رافقت الجمهورية فرقة تابعة للهلال الاحمر الجزائري بتيارت و التى جابت شوارع المدينة في الليل لجمع المتسولين و تحويلهم الى دار العجزة او مصلحة الامراض العقلية إذ تبين أي أعراض للمرض. ففي حدود السابعة و النصف ليلا و أمام مقر الهلال الاحمر الجزائري الواقع بوسط مدينة تيارت التقينا بشباب متطوع و كلهم استعداد لتقديم العون للغير و كان برفقتهم أصغر متطوع " رفيق" البالغ من العمر 13 سنة و قد رافقنا في الرحلة نائب رئيس مكتب الهلال الاحمر الجزائري الذي أعطى لنا يد المساعدة و الانطلاقة كانت في حدود الساعة الثامنة ليلا غلى متن سيارة رباعية الدفع فيما كانت ترافقنا سيارة تابعة للأمن الوطني لتيارت للتدخل في حال وقوع اي مكروه. وخلال دقائق وصلنا في مكان غير بعيد بمدينة تيارت و هنا التقينا بأحد الأشخاص بدون ماوى يدعى موسى قضى 8 سنوات بشوارع المدينة و لا أحد يهتم لأمره و كان هادئا فهو يعلم أنه سيحول الى مركز العجزة لقضاء ليلته. حيث يجد الأكل الساخن و نوعا من الرعاية الانسانية فهذا الشخص البالغ 64 سنة فقد سلم امره لله. و من جهته السيد بن ثابت نائب رئيس مكتب الهلال الأحمر الجزائري بتيارت يعتبر ان التكفل بهذه الشريحة ممكن شريطة توفير الإمكانيات من الطعام و المرافق و هذا مطلب ينادي به الهلال الأحمر الجزائري فعمل الفرق من المتطوعين لا يقتصر فقط على إيواء الأشخاص بدون مأوى بل يتعدى إلى ما هو إنساني مشيرا انه خلال أيام قلائل قام رب عائلة يقطن على بعد 15 كلم من بلدية النعيمة بالانتحار شنقا لظروفه المعيشية الصعبة و الفقر الشديد فالعائلة تتكون من 4افراد أكبرهم يبلغ من العمر 16 سنة و أصغرهم يبلغ 7 سنوات كلهم مصابون بأمراض عقلية و الهلال الاحمر الجزائري كان قد تدخل و قدم لهم مساعدات من الافرشة و الطعام لكن هذا لا يكفي. *دار العجزة تتكفل بالفئات المحرومة في حدود الساعة التاسعة ليلا حولت فرقة الهلال الأحمر الجزائري احد المتشردين قد تجاوز العقد السابع المدعو " العنتري" و كان في انتظارنا مربين و الغريب ان العنتري توجه إلى المرقد مباشرة و في هدوء تام دون ارتباك او خشية لان فرقة الهلال الأحمر الجزائري أتت به الى هنا في أكثر من مرة . و من جهة ثانية فان دار العجزة تتكفل يوميا بإيواء أكثر من 13 شخصا بدون ماوى مع توفير الدفئ و الوجبات الساخنة و ان حرموا من الدفئ العائلي الا ان الدولة وفرت الإمكانيات دون أن ننسى أهل الإحسان لكن و حسب احد المربين فان أغلب المتشردين و المتسولين يفضلون العيش بالشوارع و أن ضاقت بهم خلال الشتاء و البرد يعودون مجبرون إلى المركز و قضاء ايام معدودات فقط. كما يقوم الهلال الاحمر الجزائري خلال فصل الشتاء بتوزيع أكثر من 200 وجبة ساخنة على الأشخاص بدون مأوى و القيام بدوريات ليلية خاصة موسم البرد و تحويلهم إلى المراكز لكن ما يلاحظ أن الظاهرة عرفت انتشارا كبيرا عبر مدينة تيارت لأنه و ببساطة الفقر لدى العديد من الأشخاص دفع بهم للعيش بالأزقة أو مشاكل عائلية قد ولدت لهم ذلك الإحساس بالتهميش و بالتالي عدم القدرة على مواجهة المشاكل قد يدفع بهم لما قد لا يحمد عقباه.