* بنادق وسيوف وزجاجات حارقة ودروع في حرب بقرع الطبول تعرف الجريمة بوهران على غرار كبريات المدن الجزائرية استفحالا وتطورا لم تشهده من قبل ولم تعد اليوم تقتصر على شجار حتى وإن وصل إلى حد التصفية الجسدية بين شخصين أو ثلاث على الأكثر وإنما تعدته إلى شجارات عنيفة ودموية بين جماعات وأحياء بكاملها استعملت فيها السيوف والآلات الحادة وبنادق الصيد مع انتهاج خطة تكتيكية محكمة من كلا الطرفين ولعل أبرز هذه العمليات الإجرامية التي شهدتها الولاية منذ بداية السنة والتي تؤكد خطورة الوضع الأمني بالولاية ما حدث في سبتمبر المنصرم بحي كوكا التابع إقليميا للقطاع الحضري بوعمامة حيث استعملت في الشجار العنيف الذي جرى بين عصابتين منحرفتين السيوف والهوائيات المقعرة، و قارورات المولوتوف والهراوات، كما كان المجرمون الذين قدر عددهم ب 50 شخصا يلبسون خوذات الدراجات النارية لتجنب الإصابة وهو ما يؤكد التنظيم المحكم لهذه الحرب التي جرت ليلا ولم تمنعها سوء الأحوال الجوية والامطار الغزيرة التي تهاطلت في تلك الليلة المشؤومة التي لا يزال يتذكرها سكان حي كوكا . مجموعة من المنحرفين الذين كانوا مدججين بالسيوف والهوائيات المقعرة قاموا بغزو التجمع السكني المحاذي لمركز التكوين المهني، مما دفع بنظرائهم من الحي إلى صد الهجوم والأخطر أن الحرب لم تقتصر على عصابتين فقد دفع الوضع بالطرفين إلى الاستنجاد بزملائهم ليرتفع عدد العصابات المتناحرة إلى 4 جماعات أشرار كسّروا هدوء الحي وخلقوا الرعب في نفوس السكان إلى غاية تدخل مصالح الدرك الوطني في حدود الواحدة ليلا ، وتسبب الشجار العنيف في تحطيم أملاك عمومية علما أن هؤلاء المنحرفين حاولوا الاشتباك مع قوات الدرك لكن سرعان ما تراجعوا وفروا هاربين إلى جانب هذا الحادث الذي هزّ المنطقة الهادئة كما عرف حي الحمري الشعبي بمدينة وهران حادثة لا تقل همجية عن الأولى كان طرفاها جماعتين من حيي الحمري ومديوني المجاورين حيث عمد سكان الحمري إلى استعمال كل الوسائل المتاحة للانتقام من مجموعة أشرار بمديوني قدموا إلى حيهم وقاموا بضرب أحدهم بآلة حادة انتقاما لصديقهم الذي اعتدى عليه أفراد من الحمري و سرقوا منه دراجته النارية ولولا تدخل بعض عقلاء الحي لكانت النهاية وخيمة خاصة وأن الحادث تم تصويره ونشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي و قد استطاعت مصالح الأمن من التحكم في الوضع بسحب الفيديو الذي خلق فتنة كبيرة بين سكان الحيين المجاورين وقامت بتوقيف أفراد العصابتين وتقديمهم الى العدالة الأكيد أن الأمثلة كثيرة عن تفشي ظاهرة حرب العصابات بشوارع وهران ولم تعد تقتصر على الاحياء الشعبية التي كانت معروفة بسخونتها وإنما تعدتها إلى تلك الهادئة وحتى التجمعات السكانية الجديدة التي أضحت مجرد أحياء مراقد تفتقر لأدنى شروط العيش الجماعي من هياكل ومرافق خدماتية من شأنها التخفيف من الظاهرة .