الجزائر تتلقى دعوة لحضور القمة الإفريقية الأوروبية هذا ما دار بين الرئيسين تبون وماكرون.. * س. إبراهيم* تلقى رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون أمس السبت مكالمة هاتفية من نظيره الفرنسي إمانويل ماكرون تطرقا فيها إلى العلاقات الثنائية كما جدّد الرئيس الفرنسي من خلالها الدعوة لرئيس الجمهورية لحضور القمة الإفريقية-الأوروبية وبحثا آفاق انعقاد اللجنة القطاعية العليا المشتركة بين الحكومتين حسب ما أفاد به بيان لرئاسة الجمهورية. وجاء في البيان: تلقى رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون مكالمة هاتفية من نظيره الفرنسي إمانويل ماكرون تطرق فيها الطرفان إلى العلاقات الثنائية وبالمناسبة جدّد الرئيس الفرنسي الدعوة للسيد الرئيس لحضور القمة الإفريقية-الأوروبية التي تحتضنها العاصمة البلجيكية بروكسل. كما بحث الرئيسان خلال هذا الاتصال آفاق انعقاد اللجنة القطاعية العليا المشتركة بين الحكومتين . للإشارة فإنه مطلع جانفي الحالي قررت الجزائر إعادة سفيرها إلى باريس بعد 3 أشهر من سحبه على خلفية تصريحات مثيرة للرئيس الفرنسي. وحينها أكدت رئاسة الجمهورية أن عودة السفير الجزائري لمواصلة أداء مهامه بباريس ابتداء من يوم الخميس 6 جانفي. وفي 3 أكتوبر الماضي استدعت الجزائر سفيرها لدى باريس احتجاجاً على تصريحات أدلى بها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أثارت غضباً رسمياً وشعبياً في الجزائر. وكشفت الرئاسة عن أسباب قرارها المفاجئ باستدعاء سفيرها لدى باريس وربطته بتصريحات منسوبة للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون. وضمن أسباب استدعاء سفير الجزائر لدى فرنسا بالتصريحات المنسوبة للرئيس الفرنسي التي اتهم فيها السلطات الجزائرية ب كن الضغينة لفرنسا فيما اتهمت الجزائر ماكرون ب التدخل في شؤونها الداخلية . وبحسب بيان فإن استدعاء السفير من فرنسا للتشاور جاء على خلفية ما تداولته وسائل إعلام فرنسية لتصريحات منسوبة للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ولم يجر تكذيبها وجاء فيها التدخل بالشأن الداخلي للجزائر . وشددت الرئاسة الجزائرية على رفضها أي تدخل في شؤونها الداخلية ووصفت تصريحات ماكرون ب غير المسؤولة . وقالت الرئاسة إن تصريحات الرئيس ماكرون تحمل مساسا غير مقبول بذكرى شهداء فترة الاستعمار مشيرة إلى أن جرائم فرنسا الاستعمارية بالبلاد لا تعد ولا تحصى وتعتبر إبادة للشعب الجزائري. من جهة أخرى قررت فرنسا نهاية الشهر الماضي فتح أرشيفها المتعلق بالقضايا القانونية وتحقيقات الشرطة في الجزائر خلال حرب الأخيرة ضد الاستعمار الفرنسي. ويسمح مرسوم لوزارة الثقافة الفرنسية بالاطلاع على كل المحفوظات العامة التي تم إنشاؤها في إطار القضايا المتعلقة بالأحداث التي وقعت خلال الحرب الجزائرية بين الأول من نوفمبر 1954 و31 ديسمبر 1966 . ويشمل ذلك الوثائق المتعلقة بالقضايا المرفوعة أمام المحاكم وتنفيذ قرارات المحاكم و الوثائق المتعلقة بالتحقيقات التي أجرتها دوائر الضابطة العدلية . وتضمن تلك الوثائق الموجودة في دار المحفوظات الوطنية ودار المحفوظات الوطنية لأراضي ما وراء البحار ودار المحفوظات للمحافظات ودائرة المحفوظات التابعة لمديرية الشرطة ودائرة المحفوظات التابعة لوزارة الجيوش وفي إدارة المحفوظات بوزارة أوروبا والشؤون الخارجية بحسب المرسوم. وهي الخطوة التي انقسم إزاءها المراقبون في الجزائر بين من اعتبرها عربون تهدئة مع الجزائر فيما عده آخرون ورقة ابتزاز فرنسي للجزائر ل كشف أسرار قد لا ترقى للطرف الجزائري . كما جاء قرار رئيس الجمهورية بإعادة سفير بلاده إلى فرنسا بعد نحو شهر من زيارة وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان استقبل خلالها من قبل الرئيس عبدالمجيد تبون ونظيره رمطان لعمامرة. وعقب استقباله أعلن وزير الخارجية الفرنسي عن رغبة باريس في استئناف العلاقات الدبلوماسية مع الجزائر . لودريان في تصريحات لوسائل الإعلام الحكومية الجزائرية كشف أيضا عن نقله للرئيس الجزائري عبد المجيد تبون رغبة بلاده في العمل من أجل إذابة الجليد وسوء التفاهم الحاصل بين بلدينا . وأضاف أن لقاءه مع تبون كان مهما مشيرا إلى أن زيارته تهدف إلى تعزيز الثقة بين بلدينا في كنف السيادة الكاملة لكل بلد . وأثنى وزير الخارجية الفرنسي على العلاقات التاريخية التي تربط بلاده مع الجزائر وأشار إلى ذلك بالقول: الجزائروفرنسا لديهما روابط عميقة تنشطها العلاقات الإنسانية بين البلدين . وكشف لودريان عن جانب من مباحثاته مع الرئيس الجزائري قائلا: خلال حديثي مع الرئيس الجزائي ركزنا على تعاون تترجمه انطلاقة حوار فعلي بيننا كشركاء في ملفات تتعلق بأمن البلدين . ونبه لودريان إلى التحديات الأمنية التي تواجه البلدين مشددا على أن الجزائروفرنسا تواجهان تحديات كبيرة إقليمياً ودولياً بخصوص الإرهاب في الساحل والهجرة غير الشرعية والقضايا الاقتصادية . كما تباحث وزير الخارجية الفرنسي مع المسؤولين الجزائريين الأزمة في مالي مؤكدا أن الجزائر تلعب دورا مهماً في ملف المصالحة المالية معربا في السياق عن امتنانه ل التزام الجزائر بإرساء دعائم المصالحة في مالي . وزيارة وزير الخارجية الفرنسي للجزائر هي الأولى منذ تصاعد الأزمة بين البلدين على خلفية التصريحات التي أدلى بها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والتي عدتها الجزائر استفزازية واتبعتها بخطوات تصعيدية ضد باريس. الرئيس تبون يترأس اجتماعاً لمجلس الوزراء يترأس عبد المجيد تبون رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة وزير الدفاع الوطني غدا الأحد اجتماعا لمجلس الوزراء عبر نظام التحاضر المرئي عن بعد. وأفاد بيان لرئاسة الجمهورية أن الاجتماع سيدرس ويناقش عروضا تخص قطاعات الفلاحة السكن البيئة والنقل.