- 18 ميرا مروا على بلدية وهران منذ 1963 - تركة ثقيلة يرثها المنتخب الجديد ، تتطلب الحزم والنزاهة في التسيير - التحضير للعرس المتوسطي مهمة تفرض على الوجه الجديد المزيد من الجهد والاجتهاد - الشارع الوهراني يدعو الى نهضة جديدة ومتجددة للبلدية - النظافة المعضلة الكبرى تظل الصراعات بين التشكيلات السياسية حول كرسي رئيس المجلس الشعبي البلدي لوهران تغذي الإشاعات التي تروجها بعض الأطراف الدخيلة وتظل دائرة الأخبار المغلوطة تزحف وتتسع تدريجيا لتتصدر صفحات مواقع التواصل الاجتماعي وحسابات الفئات التي تسعى إلى تظليل الرأي العام ويظل المواطن الوهراني هو الأخر باعتباره طرفا مكملا للمعطيات المطروحة علينا ينتظر بدوره الفصل النهائي واجتثاث جذور كواليس من يترأس بلدية وهران . لم يحسم بعد في ملف رئيس بلدية وهران ولا يزال المنصب ليومنا هذا شاغرا بعد مرور أسابيع على الانتخابات المحلية وبعد الإعلان الرسمي للنتائج النهائية لاستحقاقات 17 نوفمبر الفارط من قبل اللجنة المستقلة نهاية الشهر الفارط وتحديد المقاعد المتحصل عليها وبعد طي أخيرا وبشكل نهائي مرحلة تاريخية عتمة من حياة المدينة لن ينساها سكان وهران بالتأكيد ، أو بمنطق العقل استئصال مجلس عمّر لمدة 20 سنة على حساب سمعة ومكانة وهران كثاني مدينة بعد الجزائر العاصمة وكاأبر بلدية على مستوى الوطن . كثر الحديث هذه الأيام عن المير الجديد لبلدية وهران وكثرت معه التأويلات المتداولة بالساحة المحلية والمتضاربة بين منتخبي التشكيلات الثلاث ، رغم أن النتائج النهائية قد حددت مرتبة كل حزب وحددت كذلك المقاعد المتحصل عليها وأصبح الجميع يتطلع يوميا على أخر المستجدات التي توصلت إليها الهيئات السياسية ، ممن تطمح إلى تزكية أحد مرتشحها لكرسي رئاسة بلدية وهران . الوهرانيون يتطلعون أخر مستجدات الساحة وسط هذه المعطيات وأمام كل هذه التطورات التي وجدت لنفسها مكانا خصبا منذ نهاية الشهر الفارط ، يترقب سكان بلدية وهران وبشغف تنصيب المير الجديد الذي سيتولى مهمة تسيير أكبر بلدية بوهرانوالجزائر على وجه العموم ويُنقب باستمرار عن الخبر اليقين الذي يُغذي هو الأخر فضوله بعد 20 سنة من الإهمال واللامبالاة . ولم تتضح الصورة لحد الآن ، من سيتولى منصب مير وهران رسميا من بين الوجوه الثلاثة المقترحة للتشكيلات التي تسارع للظفر بكرسي "سي رايس" ولم تُعلن وبشكل رسمي ا عن لاتفاق والحل الذي اختارته لوضح حد لهذا الصراع ، باستثناء ما تروجه بعض الأطراف من حين لأخر . وحسب المعطيات والأرقام التي أعلنت عنها السلطة المستقلة ، فقد حصلت حركة مجتمع السلم على 35 بالمائة وحصدت 11 مقعدا ، محتلة المرتبة الأولى من بين 3 احزاب سياسية وهي الارندي والمستقبل والبناء وبالتالي قدمت حمس المنتخب أمين علوش الذي تم تزكيته من قبل قيادة الحركة مباشرة بعد فوزها في الاستحقاقات المحلية . والمتتبع لما تشهده الساحة المحلية والساحة السياسية بالتحديد من تطورات في المدة الأخيرة ، يرى أن الأزمة في طريقها إلى الانفراج ، لاسيما بعد الاجتماع المنعقد يوم الجمعة الفارط من قبل المنتخبين للمجلس الشعبي الولائي وقياداتهم من أحزاب التجمع الوطني الديمقراطي وحركة مجتمع السلم وجبهة المستقبل ، انتهى بتزكية بلعيز لحبيب من حركة التجمع الوطني الديمقراطي لرئاسة المجلس الشعبي الولائي في إطار رؤية مشتركة للنهوض بالولاية وتحقيق التنمية في مجالاتها المختلفة بحضور نواب من مجلسي الشعبي الوطني و الأمة ، حسب ما تداولته مواقع هذه التشكيلات عبر الفضاء الأزرق . وبهذا الاتفاق سيتم الإعلان عن ميلاد عهد جديد على يد المرشح لرئاسة بلدية وهران أمين علوش وتمهيدا لمبادرة توافقية أخرى من طرف الأطراف الثلاثة وإزالة الغموض الذي انتاب القضية وإخماد نار التسابق على كرسي المير منذ الأسابيع الفارطة ، خاصة بعد الشروع في تنصيب رؤساء البلديات الاخرى . أصداء الشارع الوهراني تدعو إلى نهضة جديدة ومتجددة للبلدية في خضم هذه التحولات ، فضلنا أن ننزل للميدان ونقوم بجولة استطلاعية عبر أحياء وشوارع المدينة والتقرب بدورنا من سكان وهران وهذه المرة