تكريم ضيفات الطبعة الرابعة. استمتع أمس عشاق الكلمة الراقية والحرف الجميل بجلسة أدبية استضافت فيها الإعلامية علياء بوخاري كل من الشاعرة والكاتبة سقال زينب من تلمسان والكاتبة بلجودي شيماء من سعيدة، وذلك في إطار فعاليات الطبعة الرابعة للمهرجان الثقافي الوطني لأدب وسينما المرأة ..حيث سافر الحضور مع روائع القصيدة الغزلية التي قدمتها زينب سقال وهي تتحدث عن شخصية « أبو مدين شعيب التلمساني « هذا الفقيه المتصوف والشاعر الأندلسي الذي عُرفت به عاصمة الزيانيين، ولحد الآن كل من يزور تلمسان عليه أن يتجه نحو ضريح الولي الصالح سيدي بومدين . فقد اختارت الكاتبة زينب سقال أن تتحدث عن هذه الشخصية التاريخية العظيمة معددة خصاله ومشيدة بمساره العلمي والأدبي وأيضا النضالي، حيث قالت إنه أحد أهم مدارس التصوف في بلاد المغرب العربي والأندلس، وهو من مواليد مدينة إشبيلية، ويقول عنه محي الدين بن عربي في كتابه « الفتوحات المكية « إنه بلغ القمة في المجال الصوفي ووضعه في منزلة يعز بلوغها مطلقا حيث أسماه ب « شيخ الشيوخ ».، كما تحدثت الكاتبة زينب سقال عن «أبو مدين شعيب التلمساني» في التصوف والزهد، وعن استقراره بتلمسان إلى غاية وفاته بها ، وكيف كان يعبر عن تلك الأحاسيس للجميع لإخراجهم من حالة البؤس والحزن بأشعاره الجميلة الغرامية والغزلية بأسلوبه البسيط الرائع، كما تطرقت ضيفة المهرجان إلى مشاركته في الحرب ضد الصليبين، وكيف أنه انخرط في جيش صلاح الدين الأيوبي بدافع الغيرة على الإسلام وشارك في معركة « حطين « الشهيرة ، وهي معركة فاصلة بين الصليبيين وقوات صلاح الدين الأيوبي وكان النصر فيها حليف المسلمين لتعود الطمأنينة إلى أهل القدس ..وليس هذا فحسب ، بل ركزت الشاعرة على الجانب الغزلي العاطفي لدى « أبو مدين التلمساني الشخصية الراقية أدبيا وفكريا ، وزهده بنوع يريح البصيرة و النفس، حيث سافرت بالحضور إلى عالم الحرف الجميل والقصيدة الرائعة من خلال إلقاء أبيات من الشعر لهذه الشخصية الكبيرة ، كما قرأت على مسامع الحضور أبياتا من قصائدها التي ألهمت الجمهور بشكل كبير. ومن جهتها فقد كانت الكاتبة والأخصائية النفسية بن جودي شيماء حاضرة بقوة في هذا الجلسة الأدبية، حيث تحدثت بكثير من الثقة عن مسارها المهني وتجربتها في الحياة التي ألهمت الجميع وجعلتهم يتفاعلون معها ، فكان الحديث الأبرز عن كتابها «طريقي نحو القمر «التي استوحته من تجربتها الشخصية، وتطرقت فيه إلى عدة قضايا تهم المواطن في حياته ويومياته، على غرار الطلاق، و الاضطرابات النفسية ، دور الأم والوالدين ، مقدمة الكثير من النصائح للفتاة ولمختلف شرائح المجتمع، حيث قال شيماء إن الظروف القاسية التي يمر بها الإنسان هي من تصنعه وتغيره للأحسن، وذلك لا يكون إلا بالإرادة والطموح ، مضيفة أن كل شخص يتعرض للإحباط في حياته والفشل أيضا ، وهذه كلها خطوات نحو النجاح، والعمل على الوقوف من جديد والسير بخطى ثابتة نحو الأمام ، كما خاطبت شيماء بن جودي الأم بشكل خاص قائلة إنه لا توجد أم مثالية وهو حلم لن يتحقق أبدا مشيرة إلى أن هذه النقطة هي السؤال الأول الذي يتبادر إلى ذهن أي أم تزورها في العيادة ..أي كيف تصبح أما مثالية !!، مع العلم أن شيماء أصدرت كتابها الثاني بعنوان « أخيرا تحررت « والذي استوحت فيه قصصها من حالات نفسية واقعية ، فأرادت تقديمها بطريقتها الخاصة حتى تمرر من خلالها رسائل مختلفة تحمل بين طياتها الكثير من الدالات والعبر . وفي ختام الجلسة قام محافظ مهرجان أدب وسينما المرأة السيد مولاي كريم بتكريم ضيفات الجلسة الأدبية وهن الكاتبة زينب سقال والأخصائية النفسية شيماء بن جودي، والإعلامية علياء بوخاري من جريدة الجمهورية، ليتم في الأخير تخصيص فضاء للبيع بالإهداء لكتاب السيدة شيماء «طريقي نحو القمر» بحضور جمع من القراء والجمهور السعيدي الوفي لمهرجان أدب وسينما المرأة.