بوتفليقة يحذر من فتنة بريان اعتبر الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، ضمنيا، الفتنة التي حدثت بمنطقة بريان بولاية غرداية "لحظة طيش في غفوة من الضمير الجمعي"، وقال بأنها "غذت نزقا وإنحرافا بين أهل الجنوب مما دفع الشقيق إلى حمل الخراب لشقيقه، وتسلل الفتنة النائمة إلى الأفئدة المطمئنة وزرع الأحقاد في النفوس الآمنة". * وجدد رئيس الجمهورية في كلمة له بمناسبة الذكرى الثانية والخمسين ليوم الطالب قرأها بغرداية نيابة عنه وزير المجاهدين، محمد الشريف عباس، تقديره وعرفانه لأهل الجنوب الذين وصفهم ب"مرابطي تلك الربوع التي انصهرت فيها الأعراق وتصالحت في جوفها المذاهب وتآلفت فيها القلوب وتصاهرت فيها الأسر الجزائرية عبر القرون". * وتساءل رئيس الدولة في أول تدخل له لإطفاء نار الفتنة "كيف لهذه اللحمة وهذا الهدي الرباني العظيم أن يغدو في لحظة طيش وفي غفوة من الضمير الجمعي نزقا وإنحرافا، يحمل من خلاله الشقيق الخراب لشقيقه، ويبطن فيه القريب للقريب الإرتياب، فيتسلل الحمق من وطاب الفتنة النائمة، ليخاتل الحكمة ويغالط الضمير، وتتسلل الأحقاد للأفئدة المطمئنة وتهتاج النفوس الآمنة بما لا تدري حتي يخيّل للناظر الغريب أن السماحة والأواصر الممدودة في أعماق التاريخ هي إستثناء وحاشى أن تكون كذلك". * وقال الرئيس أنه "ليس في الجزائر كما في بلدان أخرى اختلاف في المذاهب و الأعراق والديانات والأهواء"، "فكل ما لدينا موحد كتوحيدنا لله الواحد الأحد، وكل ما لدينا يصب في معين التكافل والتفاهم والتوافق والعمل من أجل حماية الوديعة التي إستودعنا عليها الشهداء الأبرار والعلماء الأخيار والأجداد الكبار". * واستطرد رئيس الجمهورية يقول "ما من أزمة ومن مشكلة أو مأساة في بلادنا إنما هي قسمة بيننا نتأسى لها جميعا ونهب لحلها جميعا ومن تحدثه نفسه سوءا بنا فسيجد كل الجزائر له بالمرصاد"، مضيفا في نفس الصدد "فاتقوا الله أيها الناس في وطن عزه الله بكم فأعزوه تربت أيديكم". * وشدد رئيس الدولة على أن "جميع مشاريع الفرقة والتقسيم التي استهدفت الجزائريين فشلت"، مضيفا في نفس السياق "لقد انكسرت مؤامرات الإستعمار وفلسفته منذ العصر الروماني القائمة على مبدأ مغلوط فرق نفسه فشلت جميعها وباءت بخسران مبين أمام صمود روح الوحدة والتآخي الوطني وأمام رجالنا الذين دينهم الحكمة ومبدؤهم العزة والكرامة وحرصهم على شرف الإنتماء لوطن وشعب وحضارة صاغها التاريخ من صلب المحن ومن روح التضحيات ومن معالي الفروسية والشهامة والمجد"، وقال الرئيس بهذا الصدد "لئن ابتليت الجزائر بظاهرة الإرهاب حتى ظن بعض ضعاف العقول أن في الجزائر أزمة عقيدة ومحنة مجتمع ولما حصحص الحق وتفتتت الأوهام وعلمت كل نفس مبتغاها بفضل الخيار الإستراتيجي للأمة في الوئام والمصالحة الوطنية انقشعت غيوم الوهم وسقطت الأقنعة الزائفة وأدرك القاصي والداني أن المرض عاما في كل المعمورة وليس حكرا على قطر أو بلد". * * * الرئيس: دوائر مشبوهة تجني الأموال من مأساة الحراڤة بالإغراء والتغليط * * قال الرئيس بوتفليقة أنه "من غير المعقول ومن غير الأخلاقي أن يغامر شبابنا تحت وطأة الإغراء والتغليط، فيرمي بنفسه إلى التهلكة عبر ركوب المخاطر فيبلى دون طائل لتجني من مأساته دوائر مشبوهة المنافع والأموال"، مبرزا أنه "لا ديننا الحنيف يقر بذلك ولا القانون ولا الأخلاق الحميدة". * وأضاف رئيس الجمهورية أنه يرى في شباب اليوم صورة أخرى لشباب الأمس كفاءة وإقتدارا وحبا للوطن وإحتراما لقيم الأمة ودفاعا عن وحدتها وسيادتها ورقيها، مؤكدا أنه "بالرغم من بعض الصور القاتمة فإننا على يقين من أن شباب الجزائر الذي ظل على الدوام المحرك الأساسي لتطور التاريخ والمفعل القوي للتنمية الإقتصادية سيعرف كيف يقهر المصاعب وكيف يتجاوز المحن التي تعترضه ليشق طريقه بنفسه بكل ثقة وإقتدار"، معربا عن يقينه من أن شباب الجزائر "سيكشف زيف المتربصين به الساعين إلى اللعب بفورة الشباب لديه عبر جملة من الأفكار المخطئة والنوايا المبيتة".