نقرأ ونسمع ونطبع عبارة «الوقت كالسّيف إن لم تقطعهُ قطعك».. ، ولكن الميدان يكشف ويفضح هذا (الصك الكلامي) لأنّه بدون رصيد عملي مملوس مثلا هناك قاعات سينمائية مغلقة، وأسواق فلاح مهملة، ومقرات، وتعاضديات مجمّدة، وفي المقابل مشاريع هامة شعارها «كل عطلة فيها خير».. أي خير لأصحاب «الفوائد والموائد»..لأن ما ينجز في - وقت سابق - برقم مالي محدود، ينجز بعد التسويق.. والتأخير بغلاف مالي ممدود!!، إضافة إلى عدم تفعيل وتشغيل لمحوري - «الحساب والعقاب» لكل العناصر التي لا تحترم «دفتر الشروط» وموعد التسليم.. وهنا (المفَارقة)!! من يحاسب من ؟ ومن يعاقب من ؟.. إذا سادت ثلاثية «لا أرى.. لا أسمع.. لا أتكلم »؟! وماذا عن شروط التكليف.. ورزنامة التّوظيف، ومقاييس الإختيار.. ومصادر إتّخاذ القرار؟ وهكذا تسهم الفوضى بكل ألوان «قوس قزح» في التّقصير، والتأخير، ونحن كما هو معلوم نعيش في عصر شديد التّعقيد، وكثير المتطلبات، ومتعدد المشاريع، ومتنوع الشراكة المباشرة، وغير المباشرة، ولذلك فلا بدّ من التقييم، والتّقويم، والتّنظيم، وترتيب الأولوليات، لأن التسويف عدّو، مرعب.. ومتعب.. ومبدّد.. ومكلف للمؤسسات، والمراكز، والعناصر، والإمكانيات،.. والمصاريف - الزائدة- بفعل «سوف»التي أصبحت سائدة وقائدة لرزنامة الإنجاز..، والتّسليم.. والشّطب، ونحن سمعنا وقرأنا عن مساوئ (الّسويف)ومع هذا فإن الكثير منّا يعملون وفق المقولة المرعبة المكلفة التالية «كل شيء تستطيع إنجازه - غدا - فلا تنجزه اليوم» إن «التسويف» نوع من العطالة والبطالة، ونوع من التّهرب من أداء الواجبات، وعواقبه كثيرا ما تتجلّى في فوات العديد من المكاسب والخيارات، لأن الزّمان لا ينتظر أحدا، ولايباع، ولا يستدبل، ولا يسترجع «فالوقت من ذهب.. ولا يرجع إذا ذهب»! وحتى «الغش» بكل أشكاله ومضامينه ونواياه، وعناصره - أصبح في غياب المحاسبة وتغييب المتابعة ومسار «اللّي أكلاَ إيخلص» (واقعيا) لأن هذه العبارة هي عنوان لمسرحية قدمت بالمرسح الجهوي بوهران.. فنحن نقصد «مسرح الحياة» الذي تحكمه المواد القانونية، والرقابة الواعية، والمتابعة القضائية.. بلا تهوين ولا تهويل، وبلا إفراط ولا تفريط..، لأن «المال العام» هو الرّصيد الجوهري للتّنمية، والسكن،والإسكان، والإستيراد والإستثمار ولذلك فالحفاظ عليه هو «ثنائية» متكاملة أي «خدمة البلاد.. وإفادة العباد» «بالقانون» إنه مسار القيادة الفاعلة. . والسيادة الفعالية بوعي مُغيّر، وتنفيذ مطوّر.. وهنا أساس إستثمار الوقت برزنامة محددة الأوليات أبدا.