احتفالا باليوم العالمي للصحة العقلية والأشخاص المسنّين المصادف ل (10) أكتوبر من كل عام، احتضن مستشفى الأمراض العقلية، لولاية تيارت، أول أمس الخميس يوما دراسيا. المشاركون، من الأطباء النفسيين والأخصاء أجمعوا على ضرورة المتابعة المستمرة للحالات المرضية والتكفل بهم، لأن الأمراض العقلية، والتي تصيب الشخص تطول مدة علاجها لسنوات عديدة وهي تختلف وتتعدد بدء من الانهيارات العصبية الى الجنون، وفي هذه الحالات كلها، يتطلب العلاج الكيميائي والهدوء، كي يتمكن المريض إستعادة وعيه العقلي الكامل وتوفير الجو الملائم. وبالمقابل، فالأرقام المقدمة تشير أن مستشفى الأمراض العقلية بولاية تيارت، يتواجد به 150 مقيم قادمين من ولايات غليزان وسعيدة والنعامة والبيض وتختلف حالة كل مريض من الوضع الإداري أو بقرار من المحكمة. ويتابع الأطباء النفسيين هذه الحالات المريضة يوميا، وإن كانت الإمكانيات غيز متوفرة، من نقص في الدواء، إلا أن عمل الأطباء متواصل. ومن جهة أخرى، فإن الاستعجالات الطبية للمصلحة تستقبل يوميا أكثر من 3 حالات لمتعاطي المخدرات، وهي الأكثر إقبالا عليها، يقدم لهم العلاج والتوجيهات الخاصة من أجل الإقلاع عن المخدرات. فالأسباب متعددة، وعلى رأسها البطالة، التي يتخبط فيها الشباب بتيارت وتراجع فرص العمل، وإذ يقتنع البعض منهم للتوجه الى المصحات للعلاج، إلاّ أن الكثير يعزف عن ذلك. ويؤكد بعض الأطباء، أن الوضع الاجتماعي على مستوى ولاية تيارت، من الفقر الذي تعاني منه عدة مناطق، قد ينذر بإنفجار وشيك من تزايد الآفات المختلفة نتيجة الضغط النفسي الممارس على الشخص دائما، أدى الى ظهور نتائج نعيشها الآن من الانتحار وبكل الوسائل من البنزين والمواد السامة، أو عن طريق الشنق، تعبيرا أو تكون الطريقة الأخيرة التي يستعملها المنتحر عن رفضه لحالته الاجتماعية المزرية التي يعيشها ومازال يتخبط فيها طيلة أعوام دون إيجاد مخرج من المأزق ليكون الانتحار الحل الوحيد. وتسجل تيارت لوحدها حالة أو إثنين انتحار في الشهر وتسجل بلدية ملاكو الواقعة جنوب الولاية بحوالي 18كلم أكثر النسب بالرغم من أن البلدية، فلاحية بالدرجة الأولى، ومعروف عنها أنها منطقة هادئة، إلاّ ما يسجل فيها من إنتحارات جعلها تتصدر القائمة عبر إقليم الولاية، فإقبال الشباب بها على الانتحار متزايد دون معرفة حقيقية فالأسباب الحقيقية أكثر وراء ذلك وإن تبقى معروفة لدى الضحية أو العائلة أو الأشخاص المقربين إليه. واعتبر أحد الأطباء المختصين أن البحث عن الحلول هو أمر مطلوب في ظل غياب التوعية وسط الشباب، وتراجع فرص المدمن هذه الظاهرة الغريبة على مجتمع محافظ بتيارت، مشيرا أن الانتحار الآن أصبح يمس كامل شرائح المجتمع وجميع الأعمار.