هناك العديد من العناصر تجدها تسأل: «وماذا أعطتنا الجزائر؟!»، و؟! و!! ماذا ربحنا من بقائنا هنا؟ «يأكلني الحوت أو ما ياكلنيش الدّود»، تعاليق لا تليق أبدا أن تُسمع، لأنها صادرة من ألسنة منشارية وتندرج في إطار الإسهال الكلامي، وماذا لو عكسنا السؤال إلى «وماذا أعطيتم أنتم للجزائر»؟! هل قدّم الواحد منكم رقبته للمقصلة مثلما فعل الشهيد أحمد زبانة؟ هل قتلتم بعد أن عذّبتم وسُجنتم مثلما حدث للرمز الخالد العربي بن مهيدي؟ «وهل حكم عليكم بالإعدام فجرا؟»، وهل بترت بعض الأعضاء من أجسادكم؟ لم يحدث لكم ذلك يا (...؟!) ولم تقدموا ضريبة الدم ولا ضريبة العرق، حتى يحقّ لكم السؤال «ماذا أعطتنا الجزائر؟!» وما أصدق الشاعر القائل: «نعيب زماننا والعيب فينا * وما لزماننا عيب سوانا»، «ونهجو ذا الزمان بغير ذنب * ولو نطق الزمان بنا هجانا»!!، إن أبناء شعار «أنتاع البايلك»، «يأكلون الغلّة ويسبّون الملّة»!. الفلاح يحرث ويزرع ويتابع ويراقب ويتعب بالحصاد والدرس والتصفية قبل أن يطلب المردود (المحصول) من القمح والشعير والفول..!! إلخ، وأنتم يا أصحاب مسار «وماذا أعطتنا الجزائر؟!» تريدون المردود والفوائد والموائد والمناصب بلا عمل ولا عرق (فهل يعقل ذلك؟!) لذا يبق المسار الإنتاج (أولا) والاستهلاك (ثانيا) وقد قال السلف «من جدّ وجد ومن زرع حصد» أليس كذلك؟ كل واحد يريد (حقّه) بدون أن يقدّم (واجبه) بل إنه يريد الربح السريع، حتى ولو بوسائل غير شرعية وغير قانونية، وقد أصبح شعار البعض وفق النهج الميكيافيلي «الغاية تبرّر الوسيلة»؟! والمدخل الشعبي العامّي يفرض نفسه بميزان «اقفز تعيش»، هفْ أتعيش، دبّر راسك.. عوم بحرك، وهنا لا يهم فإذا كانت «كل الطرق تؤدي إلى روما» كما يقال فإنه في المقابل المعكوس «كل الطرق تؤدي إلى الفوائد والموائد، حتى ولو كانت الرشوة والتزوير والسلب والنهب والمساومة والمقايضة والمغامرة والتهريب وهنا المفارقة «شد مد.. هات هاك.. سلّع وبلّع قلّع»؟! ومع ذلك (العناصر المرّة) تردّد أبدا «ماذا أعطتنا الجزائر؟! إن (وجوه البق) لايسألون أنفسهم «وماذا أعطينا للجزائر»؟!.