تفرد الدورة الحادية عشرة لمنتدى الإعلام العربي والذي يعقد يومي الثامن والتاسع من ماي2012، جلستين رئيستين تبحثان في الدور المنتظر من الخطاب الإعلامي العربي الحالي، وفي اللغة الإعلامية المستخدمة في ثقافة الحوار وتبادل الرأي في وسائل الإعلام العربية بمختلف مكوناتها. وتناقش الجلسة الأولى بعنوان "الخطاب الإعلامي الديني العربي: الدور المنتظر!" في التأثير الكبير للمحتوى الديني الإعلامي على الجمهور العربي واللغة المستخدمة، في الوقت الذي تؤكد فيه الإحصائيات أن بأن المحتوى الديني يحتل مراتب متقدمة في المتابعة إلى جانب المحتوى الترفيهي والسياسي. وتأتي هذه الجلسة في سياق ما رصدته السنوات الأخيرة من تطورٍ لافتٍ في هذا المضمون ضمن مختلف وسائل الإعلام المرئية والمكتوبة والمسموعة، وتحول بعضها إلى ساحة للتعصب يسودها الكلام الخشن والعنف اللفظي والتكفير والتخوين. كما تسلط الضوء على مارافق هذا التطور مع أصوات تنادي بضرورة تجديد الخطاب الديني ومقابلة الفكر بالفكر والحجة بالحجة في التعاطي مع الاضطرابات والمتغيرات المتلاحقة في المنطقة العربية، وحول الدور المنتظر من العلماء والدعاة في مواجهة الفتن والحد من انتشارها وتقريب وجهات النظر. وتضع مضمون الخطاب الديني على مائدة التشريح قبل نشوب الثورات وبعدها، وكيف أثّر التقدم السياسي البارز للأحزاب الإسلامية في الدول التي أحدث حراكها الشعبي تغييراً في نظامها السياسي. يدير الجلسة الإعلامي أحمد الزاهد من إذاعة نور دبي، ويتحدث فيها كل من المفكر وأستاذ الفلسفة المصري الدكتور حسن حنفي، والدكتور خالد الجندي عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية السابق و مؤسس قناة الأزهري، والمطران عطا الله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الارثوذكس في القدس، و الكاتب والمفكر المغربي الدكتور عبد الإله بلقزيز. أما الجلسة الثانية بعنوان "إعلام حر...ومصارعة حرة!" تبحث في انتقال فوضى الشوارع لتصل إلى أقلام بعض الكتاب والنخب، لنقرأ آراء لاتخلو من العنف اللفظي ونشاهد مشادات وتراشقاً إلكترونياً تسوده روح الحقد والكراهية ولغة الشتم والتجريح والتشهير والتهديد بالقتل. وامتد المشهد إلى البرامج الحوارية في الفضائيات والقنوات العربية، وشاهدنا المتحاورين يشتمون ويضربون بعضهم أحياناً. تأتي هذه الجلسة في ظل ازدياد عدد هذه الظواهر بشكل أثار قلق العديد من المحللين واعتبروا أن العنف المستخدم في اللغة والصورة والحوار يكاد يصير ثقافة سائدة في منصات إعلامية عديدة، الأمر الذي يفتح الباب بمصراعيه لعديد من الأسئلة، حول ما إذا كان الإعلام الحر من أسباب العنف الذي تشهده الشوارع وما إذا كان الإعلاميون أنفسهم قد انجروا وراء المنافسة لجذب أكبر عدد من المتابعين؛ على حساب قيم وثقاقة الحوار وتبادل الأفكار بشكل هادف. يدير الجلسة الدكتور سعد بن طفلة العجمي، وزير الإعلام الكويتي الأسبق، ويتحدث فيها كل من الكاتبة بدرية البشر، والإعلامي سمير فرح في قناة بي بي سي العربية، والإعلامية المخضرمة ليلى رستم، والكاتبة الدكتورة منى البحر أستاذة العلوم الاجتماعية، والمحاضره في شؤون التربية والاجتماع، والإعلامي المصري وائل الإبراشي. ويفتح المنتدى باب التسجيل للراغبين بحضور فعالياته على بوابته الإلكترونية www.arabmediaforum.ae، كما كشف في وقت سابق عن تفاصيل 3 ورشات عمل صباحية لليوم الأول و6 جلسات رئيسية أخرى تعقد في نفس اليوم وتبحث في أحدث القضايا والظواهر الإعلامية المستجدة على الساحة الإعلامية العربية والدولية، بمشاركة كوكبة من الإعلاميين والأكاديميين والخبراء وقادة الفكر والباحثين والطلبة من الوطن العربي والعالم.