ناشد الجنرال ديفيد بتريوس، القائد العسكري الامريكي الاعلى الجديد في افغانستان، المسؤولين الامريكيين من مدنيين وعسكريين بذل جهد موحد لمواجهة تحديات الحرب الافغانية. وقال الجنرال بتريوس، في كلمة وجهها الى جمع كبير في مقر السفارة الامريكية بالعاصمة الافغانية كابول، إن التعاون بين المدنيين والعسكريين الامريكيين ليس اختياريا. يذكر ان الجنرال بتريوس عين بديلا للجنرال ستانلي ماكريستال الذي اضطر الى التنحي بعد ان سخر في حديث خصه به احدى المجلات الامريكية من كبار مسؤولي ادارة الرئيس اوباما. وقال الجنرال بتريوس في الحديث الذي وجهه أمس الى عدد من ضيوف السفارة من امريكيين وافغان وغيرهم: هذا جهد يتطلب منا التوحد، فكلنا، مدنيون وعسكريون، امريكيون وافغان ودوليون، جزء من فريق واحد يؤدي مهمة واحدة. فالتعاون من عدمه ليس خيارا متاحا في هذا الجهد المهم. وكان الجنرال بتريوس قد حذر في السابق من ان الحرب الجارية في افغانستان قد تتعقد اكثر قبل ان يحقق الجانب الامريكي تقدما فيها، كما واصر الرئيس اوباما بأن تغيير القيادة العسكرية في افغانستان لا تعني تغييرا في الاستراتيجية العامة. وقال بتريوس في حديثه السبت إن المهمة التي نحن بصددها مهمة شاقة، وليس فيها ما هو يسير، ولكن اذا تعاوننا وعملنا سوية سننجح في احراز تقدم وسنتمكن من تحقيق هدفنا المشترك. ومن المقرر ان يلتقي الجنرال بتريوس بالرئيس الافغاني حامد كرزاي في وقت لاحق من يوم أمس. وتواجه القائد الامريكي الجديد عدة تحديات صعبة في الاشهر القادمة بما فيها محاولة تقليل عدد الضحايا في صفوف قواته، إذ شهد شهر جوان الماضي سقوط اكبر عدد من الخسائر منذ اندلاع الحرب في افغانستان عام 2001 . كما سيتعين عليه الاشراف على تصعيد العمليات الحربية ضد مقاتلي حركة طالبان في اقليم قندهار في شهر سبتمبر المقبل. وتعهد بتريوس باستخدام ذات السبل في مواجهة التمرد المسلح التي كان قد طبقها في العراق والتي استخدمها الجنرال ماكريستال قبله في افغانستان. كما وتعهد بمراجعة قواعد الاشتباك التي تتبعها القوات الامريكية والاطلسية في افغانستان حاليا، وهي قواعد مصممة لتقليل عدد الخسائر في صفوف المدنيين الافغان ولكنها حسب اعتقاد بعض العسكريين الامريكيين تعرض الجيش الامريكي لمخاطر اضافية. للعلم يوشك عدد القوات الامريكية على أن يصل إلى أعلى مستوى له منذ بدء الحرب في عام 2001. ومن المتوقع أن يصل في شهر أوت، آخر الجنود الذين يبلغ عددهم ثلاثين ألف جندي وتعهدت القيادة العسكرية بنشرهم إلى أفغانستان في العام الماضي، ليصل العدد الاجمالي للقوات الاجنبية في افغانستان الى 150 ألف جندي، ثلثهم من الأمريكيين. ومن المتوقع أن تجري مراسم رسمية لاستقبال الجنرال بتريوس في نهاية هذا الاسبوع، ومن المقرر كذلك أن يلتقي الرئيس الافغاني حميد كرزاي بالجنرال بتريوس في الأيام المقبلة. وقد تعهد بتريوس بمواصلة نفس الاستراتيجية التي كان يتبعها سلفه قبل أن يقال من منصبه. وقد حققت هذه الاستراتيجية في مكافحة التمرد بعض النجاح في العراق.