كرمت مديرية الثقافة عشية الخميس عميد الأغنية الوهرانية ورمز الفن الراقي المحلي الفنان بلاوي الهواري« رفقة حفيداته وحرمه حيث عبر عن إمتنانه العميق وتأثره البالغ بهذه المبادرة الطيبة التي نظمتها المديرية الوصية بالتنسيق مع المسرح الجهوي عبد القادر علولة الذي إحتضن الحدث إلى جانب دار الثقافة وبإشراف كذلك عن وزارة الثقافة وقدم الفنان مفاجأة للجمهور الذي تنقل بكثافة غير مسبوقة تمثلت في آداءة رفقة حفيداته »لرائعته لو كان نزيات العقوبة حيث إنبهر الجمهور الحاضر وصفق كثيرا لنجم وهران اللامع وإبن المدينةالجديدة الذي عرف كيف يقاوم وقع الزمن رغم بلوغه 86 عاما من العمر وتخلل الحفل الذي إنطلق إبتداءا من الثانية زوالا مقاطع موسيقية نابعة من أصالة الفن الموسيقي الوهراني أداها كل من »بارودي بن خدة« و»حورية بابة« والشاب عبد القادر مارساي« وكذا المطرب معطى الحاج وكوكبة أخرى من الفنانين أبو إلا أن يشاركو »بلاوي الهواري« فرحته بمناسبة التكريم ومدح رئيس الجمعية الثقافية الوهرانية الشيخ »المكي نونة« »الهواري« بأبيات شعرية مميزة ألفها خصيصا لهذه المناسبة فيما أضاف الشاعر »طموح عبد القادر« رونقا خاصا للحفل الذي تذكرت وهران من خلاله أحد ركائز الأغنية الأصيلة والطرب الملتزم بالجزائر . وكانت المناسبة أيضا فرصة نادرة للفنان الذي إلتقى برفيقه في سجن سيڤ لأول مرة منذ 1962 أين كانا من بين المناضلين السبعة الفارين من ذات السجن إبان الحقبة الإستعمارية وقالت مديرة الثقافة »ربيعة موساوي« من خلال كلمة ألقتها بالمناسبة أنه »لا يمكن أن نرد جميل هذا الرجل مهما كان لأنه قدم كل شيء للفن الجزائري والأغنية الوهرانية على وجه الخصوص فيما أضاف مدير الديوان الولائي لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة (O.N.D.A) »الهاشمي بوسيف كلمة أثنى من خلالها على الوزارة الوصية التي كانت قد كرمت الفنان القدير قبل أسابيع فيما عبر عن إمتنانه للمبادرة الطيبة لمديرية الثقافة الولائية وكان المطرب أصغر قائد جوق موسيقى في سنة 1944 في فرقة والده »التازي البلاوي« فيما يرجع له الفضل في إكتشاف عمالقة الفن الموسيقي الذي من بينهم المرحوم »أحمد وهبي« وتزخر صفحات تاريخ الرجل الفني بمساهمته في تأليف ما يفوق 500 أغنية في الوقت الذي ألف لكثير من الأسماء اللامعة في سماء الفن الجزائري »كسلوى« و»نورية« و»خليفي أحمد« وغيرهم ويشهد له أهل الفن أنه كان من أول المطربين الذين إقتحموا عالم تسجيل الأسطونات وعمره لم يتجاوز (11) سنة حيث سجل بأستيوديوهات مدينة برلين إبان الحرب العالمية الثانية كما وتغنى العميد بلاوي الهواري »بالصالحين« وأصحاب الباندا و»البارود« وكان للمواضيع الدينية كذلك مكانة خاصة في ألبوماته إلى جانب إتفانه العزف على مختلف الآلات الموسيقية فضلا عن كونه مصدرا غنيا لكلمات أشهر أغاني عمالقة الفن بالجزائر فيما يشهد له المتتبعون بكونه أحد سفراء الأغنية البدوية الأصيلة التي إرتقى بها لمستوى الأغنية الوهرانية.