بقدر ما كانت نتيجة تعادل المنتخب الوطني أمام نظيره السيراليوني مفاجئة في بداية كأس أمم إفريقيا الجارية بالكاميرون، بقدر ما أظهرت تضامنا وتفاؤلا منقطع النظير لدى الجماهير الجزائرية التي، وعلى عكس الطبعات السابقة، لم تشكك في قدرات كتيبة بلماضي ولم تعرب عن خيبة أمل، بل راحت تبعث برسالات التشجيع والتحفيز عبر مختلف وسائط التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام، في خرجة تؤكد النضج الكروي الذي بلغه عشاق المنتخب الوطني شأنهم شأن أشبال بلماضي الذين أصبح يحسب لهم ألف حساب من قبل كل المنافسين. صحيح أن بطل إفريقيا لم يفز في مباراته الأولى أمام منتخب سيراليون المتواضع، لكن الثقة التي يتمتع بها محاربو الصحراء من الجزائريين ستجعلهم، من دون أدنى شك، يعوضون ما فاتهم أمام سيراليون في مباراتي غينيا الاستوائية وكوت ديفوار، بما أنهم برهنوا في أكثر من مناسبة أنهم رجال المناسبات الكبرى، وأنهم لا يفرطون في نقاط المباريات المصيرية مهما كلفهم ذلك، حيث لا يزال مصيرهم لإنهاء الدور الأول في المرتبة الأولى بأيديهم، إذ يتعين عليهم الفوز في مباراة يوم غد أمام غينيا الاستوائية وفي مباراة كوت ديفوار يوم الخميس المقبل، وهو ما يبدو في متناول رفقاء محرز الذين وصلوا إلى المباراة رقم 35 على التوالي من دون خسارة وأصبحوا على بعد مباراتين لمعادلة رقم إيطاليا العالمي وعلى بعد 3 مباريات لتحطيمه. ونال الناخب الوطني جمال بلماضي حقه من التشجيع والتضامن بعدما أظهرته الصور في لقاء سيراليون وهو في حالة من العصبية، حيث لقي لوحده حملة تشجيعية كبيرة لما قدمه مع المنتخب ولا يزال وأيضا لتشبعه الفريد من نوعه بالروح الوطنية التي عرف كيف ينقلها إلى لاعبيه بطريقته الخاصة. وتشير كل المعطيات والخبرات السابقة أن بلماضي يملك الوصفة السحرية التي ستجعل لاعبيه يتحدون الظروف المناخية الصعبة وأرضية الميدان الكارثية ومنافسيهم والتحكيم الغريب للتأهل إلى الدور الثاني والدفاع عن التاج القاري وعن ثوب البطل الذي يرتدونه بجدارة واستحقاق.