يحضر المسرح الجهوي عبد القادر علولة بوهران لإنتاج فني جديد موجه للصغار ويتعلق الأمر ب »الأسد والحطابة« نص مراد سنوسي الذي كان قد أنجزه في شكل فيلم للرسوم المتحركة ومن المرتقب أن يعود منتصف شهر نوفمبر المقبل إلى الرّكح في إطار مشاريع مسرح وهران المستفيد من »صندوق الدعم لدى وزارة الثقافة«. أسندت مهمة إخراج العرض إلى المسرحي المتميز سمير بوعناني، إلى جانب الممثل القدير عبد القادر بلقايد كمساعد مخرج، أما التمثيل فعاد إلى كل من قادة شلبي، وجمال عاشور، وصافية وحورية زاوش ،وسفير سالم ،ومحمد والسينوغرافيا لعلي حزاني والموسيقي لجلال عدناني وفي مجهود جماعي يميزه الإبداع الفني للصناعة المسرحية يجتهد الفريق من أجل تصميم لوحة متجددة للجمهور الصغير. وقد ذكر مخرج العرض سمير بوعناني الذي يخوض هذه التجربة الفنية بنكهة خاصة تكون فيها هذه المرة خلف الستار أن التدربيات إنطلقت مع أواخر شهر سبتمبر ومن المفترض أن تنتهي كل التحضيرات منتصف الشهر المقبل، ويتوقف ذلك على مدى تطور العمل حسب نفس المتحدث مضيفا أنه تم المرور بكل المراحل منها العمل على النبرات والألوان الصوتية والقراءات وتحليل النص ودراسة الشخصيات والعلاقة بينها ثم عملية الحفظ الذي جاء من خلال القراءات المتعددة من قبل الممثلين والأهم هو الإنتقال إلى مرحلة العمل على الشخصيات الحيوانية التي يحتويها العرض، بحيث يلزم الممثل بالتعرف على طبيعة الشخصية وعلى مميزاتها من خلال الرجوع إلى الطبيعة وإنجاز بحوث صغيرة للتمكن من تقمص الشخصية الحيوانية. وعن النص ذكر سمير بوعناني أنه تلقى بعض التعديلات مقارنة بفيلم الرسوم المتحركة الذي يركز أكثر على الصورة مفيدا أن المسرح والفيلم الكرتوني عالمان مختلفان، بحيث يركز العمل المسرحي على كل من الصورة والنص، ووصف بوعناني مهمته وتجربته الأولى بالصعبة كونها مسؤولية كبيرة ولكن تلك الصعوبة تسهل أمام التعامل مع محترفين وتبقى الغاية الكبرى لمخرج المسرحية والفريق ككل هي تشريف ركح وهران والإجتهاد من أجل الإبداع والتجديد من أجل تقديم عمل جديد للطفل مع التركيز على كل الجوانب الفنية والتقنية للعرض. وتتناول مسرحية »الأسد والحطابة« مواضيع هامة تربوية وتثقيفية للصغار من جانب، ومشاهد للمتعة والترفية من جانب آخر، بحيث ترسم أحداث اللوحة مجموعة من الحيوانات في شخصيات بارزة يجسدها الممثلون بكل تفاصيلها من جهة الحركة والصوت وغيرها وسط ديكور سيكون متجددا ليفاجئ المتلقي الصغير وتدور قصة العرض بين الأسد وحيوانات الغابة منها الفأر الذي يجسد دور »ساعي البريد« والحمار القرد وحيوانات أخرى يصادفها الأسد في طريقه للبحث عن ذلك الذي قيل أنه الأقوى على وجه الأرض ويبقى يحاول في كل مرة يلتقى بها حيوانات ما الحصول على مكان الإنسان بطريقة فضة ومتسلطة يبرز فيها قوته المزعومة ومنصبه كملك للحيوانات هكذا إلى حين إلتقى بالحطابة ودون أن يعرف أنها مقصده راح يسألها عن الإنسان وإستدرجته في الكلام بذكاء وفطنة إلى أن أوقعت به في الفخ وأدخلته القفص برجليه حينها إعترفت له بأنها ذلك الإنسان القوي الذي كان يريد التخلص منه وبينت له أن القوة تكمن في العقل وليس في العضلات وتلك هي الرسالة الموجهة للصغار. حيثيات هذه القصة تتلخص في عمل ممتع على »الخشبة« ذلك ما إلتمسناه في حصة التدريبات، حيث كان الفريق يعمل بجدية وحزم وذكر المخرج أن العمل الموجه للطفل صعب جدا والخطأ فيه غير مسموح، لذلك يجتهد من أجل أن تكون كل الحركات مدروسة ومتفوقة وأفاد المتحدث أن التعامل في هذا العرض يكون من الطفولة المتأخرة أي أنه موجه للصغار الذين يتراوح سنهم ما بين( 8) سنوات و(11) سنة . وعلى ذلك ينتظر جمهور مسرح وهران أن يعود »مسرح الطفل« بقوة بأعمال فنية جديدة ومتجددة وذلك ما يعد به فريق »الأسد والحطابة« وعلى رأسهم المخرج الذي يعد المسؤول الأول عن العمل ويعتبر هذا الأخير من المسرحيين النجباء في العمل فضلا على التجربة المسرحية الطويلة والرصيد الذي يشهد على كل من المخرج ومساعده، من أجل ذلك ينتظر أن يكون المولود الجديد بحجم ومستوى القائمون عليه.