في تحرّك هو الأوّل منذ نشوب الأزمة الدبلوماسية بين باريس و الجزائر على خلفية التصريحات الخطيرة و غير المسؤولة التي أدلى بها الرئيس الفرنسي إمانويل ماكرون تجاه الجزائر و تاريخها شهر أكتوبر الماضي ، ما أدّى إلى قطع العلاقات الثنائية ، في جلّ قطاعاتها لاسيما ما تعلّق بالجانب الدبلوماسي و العسكري بخطوة من الجزائر ، وصلت إلى استدعاء سفيرها في باريس و تعليق تحليق الطائرات العسكرية الفرنسية في الأجواء الجزائرية .. تحادث أوّل أمس الرئيس الفرنسي إلى رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون حيث دعاه إلى حضور القمّة المشتركة بين الاتحاد الإفريقي و الأوروبي التي ستحتضنها بروكسل من 17 إلى 18 فبراير المقبل. التصريحات التي لم يخرجها أيّ محلّل أو متابع للشأن الفرنسي أو للعلاقات بين باريس و الجزائر عن إطار الحملة الانتخابية المبكّرة لحزب « الجمهورية إلى الأمام « للانتخابات الرئاسية خلال شهر ماي المقبل ، باعتبار ذات الحزب صار نافدا في الإليزيه و هذه ظاهرة خارقة لتاريخ الجمهورية الخامسة.. و إن كانت قد أدّت - التصريحات - إلى قطيعة ذات نوعية من طرف الجزائر و لم تتوقّعها باريس ، حاول الرئيس الفرنسي وضعها في إطارها التاريخي من خلال تداركه للخطإ الفادح و دعا إلى التحلي بالتهدئة، و هي دعوة لم تستسغها الجزائر التي فاتت مباشرة إلى الرد و الذي كان قاسيا على باريس ، من خلال منع طائراتها العسكرية المتوجهة نحو الساحل من عبور الأجواء الجزائرية و كان لعودة سفير الجزائر في باريس محمّد عنتر داوود بداية هذا الشهر وقعا إيجابيا لدى «الكي دورسي» حيث عبّر وزير خارجية فرنسا جان إيف لودوريان عن ترحيبه بالعودة لاستئناف المهام . للتذكير كان الرئيس الفرنسي قد أعرب عن «أسفه» لهذا الجدل وأكد «تمكسه الكبير بتنمية» العلاقات الثنائية. كما أصدرت الرئاسة الفرنسية بعدها بيانات أكدت فيها احترام ماكرون للأمة الجزائرية وتاريخ البلاد . و المتتبّع لبيان رئاسة الجمهورية حول المكالمة الهاتفية يقرأ أيضا تطرّق الرئيسين إلى آفاق انعقاد اللجنة القطاعية العليا المشتركة بين الحكومتين ، ما معناه أنّ باريس حريصة على تثبيت و تطوير علاقاتها الاقتصادية في الجزائر و السارية في عديد القطاعات ، خاصة أنّ الطرح البراغماتي للجزائر في علاقاتها الدولية يؤكد أنّها تتعامل مع من يريد أن يتعامل معها على أساس المصلحة المشتركة و المكاسب المقتسمة ، بمعنى أنّ الفرص سانحة أمام جميع شركائها و من يقصي نفسه يجد بديله في الجزائر و فرنسا تعي جيدا من ينافسها في الجزائر من القوى الاقتصادية الكبيرة أو الناشئة التي صار لها باع كبير في الجزائر و من ورائها إفريقيا . للإشارة تجمع القمة الأورو - افريقية التي سينظّمها رئيس المجلس الأوروبي في بروكسل قادة الدول ال27 الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، وال 55 الأعضاء في الاتحاد الإفريقي، على أن تعقد حضوريا إذا سمحت الظروف الصحية بذلك.