في إطار برنامج الإحتفالات المخلدة للذكرى ال 50 لتأسيس وتأميم المسرح الوطني الجزائري ولقاء « صدى الأقلام « نظم أول أمس بقاعة الحاج عمر يوم دراسي حول « النص المسرحي والتاريخ ..آفاق «نشطه الشاعر عبد الرزاق بوكبة بمشاركة نخبة من الفاعلين في الحقل المسرحي من مختصين ودكاترة ورؤساء جمعيات مسرحية من مختلف مناطق الجزائر للحديث عن تجربة كتابة النصوص المسرحية في الجزائر وتقاطعاتها وهمومها . وفي البداية قرأ الإعلامي والمسرحي بوزيان بن عاشور نصا جديدا كتبه من أيام فقط بعنوان « راسي وراسك « يتأسس على حوارية رمزية بين « خليفة « و» ياماها» في زمن غامض تشكلت فيه الأسئلة والعري والبحث عن الحقيقة جوهر اللقاء وأشار الكاتب المسرحي بوزيان بن عاشور أنه مرتبط بالكتابة منذ نعومته ويتخد من المسرح فضاءا لتحريك شخوصه ومواضيعه المرتبطة بواقعه حينا والقادمة من غياهب الذاكرة التاريخية حينا آخر . وكشف الناقد والأستاذ إبراهيم نوال أن وزارة الثقافة وضمن إستراتيجة محكمة خصصت مؤخرا ميزانية معتبرة من أجل إعادة الإعتبار للذاكرة المسرحية تهدف إلى جمع وأرٍشفة ورقمنة الأرشيف الخاص بالمسرح الجزائري من نصوص مكتوبة بخط يد الكاتب نفسه ونماذج للسينوغرافيا وغيرها من العناصر المادية من ملصقات ونماذج الألبسة وقال الأستاذ نوال أنه ستتم مختلف الوثائق والأٍرشيف الخاص بالمسرح الجزائري بوسائل تقنية حديثة والرقمنة من أجل وضع بنك معلوماتي كامل يكون في خدمة الباحثين والدارسين موضحا أن عملية جرد وتوثيق ريبرتوار المسرح الجزائري إنطلقت وتستمر ودعا بالمناسبة الجامعة والباحثين الجامعيين في مجال المسرح إلى جمع المادة الأرشيفية من أجل كتابة موضوعية لتاريخ المسرح في الجزائر حتى يكون أرضية صلبة للحفاظ على الهوية والذاكرة المسرحية الجزائرية . من جهته قال المسرحي عبد القادر بلكروي من مسرح وهران الجهوي أن الكتابة للمسرح تنبع من الهواية وقد تلقى المبادئ الأولى للكتابة الدرامية على مرحلتين أهما ضمن لقاءات جمعية رفقاء المسرح بوهران حيث كانت تتم كتابة النصوص المسرحية بصورة جماعية 1982 وأكد المتحدث أن القراءة الحثيثة والمتكررة للنصوص العالمية والنصوص الجزائرية ضرورية من أجل إكتساب قاموس لغوي ثري وأدوات الكتابة للإنطلاق في عوالم الكتابة معتبرا المطالعة أرضية مهمة ومفصلية للولوج لعالم الكتابة المسرحية وأشار المسرحي ورئيس جمعية العفسة علي عبدون عن تجربته في لإقتباس النصوص الروائية الجزائرية وتحويلها على الركح المسرحي وضمنها تعامله مع نصوص الروائي كاتب ياسين والكاتب محمد ديب والهدف من ذلك يكمن في تبسيط رؤية هذان المبدعان المرتبطان بالجزائر وعيا وممارسة وذلك حتى يكتشف الجمهور المسرحي الجزائري نماذج من الشاعرية وبواطن التراث اللغوي والجمالي . وكشف الناقد المسرحي علاوة جروة وهبي أنه أنهى مؤخرا ترجمة نوصوص جزائرية لم ينتبه لها أحد من الباحثين وهي للكاتب المتميز نور الدين عبة الذي لم يحاول أيؤ مترجم جزائري الإقتراب من نصوصه ويتعلق الأمر بترجمة نص « إسنتراحة اتلمهرجين « و» الإعلان يصل « وكلاهما نصان يتناولان الثورة التحريرية وأكمد علاوة جروة وهبي على ضرورة الإنتباه والإشتغال على النصوص الجزائرية المكتوبة بالفرنسية لأنها تحمل روحا ووعيا جزائريا خالصا وتجسيدها ركحيا أما الناقد المسرحي كما بن ديميراد فقال أنه لابد من جمع الأرشيف المسرحي الجزائري وجمع شتاته لأنه يمثل جزءا مهما من الثقافة الجزائرية وتناول بالتحليل تجربة المسرحي الراحل ولد عبد الرحمان كاكي وتعامله بالتراث المحلي والثقافة الشعبية منهجا ورؤية على المسرح وليس محاكاة للتجربة المسرحية الغربية مؤكدا أن التراث الجزائري حداثي ، وتحدث الباحث المسرحي عبد الناصر خلاف عن تجربته الشخصية في التوثيق للمسرح الجزائري وجمع كل ما يتعلق بالمسرح الجزائري وذلك نابع من عشقه للمرسح ودراسته المختصة للفن الرابع حيث إستعرض جهوده في الحفاظ على عناصر وأرشيف المسرح الجزائري عبر مختلف وسائطه وحتى التقنية الجديدة بعد الصورة والوثيقة ودعا إلى جمع النصوص المسرحية الجزائرية المبعثرة ،ها مادة دسمة للباحثين كما تناول المسرحي جمال بن صابر تجربته في إطار المهرجان الوطني لمسرح الهواة بمستغانم ومن خلال تأسيس جائزة سنوية الكاكي الذهبي والتي إعتبرها مبادرة من أجل التشجيع على الكتابة الدرامية والمسرحية وخلق جيل جديد من كتاب المسرح وأشار أنه من نتائج المسابقة في كتابة للمسرح هو إكتشاف أصوات مميزة قادرة على كتابة نصوص مسرحية بشكل منهجي وأشار الدكتور أحسن ثليلاني في سياق حديثه أن من مشاكل الصناعة المسرحية في الجزائر إلى جانب الموهبة والطاقة هناك غياب مختصين في الكتابة المسرحية مؤكدا أن الكتابة للمسرح ليست بالأمر السهل بل هي صعبة وتستدعي أدوات أصعب من الرواية حيث لا يتجاوز عدد كتاب المسرح في العالم 10 وتستدعي الكتابة الدرامية الصراع وهو العنصر المغيب في المسرح الجزائري حيث يغيب معنى الصراع والحبكة ما أدى إلى نفور الجمهور كما أن اللغة الدرامية مشكل ويغيب الحوار أيضا وتناول الدكتور أحسن ثليلاني عن كتابه الجديد الصادر عن دار التنوير بسوريا الموسوم « المسرح الجزائري « .