يعيش الفلسطينيون هذه الأيام أجواء الفرحة الكبرى إحتفالا بذكرى الثورة التي أطلقتها »فتح« قبل 48 عاما من أجل تحرير الأرض وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس. وخلافا للأعوام الأخيرة، تتزامن إحتفالات هذه السنة وأجواء الوحدة والمصالحة التي جاءت لرأب الصدع الذي هزّ أركان البيت الفلسطيني وكاد ينسف وحدة الشعب الذي وجد نفسه مقسما بين سلطتين تتنازعان قيادته، واحدة في الضفة والثانية في غزة. وفي ذكرى الثورة إستغلت »الشعب« مناسبة إنعقاد المهرجان الفلسطينيبالجزائر، لتتقرّب من الملحق الإعلامي بسفارة دولة فلسطين السيد »ماجد مقبل« الذي تحدث عن المصالحة وعن الإنتصار والصمود الأخير بوجه الآلة العسكرية الصهيونية في غزة، وأثنى على الإنجاز الدبلوماسي التاريخي الذي رفع مكانة دولة فلسطين في الأممالمتحدة إلى عضو مراقب، »قبل أن يعرّج على عملية السلام المتعثرة ويشدد على التمسك بثوابت القضية حتى استرجاع كامل الحقوق المغتصبة. وقبل إسترساله في الرد على أسئلتنا توقف السيد » ماجد مقبل« عند الدور الجزائري الداعم للقضية الفلسطينية قائلا: » نشعر بفخر واعتزاز وسعادة ونحن نحيي الذكرى الثامنة والأربعون لإنطلاقة الثورة الفلسطينية، وانطلاقة فتح ويوم الشهيد على أرض الجزائر الشقيقة، أرض الثورة والشهداء التي كانت ملهمة لنا ولثورتنا، أرض الجزائر التي أعلن منها القائد التاريخي الشهيد ياسر عرفات قيام دولة فلسطين ... هذه الأرض الطيبة التي من خلالها ذهب الرئيس الراحل عرفات إلى الأممالمتحدة عام 1974 يوم كان فخامة الرئيس بوتفليقة وزيرا للخارجية، ولا ينسى شعبنا الدعم الذي قدمته الجزائر على كل الأصعدة، لهذا ليس غريبا أن ترفع أعلام الجزائر في إحتفالات شعبنا بفلسطين«. »الشعب«: لقد كان الربيع العربي مباركا على الفلسطينيين، الذين قطعوا أشواطا هامة في طريق الوحدة والمصالحة، وحققوا إنجازا تاريخيا برفع تمثيل الدولة في الأممالمتحدة، فما تقييمكم لهذه الحصيلة ؟ ماجد مقبل: نحن كما قلت كانت الثورة الجزائرية ملهمة لنا بتجربتها، وخاصة الوحدة الوطنية من أجل تحقيق الإنتصار على العدو، يأتي الإحتفال بهذه المناسبة الذكرى ال 48 لإنطلاقة الثورة الفلسطينية - بعد إنتصارين هامين للشعب الفلسطيني، الإنتصار والصمود في وجه الآلة العسكرية الصهيونية ضد شعبنا في غزة، والإنتصار الدبلوماسي السياسي في الأممالمتحدة وقبول دولة فلسطين عضو مراقب ... وجماهيرنا التي انتفضت قبل أيام أثناء الإحتفال بذكرى الثورة و»فتح« في عرس وطني كبير، أكدت على أهمية الوحدة الوطنية وإنهاء الإنقسام والتمسّك بمنظمة التحرير الممثل الشرعي الوحيد لشعبنا وبالقيادة الشرعية له ممثلة بالرئيس محمود عباس ... نأمل أن يتحقق الإنتصار الثالث قريبا بإنهاء الإنقسام وطي تلك الصفحة، القاتمة من تاريخنا. »الشعب«: بعد 48 عاما على إنطلاقها، إلى أين وصلت الثورة الفلسطينية .. هل إنطفأت شعلتها أم لازالت متقدة؟ ماجد مقبل: كلّنا يعرف أن العالم كان يعتبرنا بعد نكبة 1948 لاجئين، لكن بفضل انطلاقة الثورة الفلسطينية، أصبحت قضيّتنا عالمية حيّة ورُفع علم فلسطين ودوّن اسمها على الخارطة العالمية ودخلنا الأممالمتحدة عام 1974 ثم أعلنّا الدولة عام 1988 واعترفت بنا معظم دول العالم ... كل ذلك بفضل نضالات وتضحيات الشهداء ومساندة الأشقاء والأصدقاء إلى أن اعترف بنا العالم في الأممالمتحدة يوم 29 نوفمبر الماضي كدولة غير عضو، ودخلنا الكثير من الهيئات الدولية ... وإن شاء اللّه سنجسّد الدولة المستقلة وعاصمتها القدس الشريف وعودة اللاجئين بقيادة منظمة التحرير الفلسطينية على الأرض قريبًا. »الشعب«: عملية السّلام متعثرة بسبب التعنّت الإسرائيلي، وأنتم ربطتم إستئنافها بوقف الإستيطان، فأين وصلت المفاوضات؟ ماجد مقبل: نعم عملية السلام متعثرة بسبب الرّفض الدائم من طرف إسرائيل - ودعم كامل من أمريكا لكل قرارات الشرعية الدولية التي تخصّ حق الشعب الفلسطيني في إقامة الدولة المستقلة وعودة اللاجئين واستمرارها بالإستيطان والحصار والإعتقالات وتهويد القدس .. ونحن نقول ونؤكد أنه لا سلام إلا باسترجاع حقوق شعبنا الفلسطيني مهما طال الزمن. »الشعب«: مازال الفلسطينيون محاصرون في غزة، والمعتقلون في السجون والحصار المالي يُربك عمل السلطة، فما السبيل إلى مواجهة هذه العقبات؟ ماجد مقبل: الإستحقاقات هي الوحدة الوطنية الفلسطينية وإنهاء الإنقسام ثم الذهاب لإنتخابات رئاسية وسنتابع المعركة السياسية الدبلوماسية من أجل العمل دوليا لإجبار إسرائيل على الاذعان لحقوق شعبنا وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس وعودة اللاجئين.