توفى الكاتب الفرنسي ستيفان هيسيل صباح الأربعاء في منزله بباريس عن عمر يناهز 95 عاما. وهو يعتبر من الفلاسفة والناشطين الفرنسيين في مجال حقوق الإنسان ومن المساندين للقضية الفلسطينية وقضايا عادلة أخرى، لا سيما تلك المتعلقة بحركات التحرر. أصدر ستيفان هيسيل في 2010 آخر كتاب له تحت عنوان "استنكروا" بيعت منه ملايين النسخ وترجم إلى عشرات اللغات. الكتاب يدعو الشباب وكل المناضلين الصادقين في العالم إلى "الانتفاض" من أجل حياة أفضل ومحاربة الظلم ونزع كل العقبات السياسية والاقتصادية التي تحول دون العيش في كنف حياة كريمة. ولد هيسيل في عام 1917 في برلين، من عائلة يهودية من بولندا ثم انتقل إلى العيش في فرنسا وعمره لا يتجاوز سبع سنوات. ذاق هيسيل الأمرين خلال الحرب العالمية الثانية حيث تم اعتقاله وتعذيبه من قبل القوات النازية في 1944، لكنه نجح في النهاية بالفرار من قبضتها باستخدام هوية ليست هويته الحقيقية. هيسيل والقضية الفلسطينية نال ستيفان هيسيل الجنسية الفرنسية في 1937 وخاض حياة جديدة بعد نهاية الحرب العالمية الثانية، حيث درس الفلسفة في الجامعة الفرنسية. عمل في 1946 في الأممالمتحدة وشارك مع روني كاسان في صياغة الإعلان العالمي لحقوق الإنسان. شغل هيسيل منصب المستشار لرئيس الحكومة مانديس فرانس بين 1945 و1955 قبل أن يعين بين1955/1957 دبلوماسيا في السفارة الفرنسية بفيتنام، التحق بعد ذلك بالسفارة الفرنسية بالجزائر وشغل منصب رئيس البعثة الثقافية والجامعية من 1964 حتى 1968. نسج ستيفان هيسيل علاقات وطيدة في الجزائر ولم يكف عن العودة إلى هذا البلد حيث له صداقات مع مثقفين وبعض المسؤولين السياسيين هناك. ناضل بقوة من أجل نيل الفلسطينيين لحقوقهم وهو من أبرز المدافعين عن إعلان دولة فلسطينية قابلة للحياة إلى جانب إسرائيل. مناصب سياسية متعددة شغل هيسيل مناصب سياسية عديدة بعد عودته من الجزائر في 1968. ففي 1977، عينه الرئيس جيسكار ديستان ممثلا لفرنسا لدى الأممالمتحدة في جنيف، كما تقلد مناصب وزارية في عهد الرئيس الاشتراكي فرانسوا متيران ورئيس وزرائه ميشال روكار حيث كلف بمسائل متعلقة بالهجرة والهجرة غير الشرعية. في 1996، ساند هيسيل المهاجرين غير الشرعيين الماليين الذين احتلوا كنيسة سان برنار بالدائرة ال18 بباريس، داعيا آلان جوبيه رئيس الحكومة الفرنسية آنذاك إلى تغليب لغة الحوار على القوة فيما دعا في 1997 ليونيل جوسبان إلى دراسة ملفات الماليين غير الشرعيين بشكل فردي والاستجابة إلى مطالب هؤلاء الناس لأسباب إنسانية وعائلية. شارك هيسيل في جميع المعارك السياسية والاجتماعية العادلة والهادفة إلى تعزيز حقوق الإنسان وتوفير حياة كريمة لكل المواطنين في فرنسا والعالم. بعد سنوات من المعارك السياسية والقانونية، رحل هيسيل وبقيت أفكاره والتزاماته السياسية.