في كل عام تحتفل الجزائر بذكرى إنطلاق الثورة المجيدة وفي كل عام تقام مراسيم إحتفالات تتخللها تجمعات ومحاضرات وأعمال فنية ومأدبة غذاء وعطل مدفوعة الأجر ... فبعد 59 سنة من فتح النار على الظلم والإستهتار واطلاق الرصاص على رموز الاستبداد ونقل موطن الخوف الى الفرنسيين وخدامهم من الذين انكروا انتماءهم وقدموا الولاء بانتهازيتهم البذيئة الى المستعمر الوافد كما لو أنه إلاه جديد ! ماذا بقي من ارث نوفمبر فينا ؟ سؤال على الكل طرحه على نفسه بدون استثناء. قدم الأجداد النفس والنفيس لتحرير الأرض وتطهير الوطن من بقايا سلوكات لا تتصل بوجودنا كجزائريين أحرار رفضوا الخضوع والإذعان ورفعوا راية الحق والإسلام بعلم أخضر وأبيض طبعت نجمته بهلال أحمر قاتم وقع بدماء الأبرياء على أن يعيش أحفاذهم طلقاء ليس علينا أن ننسى من نحن ولا من أين أتينا وليس لنا أن نتصرف بالنكران وتحقير التضحيات ... نوفمبر جاء برسالة واضحة جاء بها شباب سمعوا أنه لابد لليل أن ينجلي ولابد للقيد أن ينكسر ولابد للجزائر أن تنبعث من جديد لينعم شعبها بدولة مستقلة يطمح مواطنوها الى غد أفضل والتاريخ لا ينسى. علينا اليوم أن نضع نصب أعيننا أننا مسؤولون أمام الله وأمام الشعب وأمام الشهداء، كل في موقعه ... إن نوفمبر هو بداية الخروج من ذهنية الخظوع الى الوعي بالذات واسترجاع القوى لبناء صرح متين لا يأبه بتغيرات الأحوال ولا بتربص الأعداء والجزائر اليوم في أمس الحاجة الى ابنائها الشرفاء من الذين يكابدون الأمرين للمضي قدما نحو الأمام وتوصيل الرسالة الطاهرة الى الأجيال المتعاقبة على أمل أن يصونوا الأمانة ويحفضوا الوديعة إن الخطر كل الخطر ليس في الجيوش الأجنبية ولا في المضاربات المالية العالمية بل هو قابع في أذهاننا ينتظر النسيان ليفترسنا. «المجد والخلود لشهدائنا الأبرار» «تحيا الجزائر حرة مستقلة» «والله أكبر».