الحفاظ على المكتسبات مهما كانت طبيعتها ليست خاصية جيل كامل منفرد بذاته، بل هي مهمة أجيال متلاحقة تتكاثف مع بعضها البعض في تناسق وانسجام حتى وان بدت في مسيرتهم بعض الشطحات المهنية، إلا أن ودّ القضية أكبر من ذلك، والقضية هنا، الجمهورية التي أصبحت بفضل تضحيات الأحياء والأموات، حتى وإن كان الأحياء في عداد الأموات في يوم ما، الجمهورية عمره اليوم خمسون سنة مما نعّدُ، تحققت فيها إنجازات وسجلت فيها عثرات، كسنّة كل المؤسسات، والقطاعات (...) لكن قد ينفرد الجيل الأول بميزات خاصة، ليس نرجسية منه، بل لأن المهنية، وقدرة تحمل المشاق، جرت في عروقه، بما توارثوه هم عن الأوائل، وهكذا دواليك(...) أما الجيل الحالي، لا نملك إلا أن نوسمه بالشكر والتشجيع، وحثه على مواصلة الدرب العسير الذي يطول فيه المسير، والزاد فيه، الإخلاص والعمل ولا تعصب ولا عصبة إلا للمنتوج، وإعلاء القيم الإعلامية التي ينشدها المجتمع برمته. هذا المسار هو الذي رفع «الجمهورية» بين الناس قاصيهم ودانيهم لأن العنوان، يدل على الجزائر التي تحتفي الإنعتاق والتحرر، والجمهورية تحتفل معها بخمسينية التأميم، إسمان وحدثان، شاءت حركية التاريخ أن يمتزجا في بوتقة واحدة لتخرج الجمهورية الجزائرية. أما اليوم فإن كان واجب العرفان وإغداق الإمتنان لجيل أبلى ما أبلاه في رفع قيمة الجريدة، فالأجيال المتلاحقة، مطالبة بتقني آثار الأولين المشهود لهم بالتفاني وحب الصحافة وحب الناس والتفنن في خدمتهم بالنصح والكتابة عن آهاتهم وإبراز طموحاتهم، والعيش في ثنايا دموعهم وبسماتهم - لتكون الجمهورية لصيقة بجمهورها الذي يحبها وهم كثر.