنوات الفارطة حيث أن كميات المياه المحتجزة فاقت قدرته التخزينية بسبب هطول أمطار غزيرة أدت إلى فيضانه و تبلغ قدرة هذا السد الاستيعابية 450 مليون م 3 قبل أن تتقلص بفعل ارتفاع نسبة التحول لتصل طاقته التخزينية الحالية إلى حوالي 358 مليون م 3 . نسبة التوحّل تصل 30 بالمائة كما أن منسوب المياه بسد سيدي أمحمد بن عودة (غليزان) ثاني سد بالولاية منخفض جدا خلال نفس الفترة التي تزامنت و النقص الكبير المسجل في تساقط الأمطار لم تتجاوز 20 مليون م 3 و هي كمية بلغت في الفترة نفسها من العام الماضي 34 مليون م 3 و تمثل نسبة في حدود 20 بالمائة من القدرة الاستيعابية الحالية التي انخفضت من 225 إلى 153 مليون م 3 بعدما بلغت نسبة التوحّل فيه نحو 30 بالمائة . بينما تعاني مرجة سيدي عابد أقصى شرق وادي ارهيو و التي تعد ثالث سد بغليزان بسعة تخزينية بلغت 58 مليون م 3 من ارتفاع كبير في نسبة التوحل أدى إلى جفاف مياهها و نفوق ثروته السمكية بعد أن كانت مواردها المائية توجّه لتزويد المنطقة و أخرى بالمياه الصالحة للشرب و سقي الأراضي بمحيط الشلف الأسفل . نفوق الأسماك بسدّ كراميس الممون للمناطق الشمالية للولاية و على صلة فان نقص منسوب المياه في سدود الولاية و على غرار سد كراميس بمستغانم الذي كان يوفر مياه الشرب لعدة بلديات بمناطق الظهرة منها مازونة و سيدي امحمد بن علي و مديونة و بني زنطيس قبل جفاف مياهه و نفوق الكثير من الأسماك ، يحد من كميات مياه الشرب ، كما تسبب في زيادة معاناة العديد من السكان خصوصا بالنسبة للمناطق الشمالية المذكورة بما فيها البلديات و الدواوير التابعة لها و التي لا تزال لحد الآن تعاني من ندرة المياه الصالحة للشرب ما جعل مصالح الري بالولاية تتدخل و تتخذ إجراءات من أجل تغطية هذا العجز المسجل بالتزامن مع موجة الجفاف التي اجتاحت المنطقة منذ عدة شهور و ذلك من خلال إمدادات مؤقتة للماء الشروب للسكان بما في ذلك مناطق مديونة و سيدي امحمد بن علي و التي تضخ من الآبار الموجودة بإقليم بلدية واريزان عن طريق ضخ المياه الجوفية للبلديات التي تعاني من هذه الأزمة و تقليص حصّة بلديات أخرى مثل مازونة و القطار لحوالي 5 ساعات في اليوم في إطار تأمين تزويد المناطق المتضررة بمعدل مرة واحدة كل 3 أيام إلى 7 أيام لرفع هذه المعاناة يضيف مسؤولو القطاع في انتظار وصول مياه البحر المحلاة من محطة المقطع بوهران إلى هذه المناطق و باقي مناطق الولاية التي يعاني سكانها بسبب ندرة المياه على غرار بلديات و دواوير الجهة الجنوبية و كذا الغربية منها . 6 ملايين م 3 غير كافية للمناطق المسقية بمينا و كشفت ذات المصادر أن المخزون المائي الحالي في سدي المنطقة يضمن تأمين مياه الشرب بالعديد من البلديات و القرى منها سيدي امحمد بن عودة ، خشاب ، زمورة ، منداس ، سيدي لزرق ، وادي السلام و دار بن عبد الله و بعض الأحياء بوادي ارهيو . كما أن هذا النقص الحاد على مستوى مياه السدود بسبب تأخر الأمطار و الجفاف زاد من مخاوف مزارعي عدة مناطق و لاسيما منها المساحات المسقية بالجهة الغربية و هو الحال بالنسبة للمياه الجوفية التي تأثرت في جل المناطق نتيجة هذا الجفاف و ارتفاع في درجات الحرارة و مدى تأثير ذلك على الموسم الفلاحي هذا العام بحيث أن كميات المياه الممنوحة لمحيط مينا خلال حملة السقي لهذه السنة لا تتعدى 6 ملايين م 3 من مياه سد السعادة بسيدي امحمد بن عودة الذي أصبح مخزونه لا يضمن سقي الأراضي الزراعية في المناطق المذكورة و الممتدة على نحو 6500 هكتار في السنوات الأخيرة . تأثر المياه الجوفية بفعل الجفاف أما على مستوى الحصص الممنوحة من مياه سد قرقار لري محيط الشلف الأسفل بالجهة الشرقية هذا الموسم فقد تم استغلال الكميات المخصصة لهذه المناطق المسقية و المقدرة ب 57 مليون م 3 من أجل الحفاظ على الإنتاج الفلاحي على مستوى المساحات المزروعة من الحبوب و الأشجار المثمرة كالحمضيات و الزيتون و عدة أصناف من الخضروات على حوالي 7500 هكتار ، و على الرغم من تخصيص هذه الكمية لعملية السقي إلا أن الفلاحين يطالبون بحصص إضافية و هي المطالب التي ردت بشأنها نفس المصادر بأنه تمت مراسلة الوزارة الوصية من أجل تغطية طلبات الفلاحين بالجهة الشرقية للتزود بمياه السقي هذه الفترة .