في حديث مع مدير المسرح الجهوي لمدينة بجاية، الفنان المسرحي عمر فطموشقال أن الحلقة المفقودة في التأليف المسرحي في الجزائرتكمن في انعدام الاتصال والتواصل بين مختلف الفاعلين، قائلا "في الجزائر لم نتعلّم بعد العمل بين بعضنا البعض، الشاعر في واد، السينغرافي في واد، رغم المجهودات المبذولة ولكنها التي لا تتلاقى باعتبار أنها جهود فردية. كما أن هناك انقطاع وعزلة كبيرين بين مختلف الفاعلين في المسرح الجزائري"، مضيفا، أنه" لا يوجد إشكال في الحديث عن الاقتباس أو الترجمة في التأليف المسرحي باعتبار أن الكل يندرج في سياق كلمة الإبداع المسرحي". أكّد، الفنان المسرحي ومدير المسرح الجهوي لبجاية، عمر فطموش، أن النص المسرحي وعملية التأليف في الجزائر يقوم بها "الدراماتورغ" أو الكاتب المسرحي الحقيقي باعتباره هو الأولى بالركح وبكل التقنيات المتعلقة بالمسرح، موضحا، أن الاقتباس الحر والجذري للعمل المسرحي الرئيسي هو بحد ذاته إبداع، مثله مثل الترجمة لا يستطيع أن يقوم بها الدراماتورغ، فهو بإمكانه تحويل نص أدبي إلى مسرحية والتدخل على الشكل الأدبي والفني، من خلال تغيير حادث أدبي أو رواية إلى عمل مسرحي وعمل تأليف وإبداع. وفي حديثه عن التأليف المسرحي، دائما، يؤكد عمر فطموش، أنه لا يؤمن بالإبداع الطبيعي، وهو ما معناه أن "يبدع رجل المسرح من العدم، يجب أن يكون كل شيء ممسرح"، مضيفا، " هناك مؤلفين مسرحيين يكتبون أعمال تنطلق بداياتها من أعمال أصلية"، مستشهدا بأعمال شكسبير، التي أكد بأن "كل ما ألفه شكسبير من القصص والأحداث يستحق الترجمة"، مسترسلا، "لا اضن أن هناك إشكال أن نتكلم عن الاقتباس أو الترجمة في التأليف المسرحي باعتبار أن الكل يندرج في سياق كلمة الإبداع المسرحي". كما، تأسف، عمر فطموش، لعدم اقتراب الشباب المحنكين والعارفين بجماليات التأليف المسرحي بالمسرحيين القدامى وبالإدارات على مستوى المسارح للتعريف بمواهبهم ومهاراتهم، بغرض صقلها واكتشافها وعرضها للعمل الإبداعي، معتبر أن نقص الاتصال والتواصل بين مختلف الفاعلين هو الحلقة المفقودة في المسرح الجزائري، قبل أن يضيف، أنه "في الجزائر لم نتعلّم بعد العمل بين بعضنا البعض، الشاعر في واد، السينغرافي في واد، الجامعة وخرّيجيها في واد، المخرجين والممثلين في واد آخر ...، رغم المجهودات المبذولة ولكنها لا تتلاقى باعتبار أنها جهود فردية، هناك انقطاع وعزلة كبيرة بين مختلف الفاعلين في المسرح الجزائري". ورغم كل المشاكل التي سردها عمر فطموش، إلا انه يضيف "هناك بريق أمل يمكننا التوقف عنده، هو المبادرة التي بادر بها بعض الجامعيين والدكاترة وذلك من خلال الاقتراب شيئا فشيئا من مختلف المهرجانات سواء المنظمة على مستوى المسارح الجهوية أو بالتظاهرات الثقافية التي تبرمج بالدول الشقيقة والغربية، وذلك لاكتساب الخبرة وصقلها وإيفاد الشباب سواء كان جامعيا أو متمرسا بالمسرح. وتجدر الإشارة، إلى أن حركة التأليف المسرحي في الجزائر الكثير ما يعاب عنها، أنها تراجعت بشكل كبير لصالح الترجمة والاقتباس وهما الظاهرتان اللتان طغتا على الأعمال المسرحية، حيث أن الكثير ممن يعتبرون الإدارة هي التي أخذت مبادرة الاقتباس لإشباع الاحتياجات المادية التي عجز عن سدها الكتاب المحليون، وهو ما ينفيه أهل الاختصاص معتبرين، الاقتباس المسرحي أمر متعارف عليه عالميا وأن المشكل يبقى في الظواهر الدخيلة التي أصبحت تحكم المسرح الجزائري، وتأتي على رأسها هروب كتاب المسرح إلى كتابة الحوارات للسينما والتلفزيون.