السكن الهش والنظافة أهم التحديات ضمن برنامج الولاية خصص منتدى جريدة الجمهورية لقاءه أمس لاستعراض المشاريع التنموية لولاية وهران من خلال استضافة السيد عبد الحق كازي تاني رئيس المجلس الشعبي الولائي لولاية وهران وقد كان هذا الموعد فرصة لتسليط الضوء على جوانب هامة من التنمية والعراقيل التي تحول دون تبوء ولاية وهران وتحديدا مدينة وهران مكانتها المتوسطية الرائدة نظرا لما تكتنزه من تاريخ مجيد، وما توفره مؤهلاتها لأن تنافس مدنا متوسطية أوروبية أخرى أصبحت في مصاف المدن المتوسطية الرائدة في مجال التقدم والتنمية والتكنولوجيا أيضا. إننا لا نحلم كثيرا، و لا يذهب خيالنا الى أبعد ممّا هو متاح لنا عندما نقول كلاما كهذا مادامت مدينة وهران تمتلك كل مقومات المدينة المتوسطية المستقبلية، لكن هناك عراقيل ومصاعب كثيرة تعترض هذا المسار، وقد بدأ ضيف منتدى جريدة الجمهورية تشخيصه لولاية وهران بتقديم تعريف لمهام المجلس الشعبي الولائي ثمّ عرّج على أهم المشاكل التي تعيشها ولاية وهران ليتحدث مطولا عن السكن الهش والذي سماه بالحزام الأسود الذي يطوق وهران من كل الجهات، هذا فضلا عن جيوب من هذه الأحياء القصديرية التي تمتد في مناطق كالسانيا وسيدي الشحمي وحاسي مفسوخ وغيرها وذكّر في نفس الوقت المجهود الذي يبذله المجلس من أجل القضاء على هذا النوع من السكن الذي يعد وصمة عار ونقطة سوداء، كما أشار الى حرص المجلس على المحافظة على السكن في أحياء من وهران كالحمري ومديوني وإعطاء الأولوية لمناطق سكن هش توجد في بير الجير وسيدي الشحمي. * مخطط لترحيل السكان وبخصوص عمليات الترحيل من هذه السكنات والتي ينتظرها المواطن على أحرّ من الجمر، أكد رئيس المجلس الشعبي الولائي لولاية وهران على أن الأولوية سوف تعطى أساسا الى أبناء المنطقة في حق الحصول على سكن لائق مشيرا الى مخططات الترحيل التي اعتمدت لصالح المواطنين في حي الصنوبر (بلانتير) وسيدي الهواري ليؤكد على فكرة أنّ السكن الاجتماعي هو أهم محور في استراتيجية المجلس الشعبي الولائي الذي يعمل بالتنسيق مع السلطة التنفيذية بالولاية أي مع السيد والي وهران، وهذا من خلال تبنّيه لانشغالات المواطن ورفعها الى السيد الوالي، والسهر على المتابعة والسير الحسن، وأبرز في نهاية استعراضه لمشكل السكن الهش أهمية وعي المواطن للحدّ من ظاهرة انتشار رقعة البناءات الفوضوية، وضرورة منع أي كان من البناء على أرض دون أن يملك رخصة بناء ويتحول بعد ذلك الى شخص يطالب بسكن عندما يتحول المكان كله الى حي قصديري ويصبح ذلك المنزل الفوضوي الذي بناه الى مصدر للثروة بالنسبة إليه لأنه سيبيعه بثمن مرتفع وأضاف بأن ظاهرة البناء الفوضوي بعيدا عن القانون يدفع الدولة الى التدخل واستخدام القوة للحيلولة دون استفحال الظاهرة أكثر فأكثر. * صرف المياه المستعملة والتطهير وكانت النقطة الثانية التي تطرق إليها السيد عبد الحق كازي تاني هي صرف المياه والبالوعات ليؤكد على برامج أعدّت للقضاء نهائيا على هذه النقائص في مجال التطهير، مشيرا الى العناية بالبيئة التي تمر بالنظافة والقضاء على المفرغات الفوضوية مؤكدا هنا على دور هام يلعبه المواطن من خلال الالتزام بمواقيت إخراج أكياس القمامة من منزله ووضعها في حاويات الفضلات لتسهيل عمل مصالح النظافة. كما أشار رئيس المجلس الشعبي الولائي لولاية وهران الى نقاط أخرى من بينها تهيئة ميناء وهران ليكون لائقا لاستقبال المسافرين وخاصة المهاجرين الجزائريين، وكذلك الإنارة التي تحتاج الى إعادة بعث وتهيئة المحيط خاصة وأن عدد كبير من الأحياء التي تحتاج الى خدمات أساسية كالماء والغاز والمساحات الخضراء واستحداث مناطق صناعية جديدة وتأهيلها حتى يمكنها استقطاب الاستثمارات ورؤوس الأموال من مناطق أخرى، وهو ما من شأنه توفير مناصب شغل جديدة. * حركة المرور: مشاريع لتخفيف الضغط يبقى الهمّ الأكبر لمدينة وهران وما جاورها هو حركة المرور حيث أنها لا تزال تشهد اختناقات في حركة المرور وازدحاما كبيرا للطرق مما يتطلب مخططا لتنظيم المرور يتضمن استحداث طرق محيطية لتخفيف الضغط على الطرق داخل المدينة، وكذلك توسيع الطرق الموجودة وتمديدها لتصل الى منحدر مسرغين غربا وبلڤايد شرقا والاهتمام بمشروع الميترو، والمحطة البرية للحافلات كما أشار من جهة أخرى فيما يتعلق بالأمن الى مشاريع مرافق الأمن والدرك التي تنجز في مناطق مثل الحاسي وسيدي البشير وبن فريحة وبلڤايد. ومن خلال هذا العرض الشامل لأهم مشاكل ولاية وهران نخلص الى أن أي جهد بإتجاه تطوير وتقدم مدينة أو ولاية ما يمرّ حتما عبر الإرادات الطيبة والعمل المشترك وضخ ميزانيات هامة ورصد أغلفة مالية جديدة بتجسيد حلم المدينة المتوسطية الذي تتطلع مدينة وهران بكل إمكانياتها السياحية والاقتصادية الى تجسيده على أرض الواقع.