" المروحة والداي " و " شخصية في التاريخ النوميدي " نصان جديدان في السينما أكد السيناريست "عز الدين ميهوبي " انه لا توجد أزمة سيناريو في السينما الثورية الجزائرية بل يوجد شرخ واسع بين أهل الأدب و السينمائيين ، فحلقة التواصل بين هؤلاء لا تزال مفقودة إلى اليوم وهو ما أثر سلبا على واقع الإنتاج السينمائي الجزائري بصفة عامة ، و أدى في غالب الأحيان إلى كتابة المخرج لنصه بنفسه ملغيا بذلك دور" السيناريست " الذي لم يستطع الوصول إلى المنتجين رغم احترافيته و موهبته ، مضيفا في الحوار الذي خص به جريدة الجمهورية أن السينما الجزائرية بحاجة إلى قراءة مختلفة لأحداث التاريخ ، سواء من ناحية الشخصيات أو الوقائع ، حتى يكتمل العمل السينمائي الثوري ويتألق، كما كشف محدثنا أيضا عن مشاريعه السينمائية المقبلة بعد فيلم " أحمد زبانة " و ماهي أهم المواضيع و القضايا التاريخية التي فضل الإبحار فيها ، إضافة إلى تصريحات أخرى تتابعونها في الحوار التالي : هل تعتقد أنه توجد أزمة سيناريو في السينما الثورية الجزائرية ؟ _في الحقيقة أعتقد أنه لا توجد أزمة سيناريو ، إنما يوجد شرخ كبير و واسع بين الكتاب في المجال الأدبي و السينمائيين الجزائريين من مخرجين ومنتجين، وهذا هو المشكل الحقيقي في السينما الثورية الجزائرية ، التي باتت تشهد انعداما كليا في التواصل وغياب التعارف بين أهل الأدب و السينما ، وهذا ما يدفع بالمخرج غالبا إلى كتابة سيناريو فيلمه بنفسه ، فالحديث عن أزمة حقيقة من يطرحه هل السينمائيون أم الكتاب ؟ ، فإن كان السينمائي من طرح الإشكال ، عليه أولا أن يحدد مسؤوليته اتجاه هذا الأمر ؟ ، في نفس الوقت لابد من الاعتماد على كتاب محترفين في كتابة سيناريو الأفلام الثورية ...كما أن هناك طاقت إبداعية لم تجد السبيل للوصول إلى المنتجين في هذا المجال . لقد باتت السينما الثورية الجزائرية تسلط الضوء على البطل الشهيد بمعنى " الشخصية الثورية " في حين أهملت الوقائع التاريخية و القصص الاجتماعية المعاشة في تلك الفترة ؟ ما هو رأيك بالموضوع ؟ _هناك ثلاث أنواع من الأفلام الثورية ، هناك الفيلم التاريخي الذي يتعامل مع الماضي بكل أبعاده ، والفيلم الثوري الذي عادة ما يهدف إلى تمجيد الفكرة و التعبير عن البطل ، أما فيلم الذاكرة فيسعى لمناقشة التاريخ و الثورة معا، وهذا ما نحن بحاجة إليه في السينما الثورية ونعمل للوصول إليه ، نحن بحاجة إلى قراءة مختلفة لأحداث التاريخ ، بمعنى أن البطل عليه يظهر بجوانبه السلبية وليس فقط الايجابية ، حتى يكتمل العمل السينمائي الثوري، كما أعتقد أن الاهتمام بالتاريخ مسألة مهمة لتعزيز الهوية في فترة بدأ فيها الشباب أو النشء يبتعد قليلا عن الرموز الوطنية و التركيز على بعض الشخصيات ، وربما هذا النوع من الأفلام يهدف إلى إبراز عبقرية الظرف الجزائري وقدرته على تحقيق قيمته الشرعية و إنجاح مشروع الثورة ، وهذا لا يلغي فكرة أن الشعب هو البطل النهائي . هل هناك سيناريو جديد في مجال الأفلام الثورية بعد فيلم " أحمد زبانة " ؟ _صحيح يوجد لدي مشروعان في هذا المجال ، حيث أنني أنهيت مؤخرا كتابة سيناريو جديد بعنوان " المروحة والداي " وهو نص جاهز يتحدث عن الفترة الاستعمارية التي عاشتها الجزائر ، وقد وافقت عليه لجنة الدراسة ، ونحن حاليا بصدد البحث عن منتج سينمائي لتجسيد النص أمام الكاميرا ، هذا إضافة إلى سيناريو آخر بعنوان " رحلة شخصية في التاريخ النوميدي " وهو نص يجسد فكرة عدم تجزئة التاريخ ، وهو حاليا يخضع للمعالجة .