حركة و نشاط تعرفهما شوارع وأحياء عاصمة الغرب وهران خلال هذا الشهر الكريم من خلال سهرات ليالي رمضان التي يفضل فيها الكثير من سكان الولاية وزوارها البقاء خارج منازلهم إلى غاية مطلع الفجر رفقة الأصدقاء والأهل والخلان . وأضحت وهرانالمدينة تستقطب الآلاف من المواطنين بما فيهم ضيوفها من داخل وخارج الوطن الذين فضلوا قضاء عطلتهم الصيفية بهذه الولاية التي حطمت الرقم القياسي في عدد المصطافين كيف لا وهي تستقبل ما يفوق عن 11 مليون مصطاف سنويا رغم محدودية هياكلها الفندقية. هذا الكم الهائل من زوار الباهية الذين باتوا يؤّمون إليها جماعات وفرادى الى جانب سكانها وجدوا في أمنها ملاذا لهم للاستمتاع بالعطلة الصيفية التي تزامنت مع حلول شهر رمضان الكريم ,,, هذا الجو من السكينة لم يكن لينعم به سكان الباهية وضيوفها لولا يقظة الأسلاك الأمنية المختلفة من جيش ودرك وشرطة التي تبقى عيونهم ساهرة على سلامة المواطنين. الدرك الوطني هوأحد من أبرز الأسلاك الأمنية التي تضع نصب أعينها ضمان السكينة والأمن بمناطق اختصاصها ,خاصة الشواطئ التي أضحت وجهة أغلبية المواطنين في سهرات رمضان ,حيث سطرت قيادة الدرك الوطني حسب رئيس أركان المجموعة الإقليمية لذات الجهاز الأمني بوهران المقدم ''خير الدين دولاش'' برنامجا خاصا بشهر رمضان جندت فيه أفرادها لضمان حماية الأشخاص وممتلكاتهم وكذا تسهيل تحركاتهم بطرقات الولاية نهارا وليلا , من خلال عمليات مداهمة ودوريات راجلة ومتنقلة وكذا سدود أمنية ثابتة ومتحركة ويأتي هذا البرنامج حسب نفس المسؤول الأمني ليعزز مخطط دلفين الذي دأب على تنفيذه الدرك الوطني خلال موسم الصيف والذي أعطى ثمارا منذ الشروع فيها السنوات الماضية.
[دوريات راجلة بالشواطئ إلى غاية الإمساك]
ولعل أبرز ما يحمله برنامج الدرك الوطني الخاص بالشهر العظيم تلك العمليات الميدانية التي يبرمجها القائمون على هذا الجهاز الأمني أسبوعيا نحو الشواطئ حيث الوجهة الأكثر مقصدا لسكان وهران وزوارها بحثا عن نسمات البحر و لطافة الجو بعد يوم متعب أثقلته درجة الحرارة الموسمية المرتفعة وللوقوف على مدى جاهزية أفراد الدرك الوطني لحماية الساهرين بالكورنيش اخترنا مرافقتهم في العملية الثانية منذ بداية رمضان والتي أشرف عليها رئيس أركان المجموعة الإقليمية للدرك الوطني بوهران المقدم ''دولاش خير الدين '' والتي كانت تضم إطارات و أفراد من المجموعة الإقليمية وفرقة الأحداث وفصيلة الأمن والتدخل رجالا ونساء, كانت الساعة تشير الى الحادية عشر ليلا عندما وصلنا رفقة رئيس أركان المجموعة الإقليمية للدرك الوطني الى شاطئ الأندلسيات الأشهر من نار على علم والذي كان يعج بالمصطافين الذين منهم من فضل المقاهي ومحلات بيع المثلجات والأكل الخفيف المصطفة على طول واجهة البحر والبعض الأخر اختار الطاولات و الخيم المنصوبة بالشاطئ على بعد أمتار قليلة من البحر للعب "الدومينو" وشرب القهوة والشيشة وسط موسيقى الراي الصاخبة التي اختارها المستغلون للشواطئ بعدما زيّنوا طاولاتهم و أوصلوها بالإنارة قصد توفير الراحة و المتعة للزبون.
[المشتبه فيهم تحت المجهر] وبعد لقاء تكتيكي روتيني لرسم معالم العملية جمع رئيس الأركان بإطاراته المشاركة في مهمة المراقبة الحماية بمركز شاطئ الأندلسيات تم تشكيل فريقين الأول تكفل بمسح المكان من واجهة البحر بقيادة المقدم دولاش خير الدين توغّل الفريق الثاني تحت إشراف النقيب ''عمير عبد الحميد'' قائد فصيلة الأمن والتدخل رقم '4' ببوسفر وسط الطاولات المنصوبة على طول الشاطئ حيث كناّ برفقته ووقفنا على مدى إصرار الدركيين على حفظ الأمن والنظام وبعث الطمأنينة وسط المصطافين إذ كثيرا ما يتدخل الدركيون و الدركيات في حالة الاشتباه بمجموعة شبان لتفتيش طاولاتهم والتعرّف على المحتويات الموجودة معهم وسط ارتياح العديد من المصطافين لا سيما العائلات التي قصدت هذا الشاطئ الجميل وقد استعان الفريق بكلب الرعي الألماني المدرّب على ضبط المخدرات. وبالرغم من أن العملية لم تفض إلى أي توقيفات إلا أنها اعتبرت ناجحة بالنظر إلى الرضى الذي طبع وجوه المصطافين الذين عبر بعض من تحدثنا إليهم عن ارتياحهم لرؤية أصحاب البذلة الخضراء وهم يتجولون وسط الشاطئ. وفي الوقت الذي كان فيه الفريقان يراقبون شاطئ الأندلسيات وواجهة البحر تكفل أفراد فرقة الأحداث المشاركة في العملية بفحص هوية 4 فتيات بمركز الدرك بذات الشاطئ, تم توقيفهن رفقة شبان بأماكن مختلفة تثير الشبهة حيث اتضح فيما بعد أن اثنتين منهن قاصر تحتاجان للحماية وقد استدعى الأمر الاتصال بوالديهما , هذا فيما واصل زملاؤهم المدمجين في مخطط دلفين مهمتهم في تأمين الطرقات لتسهيل حركة السير إلى غاية مطلع الفجر.