تعتبر الحركة الجمعوية من أبرز الفاعلين في المجتمع بفعل الدّور المنُوط بها في مختلف الميادين وشتى المجالات إذ تساهم الجمعيات المعتمدة في تأطير الفئات الشبانية بما يسمح بإحتواء الآفات الإجتماعية والظواهر السلبية عن طريق عدة نشاطات جمعوية جوارية هادفة لنفس المسعى الذي إعتمدت من أجله. ومن ضمن الأدوار التي تلعبها الجمعيات نذكر كذلك التحسيس والتوجيه وكذا التوعية والإرشاد الذي يعد من أكبر التحديات التي تواجهها الحركة الجمعوية التي تمثل النّواة الأولى للمجتمع المدني الذي يمثل مؤشراعلى الوعي والرأي العام تجاه مختلف القضايا المطروحة على الساحة حيث لا يمكن إغفال حقيقة »تأثر« و»تأثير« الحركة الجمعوية في تشكيل الرّأي العام المحلّي أو حتى الوطني بإعتبارها فاعلا رئيسيا مساهما في التعبئة العامة و»شحن« معنويات الجماهير العريضة سواء من المنخرطين فيها أو حتى من غير ذلك من شرائح المجتمع. ويبرز هذا الدّور الفعال أكثر فأكثر في البلدان المتقدمة التي تنشط خلالها الحركة الجمعوية على مدار السنة عكس الجمعيات المحلية ببلادنا التي لايزال نشاطها يقتصر على بعض »المناسبات فقط« فيما لاتزال الأهداف المنشودة من وراء إعتمادها بعيدة المنال بفعل الخمول الملاحظ وغياب المبادرة مما يفسرا إنتشار الظواهر الإجتماعية وإستفحالها بالرّغم من »ترسانة« الجمعيات المعتمدة بالجزائر والمقدرة بأزيد من (80) ألف جمعية بما فيها (6000) جمعية بوهران 50 بالمائة منها يشكلها »رئيس« و»محفظة« و»ختم« وفقط.. وذلك بإعتراف مديرية التنظيم والشؤون العامة التي جمّدت العام الماضي إعتمادات أزيد من (2900) جمعية »خاصة«. ورغم هذا الواقع المؤسف إلا أنه لا يمكن تعميم هذه الوضعية على كافة الجمعيات حيث لا تزال »الساحة« أو »الميدان« تشهد لبعض الجمعيات الناشطة جدا في مختلف المجالات خصوصا وأنّها أخذت زمام »المبادرةالتضامنية« خلال المواسم الدينية المختلفة إلى جانب جمعيات رياضية وثقافية أخرى لايمكن إنكار المجهودات الجبارة التي تبذلها على أرض الواقع في إطار المهام الموكلة إليها وكذا النّشاطات الجوارية التوعوية والتّحسيسية إلى غير ذلك. ومن هذه الزّاوية طرقنا باب الحركة الجمعوية بوهران لمعرفة إستعداداتها في ميدان التوعية والتحسيس في إطار »التّعبئة« الشعبية تحضيرا للإستحقاق الإنتخابي المزمع تنظيمه في العاشر من ماي المقبل بإعتبار دورالحركة الجمعوية المكمّل لمساعي السلطة الهادفة لرفع نسبة المشاركة في أوساط الشباب الذي يمثل 70 ٪ من سكان الجزائر مما يشكل »وعاء« إنتخابيا مهما تتنافس جل الأحزاب لإستمالته في الوقت الذي تسعى هذه الجمعيات لحثّ هذه الفئة للإقبال على الصناديق خصوصا وأن الرّهان كبير لدرجة أن رئيس الجمهورية وضع واجب »الإدلاء بالأصوات« في نفس خانة الكفاح النووي في خطابه الأخير بأرزيو وهو ما يفرض على هذه الجمعيات آداء هذا الدّور التحسيسي على أكل وجه خاصة في الظرف الحالي المتّميز بمستجدّات سياسية وحراك إجتماعي واسع على الساحة الدّولية والعالم العربي على وجه الخصوص مما يفرض على المجتمع المدني أن يكون في مواجهة التحدّي الذي يواجه الجزائر خاصة وأن البلاد ستكون بعد أقل من شهر ونصف على موعد تشير كل المؤشرات إلى أنه »حاسم « ومختلف تماما عن المواعيد الإنتخابية السابقة.. وفي هذا الإطار فقد عبّرت بعض الجمعيات الناشطة بوهران عن نضج سياسي ووعي بحجم التحدّي حيث باشرت حملات تحسيسية واسعة النطاق شملت أطيافا واسعة من المجتمع مؤخرا قصد حتهم على آداء الواجب الإنتخابي إضافة إلى إقناع الشباب بعدم جدوى »البقاء على الهامش« في الوقت الذي تحتاجه البلاد في هذه المرحلة الهامة من تاريخها فيما تهدف الحركة الجمعوية للتقليص من حجم »الهوّة« بين »الإدارة « والشباب نتيجة التراكمات السابقة الناتجة عن تجاهل »المنتخبين« لإنشغالات هذه الفئة التي »طلقت« الحياة السياسية منذ زمن لتغرق في المشاكل الإجتماعية. ورغم إصطدام مساعي الحركة الجمعوية بالأمر الواقع نتيجة عدم التجاوب مع ذات المساعي للوهلة الأولى إلا أن رؤساء ذات الهيئات أكدوا أنّ الأغلبية عبّرت عن إستعدادها لآداء الواجب الإنتخابي الذي يعد حقا وواجبا يجب أداؤه.