لرصد انطباعاتهم عن ما تعيشه البلدية في المدة الأخيرة بعد 4 عهدات فاشلة لم تحقق فيها المدينة أي تطور أو تقدم إلى الأحسن والأصلح . لم نكتف بآراء بالسياسيين والمثقفين في هذا المسح الميداني وحاولنا أن نمس كل شرائح المجتمع بدون استثناء من موظف البلدية الذي هو جزء لا يتجزأ من مقاربة التغيير والبناء إلى الشاب والبطال ونطرحها بدورنا على المسؤول الجديد بعد توليه مهمته ومزاولة عمله وحتى نقف ونصل إلى مطلب واحد ووحيد لكل هذه الفئات باختلاف مستوياتها ، لان الهدف في قضية مصيرية كهذه يبقى مشترك و بدون نقاش . استهدفنا في هذا العدد نقاط ومواقع معينة معروفة بداية من ساحة أول نوفمبر التي تستقطب سكان الولاية وزوارها ، ثم حي سيدي الهواري العتيق وأسواق وهران ورموز المدينة من شوارع وساحات عمومية وجمعنا انشغالات أبناء وهران التي انصبت جميعها في إعادة الاعتبار للمدينة وإعطاء صورة مشرفة لها على يد مير يغار على بلديته ويسعى إلى تسوية مشاكلها المتراكمة منذ سنوات . وما وقفنا عليه أمس في الجولة التي مست المواقع التي تشتهر بها المدينة هو تطلعات سكانها الذين يترقبون تنصيب المير الجديد ويرجحون أمين علوش عن حركة مجتمع السلم ، فهل ستعيش بلدية وهران عهدا جديد وتُجسد مشاريع التسيير الراشد والتنمية العادلة التي نادت بها الحركة في حملتها الانتخابية ؟ وهل سينجح الوجه الجديد فيما فشل فيه أو تقاعس عن تحقيقه السابقون ؟ وهل سيتمكن المنتخب الجديد من إزالة غبار 20 سنة مضت ؟ وهل هو فعلا نهاية "حوار طرشان" ؟ وهل سيتوصل رئيس البلدية من إزالة ترسبات وشوائب 4 عهدات انتخابية ؟ أسئلة لن نجد لها الجواب في الوقت الراهن وستوضحها حتما الأيام وتؤكدها برامج المنتخب المعين على رأس البلدية ويفصل فيها الزمن بكل تأكيد . وقبل الحديث عن ما ينتظر المير الجديد من ملفات عالقة وتركة ثقيلة لا بأس أن نُذكر بالأسماء المسؤوليمن الذين مروا على اكبر بلدية بالقطر الجزائري منذ 1962 إلى غاية 2021 ونعرض من خلال سجل البلدية عدد الاميار الذين تولوا مهمة تسيير ذات الهيئة لمدة تقارب ال 60 سنة حيث تقلدت 18 شخصية ذات المنصب لفترات مختلفة منهم من غادرونا ومنهم من تولوا شؤون التسيير لمدة 3 سنوات و منهم من اكتفوا بعهدة واحدة ومنهم وآخرون كان لهم الحظ ليستفيدوا من 4 عهدات بداية من عبد الصمد بن عبد الله الذي عين في 1962 ثم خلفه بودراع بلعباس في 1963 والحاج إبراهيم الطيب المختار المهاجي واسماء معروفة أخرى، من بينهم صغير بن علي في 1963و بريكي عبد القادر إلى غاية 1979 وصغير جيلالي إلى سنة 1980 وبن عمار هواري إلى سنة 1983 وبن قلة الطيب إلى 1984 وعريف قدور إلى 1988 وفي 2004 فاز بوخاتم نور الدين بمقعد المير، ثم خلفه بن صادق قادة من 2007 إلى2010 و حصام محمد زين الدين من 2010 إلى 2012 ، ليعود مرة أخرى بوخاتم نور الدين ويترأس المجلس البلدي من 2012الى 2021وهاهي اليوم تدخل البلدية عهد جديد بعد عدة سنوات ملفات ثقيلة على طاولة المير الجديد والنظافة العائق الأكبر ومن بغوص في الفوضى التي تشهدها بلدية وهران ، يجد أن عدد الملفات يفوق بكثير ال 6 ، إلا أننا حاولنا أن يضبطها في قائمة لا تتعدى هذا الرقم ، أمام المشقة الكبيرة والمهمة الصعبة الملقاة على عاتق المير الجديد ، لكن هذا لا يعني أننا سنكتفي بهذه الحصيلة ، في انتظار ما سيقدم ه المسؤول المعين مستقبلا بداية من النظافة والنفايات التي تشوه وجه المدينة ، رغم أن عدد أعوان النظافة يفوق 3000 عامل ، إلى جانب المشاريع المتوقفة بسب عدم تسديد مستحقات المقاولات المنجزة كقاعة السينما مرحبا ، دون أن ننسى سوق لاباستي الذي ينتظر التجار لحد الآن التفاتة من المسؤول ، بعيدا عن الوعود والمراوغة ، ناهيك عن إشكالية الطرقات المهترئة والتوقفات العشوائية ومخطط السير والبنايات المرحل أصحابها والتي أصبحت تشكل خطرا حقيقيا على المارة والقائمة طويلة للآسف سنعود إليها في الاعداد القادمة بمجرد تنصيب رئيس المجلس الشعبي البلدي ، لان المسؤولية تكليف وليست تشريف وهران بحاجة إلى أبنائها النزهاء ولا تستحق كل هذا الإهمال .