سلوك غير حضاري وصور سلبية لعدد من الموظفين بمختلف إداراتنا ومؤسساتنا الإقتصادية العمومية والخاصة حيث يثور كل واحد منهم في كل سائل أو داخل لتلك المؤسسة لقضاء حاجته (الإدارية) ولا تعرف حتى كيف تجيبهم لأنك أصلا لا تعرفهم ولا شيء يدل على إنتسابهم لتلك الهيئة. حمل الشارة (البادج) في بلادنا ظاهرة تستدعي التوقف عندها على إعتبار الأموال الهائلة التي رصدت لاعداد هذه الشارات والتعليمات الداعية لوجوب حملها لكن واقع الحال يؤكد لنا بأن حمل الشارة(Badge) في بلادنا بالمقلوب، لقد لاحظتم بدون شك أن العديد من الموظفين في مختلف مؤسساتنا وعلى مستويات مختلفة من المسؤولية يقومون بإرتداء «البادج» ثم يقلبون الجهة التي فيها المعلومات والصورة وإظهار بياض جهته الأخيرة. ولا يريد الكثير منهم أن يتعرف المواطن على هويته والسؤال المطروح هو لو أن كل موظف عندنا يقوم بعمله على أحسن ما يرام ويقدم الخدمة المنتظرة منه ويتعامل مع المواطن أو الزبون بكل بشاشة فإنه لن يتأخر في إظهار إسمه وبكل فخر وإعتزاز ليستقبل الثناء من الجميع.. ولكن؟! «البادج» في بلادنا يخضع إلى مفاهيم مقلوبة.. وإن كان أغلب الموظفين عندنا يتهربون من حمل الشارات خوفا من التعرف عليهم والتبليغ عن تصرفاتهم وإبتزازهم أحيانا فإن فئة أخرى من المواطنين وهم من البطالين من يقومون بانجاز شارات مبهمة قصاصة ورقية عليها صورة وبدون ختم ولا حتى هيئة إشراف يعجلون بإرتدائها، تراهم عند مواقف الحافلات والسيارات، في الشوارع المليئة بالحركة، في الأسواق وأمام المساجد والمقابر وفي أي مكان تركن فيه سيارتك يريدون إيهام المواطن بشرعية عملهم الإبتزازي واللا قانوني ومن دون تراخيص رسمية تذكر! بينما في دول العالم المتقدم يعتبر حمل الشارة (البادج) وسام شرف وتصرف إيجابي هناك مدراء ورؤساء، أعوان ومراقبين يتفاخرون بإظهار شاراتهم. حمل «البادج» يا سادة يا كرام ..! سلوك حضاري قبل أن يكون واجبا إلزاميا وعلينا أن نفتخر بإظهار هويتنا للآخر وأن نربي أنفسنا على إحترام «البادج» ومن ثم إحترام حامله.