يطرح ترميم مبنى بلدية وهران بساحة أول نوفمبر،العديد من الأسئلة حول أسباب تأخر انطلاق الأشغال به ،وهذا بعد مرور أزيد من ستة أشهر على نصب الصقالة والتي أرجعها مصدر مسؤول بمديرية التعمير والبناء ،إلى عدم حصولهم على الدراسة الخاصة بالصفقة من قبل وزارة الداخلية ، لكن رغم اختيار مكتب الدراسة "باركو" الفائز في المسابقة الخاصة بهذا المشروع ، بقيت الأمور مجرد كلام ليس إلا ،دون أن يجسد حتى كحبر على ورق من خلال وثيقة رسمية تجعل الأمور تنتقل إلى الملموس في المستقبل القريب . هذا ما ذكره صاحب مكتب الدراسات المهندس المعماري عبد الله بن شريف المتخصص في الترميم وحفظ المعالم الأثرية ،الذي أعد دراسة معمّقة استند فيها على الأرشيف ، باعتبار أن الفرضيات غير مسموحة في هذا النوع من العمليات ، خاصة إذا تعلق الأمر بمعلم تاريخي بهذا الحجم ، تبلغ مساحة واجهاته الأربعة 4000 متر مربع ،وهو ما جعله يرتكز على أسس علمية خاصة بالمعالم المصنفة ،تسمح بإعادة البناية إلى طابعها الأصلي ،لا سيما الأحجار والجدران والمنحوتات والأسقف والأسطح والزخرفة والزجاج ونوعية الطلاء ، بما في ذلك أدق التفاصيل الموجودة في هذه التحفة المعمارية مع احترام ما جاء في دفتر الشروط ، حتى تعود كما كانت عليه في سابق عهدها بطريقة تحميها من مؤثرات العوامل الطبيعية ،لا سيما التلوث علما أن الأحجار معرضة للإصابة ب 70 نوعا من التلف وأضاف المتحدث الذي شدد على ضرورة تصنيف مقر بلدية وهران ، بأن عملية الترميم والتهيئة حسب الدراسة التي أعدها ستتم عبر مرحلتين ، الأولى خاصة بالهيكل وقد قدرت تكلفتها المالية ب 35 مليار سنتيم ،أما المرحلة الثانية فتشمل التأثيث والتجهيز ،ونفس الشيء بالنسبة لمؤسسة "ريفيت ألجيريا" المسيرة من قبل كفاءات إيطالية ، التي تلقت مراسلة من الولاية خلال الصائفة الماضية ، تفيد فيها بأنها مكلفة بأشغال ترميم مقر بلدية وهران ، وتطلب منها ضرورة نصب صقالة بغية الإسراع في بدء الأشغال في أقرب الآجال حسب ما أفاد به المهندس الإيطالي لنينو أنجلو مدير مشروع وهران بمؤسسة "ريفت ألجيريا"، الذي أكد بأنهم لم يتحصلوا رسميا لحد الساعة على الصفقة ،وأن كل شيء يتوقف على وزارة الداخلية ،مشيرا في هذا السياق إلى أن ترميم مقر البلدية سيستغرق حوالي سنتين حسب التقديرات والدراسات الأولية التي أجروها وعليه فإن كل الجهات المعنية بهذه العملية ، باتت جاهزة وتترقب إشارة من وزارة الداخلية ،لانطلاق أشغال ترميم وتهيئة هذا المعلم التاريخي ،الذي يعد أحد شواهد ورموز وهران في البناء والتشييد منذ مئات السنين . ونشير أن بقاء المبنى على وضعه الحالي قد تحول إلى مخزن للأجهزة ويؤمه السكارى والمتشردون ليلا ونهارا بعدما كان معلما سياحيا يقصده زوار المدينة