تزخر بلدية بن عبد المالك رمضان بعدة مناطق غنية بالمناظر الطبيعية الخلاقة التي تسر الناظر, فموقعها الممتاز مابين البحر والغابة جعل منها منطقة هامة تجلب السياح والمصطافين طوال موسم الاصطياف وأهم ما يجلب المصطافين صيفا إلى هذه المنطقة هو شاطئها الجميل الذي يجمع مابين الغابة والرمال والبحر فالإقامة و المصف يحلو بهذا المكان الذي يبعث على الخلود والراحة كلما طالت مدة الإقامة هذا هو الانطباع الذي يترسخ في ذاكرة كل المصطافين الذين يختارون شاطئ بن عبد المالك رمضان المعروف ب "ويليس" لان أغلب من تحاورنا معهم أجمعوا على جمال الموقع الذي يتربع على مساحة 450 هكتار بطول 7 كلم وبعمق من 200 إلى 300 م المخصصة للسباحة وتصل طاقة الاستقبال إلى نحو 28 ألف مصطاف يوميا وفي حالة التشجيع على الاستثمار في منطقة بن عبد المالك رمضان (ويليس) فإن شاطئها كمنطقة سياحية سيتحول مستقبلا إلى قطب ليس في فصل الصيف فقط بل على مدار السنة بتنظيم نشاطات تجلب السياح. فأثناء زيارتنا للشاطئ كانت انطلاقتنا من مدينة مستغانم نحو الظهرة التي يسجل عنها التاريخ عدة بطولات لاتزال أجيال اليوم تتذكرها ومنها حدثان بارزان هما استشهاد البطل بن عبد المالك رمضان في الساعة الأولى من انطلاق الرصاصة لثورة التحرير المجيدة وأما الحدث الثاني هو محرقة الفراشيش ببلدية النقمارية تلك المحرقة التي استشهد فيها أكثر من ألفي مواطن حرقا في الجريمة الإنسانية التي اقترفتها فرنسا بقيادة الجنرال بليسي في مغارة الفراشيش بدوار أولاد رياح بتاريح 19 جوان عام 1845 فالظهرة التي عرفت في الماضي أحداثا كبرى عبر تاريخها الطويل هي اليوم تنتظر نهضة في السياحة لاستغلال كل إمكانياتها الطبيعية التي تشكل مصدر رزق لسكانها مستقبلا فبعد مرورنا على شواطئ الصخرة والشعايبية وعلى منطقة كاب ايفي التي لاتزال منارتها شامخة لتحديد وجهة البواخر هذه المنارة التي شيدت عام 1730 قرب الشعايبية. العبور المستديم ولم تكن بلدة بن عبد المالك رمضان موجودة في تلك الفترة وانطلاقا من الأهمية التي تكتسيها المنطقة والثروة الطبيعية التي تكتنزها فإنها قد شهدت هذا الصيف مباشرة بعد عيد الفطر المبارك إقبالا منقطع النظير فعندما وصلنا للشاطئ وجدنا الحركة دؤوبة في البر والبحر فكل الرحاب كانت تعج بعشرات المصطافين الذين اختاروا عطلة نهاية الأسبوع لقضاء يوم أو يومين يعانقون مياه البحر وحفنات الرمال التي زاد صفاءها في جمال الشاطئ كما كانت الفرق المتنقلة لمصالح البلدية تقوم بتنظيف كل أماكن الشاطئ لإزالة كل الأوساخ في وقتها وليس بعد فوات الأوان. حركة دؤوبة و اسعار الماكولات مرتفعة ونجد الخواص أيضا قد ساهموا في ترقية الخدمات حيث توجد مقاهي وكذا عدة مطاعم للعائلات ومحلات للمأكولات الخفيفة ومحلات بيع المرطبات وكل أنواع المثلجات التي يكثر عليها الإقبال من طرف العائلات خاصة أبنائهم غير أن الأسعار المرتفعة هي ليست في متناول الجميع فأكلة خفيفة لا تقل عن 200 دج وقارورة ماء معدني تتراوح مابين 50 دج و60 دج وعن الخبز الذي ينفذ بسرعة يصل الرغيف العادي أحيانا إلى 12 دج في معظم الأيام وان الناجين من حرارة الأسعار هم فقط المصطافون المقيمون في البانقلوهات ويملكون وسائل نقل مؤونتهم من البلديات المجاورة مثل بن عبد المالك رمضان أو الحجاج أو سيدي علي في أي وقت يشاؤون أما المصطافون العابرون فان هربوا من حرارة الشمس فلا مفر لهم أن يصطدموا بحرارة الأسعار ومعظم المصطافون الذين كانت لنا فرصة الحديث معهم يفضلون المجيء إلى هذا الشاطئ رغم أنه يبعد عن مقر البلدية وكل المرافق العمومية بمسافة 7 كلم وذلك لأنه معروف بالهدوء وبصفاء رماله ومياهه التي لا تشكل خطرا على هواة السباحة. السمك لمن يريد الصيد ولحماية المصطافين تقوم وحدة الحماية المدنية بدورها وما استرعى اهتمامنا هو الوجود المكثف لهواة صيد السمك بالصنارة والذين يتجمعون في مكان واحد ويمارسون هواياتهم في أجواء ملائمة يطبعها التفاهم والحديث الشيق بينهم مع فناجين القهوة والكل يتطلع بلهفة إلى ما تخرج به الصنارة من مياه البحر وما ساعد على الجميع الذهاب إلى هذا الشاطئ هو وفرة وسائل النقل من وإلى الشاطئ وهذا عكس السنوات المنصرمة وبعد قضاء يوم كامل مع مصطاف شاطئ بن عبد المالك رمضان غادرنا المكان ونحن نحمل معنا ذكريات عابرة وكذا أراء عن تطلعات مسئولي وسكان المنطقة الذين ينتظرون أن تبرمج فيها مشاريع مستقبلا لإقامة مرافق ومنشآت كبرى تكون في مستوى الإمكانيات الطبيعية لمنطقة الظهرة من شاطئ الصخرة غربا إلى شاطئ بحارة شرقا.