في الوقت الذي يعاني فيه مواطنو وهران من بيروقراطية مصالح الحالة المدنية للحصول على وثائقهم الإدارية وعلى رأسها شهادة الميلاد الخاصة (S12) والتي جعلت العديد منهم يعاني الويلات بغية استخراجها بعدما ذاقوا مرارة الإنتظار في الطابور الطويل الذي لا يكاد ينتهي من أجل إيداع الطلب ورغم كل هذه العراقيل والشكاوي المتعددة فاجأت إدارة مصالح البلدية الجميع بمطالبتها أمس المواطنين الذين أودعوا طلباتهم فيما سبق للحصول على هذه الوثيقة وبالضبط منذ شهر أفريل الماضي بأن يتقدموا لدى مصالحها بغية استخراج وثيقة (S12) حيث وحسب مسؤولي الحالة المدنية فإن مصالحهم تتوفر حاليا على أكثر من 1000 وثيقة (S12) مكدسة منذ عدة أشهر لم يتم سحبها من قبل أصحابها الذين تجاوزوا الفترة الممنوحة لهم للإنتظار والمقدرة بثلاثة أشهر إذ أن حسب ذات المصالح فإن هناك وثائق مكدسة عندهم منذ 6 أشهر كاملة، لم تعرف أصحابها بعد الذين يودعون طلباتهم دون العودة لإستخراجها ولا يمكن لمصالح الحالة المدنية أن تقوم برميها مثلما تفعل مع باقي الوثائق الأخرى لأن شهادة (S12) تسلم مرة واحدة في العمر ويتوجب عليهم الاحتفاظ بها إلى غاية مجيء صاحبها لتسلم إليه. يحدث هذا والمصلحة المدنية تشهد يوميا غليانا كبيرا يخلّفه المواطنين الذين يأتون من كل جذب وصوب من أجل إيداع طلباتهم للحصول على هذه الوثيقة الخاصة من أن غالبيتهم يأتون من مناطق بعيدة بما أنهم ولدوا بوهران ويتوجب على الذين يريدون دفع طلباتهم في الوقت المناسب أن يذهبوا إلى مصلحة الحالة المدنية بداية من الساعة الرابعة صباحا بغية الوصول مع الصفوف الأولى وإلا فإن المتأخرين عن هذا التوقيت مطالبين بالإنتظارأكثر في طابور لا يكاد أن ينتهي والذي يخلق جوا من الملل والضجر وحتى الشجار بين المصطفين ويدوم ذلك الحال إلى غاية فتح أبواب المصلحة على الساعة الثامنة في مشهد يتأسف له الناظرون كما يعمد بعض الإنتهازيين إلى اللجوء إلى الأساليب الملتوية للحصول على هذه الوثيقة دون المرور على الطابور وهي محاولة إرتشاء أعوان المصالح. وحسب المواطنين الذين تحدثنا معهم والراغبين بالحصول على هذه الوثيقة فإنهم يتأسفون كثيرا على الخدمات المقدمة من قبل مصالح الحالة المدنية مؤكدين أن في كل القطاعات الحضرية الأخرى لا توجد مثل هذه الطوابير المصطفة بل أن المواطنين الذين يقطنون في بقية المدن سيخرجون وثائقهم بسهولة بخلاف وهران مطالبين السلطات بإيجاد حل مناسب يحول دون بقائهم لمدة طويلة ينتظرون تسليم وثائقهم والتي تمتد لشهور عديدة إلى درجة ضياع وصولات التسليم بسبب طول المدة الفاصلة بين فترة ايداع الطلب واستخراج هذه الوثيقة التي أصبح الوصول إليها ضرب من المستحيل.