بعد يوم راحة إستغل للتفسح ونسيان هزيمة سلوفينيا تنقل أمس صباحا وبالضبط على الساعة العاشرة أنصار منتخبنا الوطني الى كاب تاون قاطعين مسافة طويلة قرابة 1500 كلم عبر الحافلات يتخللها كل 200 كلم توقف للإستراحة وبعد 700 كلم المبيت يعني هذا أن الوصول الى هذه المدينة سيكون إن شاء اللّه مساء الأربعاء، سفرية متعبة للغاية بحكم المسافة الطويلة، الأنصار مجبرون لم يكن أمامهم أي خيار خصوصا وأن المنظمين بذلوا قصارى جهودهم لبرمجة الرحلة عبر الطائرة لكن العدد الكبير من الجماهير حال دون ذلك، المهم ليس الطائرة أو الحافلة وإنما تحقيق نتيجة إيجابية لإرضاء الجمهور الجزائري المتأثر والى أبعد حد خصوصا أولئك الذين لم يسعفهم الحظ في التنقل الى جنوب إفريقيا أما المرافقين للخضر فدرجة التأثر أقل لأنهم يتمتعون بجمال هذا البلد المتحضر الذي يملك شعبا طيب الأخلاق، الإبتسامة لا تفارق أهله، يتخيل لك وأنك في إنجلترا، رجال الشرطة يركبون الأحصنة، مقود المركبات على اليمين، أينما إتجهنا إلا وهتف كل واحد من جنوب إفريقيا وان، تو، تري فيفا لالجيري، قالوا قبل مجيئنا أن هناك إعتداءات ليلا في بريتوريا التي نحن نسهر فيها الى ساعة متأخرة لم نلاحظ ذلك عدا إحتكاكات بين المناصرين الإنجليز والأرجنتين، مناوشات ليست مستحدثة بحكم الخلاف الكبير بين البلدين، مناصرونا دون أن يشعروا تأقلموا مع الوضع في هذا البلد كاحترام الطوابير، إحترام الضوء الأخضر، أول أمس في اليوم الأخير ببرويتوريا نفس البرنامج تستيقظ صباحا تتناول وجبة الفطور بعدها "دبر راسك" يعني أن الغذاء سيكون من مصروفك من حسن الحظ توفر مطاعم يملكها عرب وبدون ما تشعر تجد أن الوقت قد مضى، الساعة السادسة أي الخامسة عندنا موعد وجبة العشاء لن تقدر على تناولها في المطعم المخصص لنا لا بد أن تقصد المطاعم الخاصة، تأكل لكنك لن تتلذذ بسبب عدم توفر الخبز، الخبز لن يقدم لك مثل ما يحدث في الولاياتالمتحدةوإنجلترا وإذا عثرت على قطعة خبز فتباع لك بما يعادل 65 دج، الحياة في جنوب إفريقيا غالية جدا، قارورة كوكا كولا ما يعادل 230 دج، سندويش يباع بما يعادل 500 دج، وإذا قارنا ثمنها في الجزائر فالفرق كبير عندنا هذا السندويش يباع ب 100 دج، الفقير أو الميسور الحال لن يستطيع العيش، كل الأجناس موجودة من الهند ومن ماليزيا ومن كل مكان، بريتوريا صاحبة القطب الجامعي الكبير الذي يبلغ عمره أكثر من قرن وقد إحتفلت جامعتها بالذكرى المئوية عام 2008، هذه الجامعة هي الأكبر في إفريقيا ويبلغ عدد طلابها 60 ألف منهم 20 ألف يدرسون عن بعد وتقدم 1390 برنامج وهي معروفة على المستوى الدولي وتحتل المرتبة 38 عالميا، هي كذلك مدينة الإقتصاد وأرباب العمل، من لم يزر جنوب إفريقيا بداية بجوهانسبورغ ثم بريتوريا فبولوكوان في إنتظار كاب تاون الأجمل من هذه المدن لا يقول أنه سائح وزار بلدان أوروبية يفتخر كفرنسا وإيطاليا وإسبانيا، جنوب إفريقيا بلد آخر شمر عن سواعده وتحدى معاناته الطويلة بسبب الصراع العرقي بين الحين والآخر ليجد اليوم نفسه في القمة وفي كل الميادين الحياتية، الذين كانوا ضمن السفرية من الجزائريين وامتنعوا عنها في آخر لحظة نقول لهم لقد ضيعتم فرصة كبيرة لإكتشاف جمال الكون في هذا البلد الذي يحب حتى النخاع الجزائريين، تصوروا في أول مباراة جاء أبناء جنوب إفريقيا من كل مكان لمساندة الخضر.