تعدّدت الأسباب والنتيجة واحدة ألا وهي تسجيل المنتخب الوطني أول خسارة له بعد رحلة 35 مباراة دون هزيمة منذ شهر أكتوبر سنة 2018، أين سجل "الخضر" آخر هزيمة في العاصمة البنينية "كوتونو" أمام البلد المضيف في تصفيات كأس أمم إفريقيا 2019. والموعد كان سهرة أول أمس مع الجولة الثانية من دوري المجموعات في "كان الكاميرون"، أمام غينيا الاستوائية، هذا المنتخب الذي اكتفى بالدفاع والاعتماد على المرتدات، قبل أن يفتتح باب التسجيل بهدف وحيد في المباراة، بعد هفوة في المراقبة إثر ركنية، لكن رغم الأداء والتمريرات الصحيحة والاستحواذ على الكرة الذي فاق 65% من جانب أشبال بلماضي، إلا أنهم فشلوا في ترجمة الفرص إلى أهداف وكأن كل شيء كان ضدهم في هذه المباراة على وجه التحديد، بداية بقرارات الحكم إسكوبار الذي انطلق يوزع الإنذارات التي استفزت كثيرا عناصرنا الوطنية. أرضية ملعب "جابوما" تصلح لكل شيء إلا لكرة القدم زيادة على ذلك فإن أرضية ميدان ملعب "جابوما" ب«دوالا" التي تصلح لكل شيء إلا للعب كرة القدم، عطّلت كثيرا آلة منتخبنا الوطني، بل أرهقت معظم مفاتيح اللعب على غرار محرز وفيغولي وحتى بلايلي، كما أن اللعب فيها مباشرة بعد مقابلة كوت ديفوار وسيراليون زاد من سوء حالتها، ليبقى السؤال مطروحا لماذا برمجت مباريات مجموعة منتخبنا في هذا الملعب بالذات، خاصة بعد أن طفت تصريحات نجم منتخب السنغال "ساديو ماني" بعد برمجة مباراة منتخب بلاده لثاني مرة، في نفس توقيت المباراة الأولى، معتبرا أن المنتخبات الكبيرة مستهدفة في هذه الدورة. هل تدفع الجزائر ضعف تمثيلها في الكاف؟ والسؤال الذي يبقى مطروحا في ظل كل هذه المعطيات، هل المنتخب الوطني اليوم يدفع ضريبة ضعف تمثيله على مستوى لجان الكونفيدرالية الإفريقية لكرة القدم "الكاف" عكس مصر وتونس، ليجد المنتخب الوطني نفسه مستهدفا وعرضة للكولسة والأخطاء التحكيمية منذ تصفيات كأس العالم، وليس في "كان" الكاميرون فقط، خاصة أن الأخطاء حرمتنا من ضربة جزاء في مباراة السيراليون رغم وجود تقنية "الفار"، واستفادت تونس من لقطة مشابهة من ركلة جزاء في مواجهتها مع مالي الأولى. تغييرات مرتقبة في الهجوم ومن خلال المواجهتين الأولى والثانية، صار واضحا أن مشكلة الخضر هي العقم الهجومي أو بالأحرى اللمسة الأخيرة، خاصة مع سوء الحظ ونقص التركيز الذي يلاحق الثنائي سليماني وبونجاح، فمن الأرجح أن نشاهد الناخب الوطني جمال بلماضي يزج بالشاب عمورة الذي قد يراهن عليه في أدغال "دوالا". وفي ظل لغة الحسابات لضمان التأهل إلى الدور الثمن النهائي، التي سنعود إليها في الأعداد القادمة، يبقى الفوز على منتخب كوت ديفوار الذي واجهناه في العديد من المرات في كأس أمم إفريقيا كفيلا بضمان التأهل سواء في المركز الثاني أو كأحد أفضل 4 منتخبات صاحبة المركز الثالث، وهذا ما قد يكون نعمة علينا بالخروج من جحيم ملعب "جابوما" في دوالا.