ما فتىء العاملون في ملحقة الديوان الوطني لمحو الأمية وتعليم الكبار بسيدي بلعباس يشتغلون في ظروف أقل ما يقال عنها صعبة جرّاء الضّيق الخانق الذي يميّز مقرّها المؤقت. فهذا الأخير لا يحتوي سوى على مكتب وقاعة صغيرة متواجدين بداخل المدرسة الإبتدائية »ابن سينا« التي تشكو بدورها من انعدام حارس ينظّم الدخول والخروج ويستقبل الأولياء والزوار ويوجّههم، وهذا ما وقفنا عليه مساء يوم الخميس الماضي. طلحة دراس مدير الملحقة كان قد وجّه من قبل رسائل إلى السلطات المحلية وفي مقدمتهم الوالي يطلعهم فيها على الوضع المزري ويلتمس منهم التدخّل لتمكين الملحقة من مقرّ لائق يوفّر ظروف العمل الملائمة والمريحة لكن بدون جدوى. وها هو اليوم يعتزم مراسلة الوالي الجديد علّه يعير الوضع اهتماما ويفضي إلى حلّ الإشكال. مع الإشارة إلى أن ملحقة بلعباس لمحو الأمية أنشئت عام 2003 واتخذت أحد أجنحة ثانوية إينال مقرّا لها لكن ما لبث أن حوّل العاملون فيها إلى مدرسة ابن خلدون ثم إلى مدرسة ابن سينا ذات المعمار القديم. مؤكدا في هذا الخصوص بأن هيئته ستعزّز في القريب العاجل بإنشاء مصلحتين إثنتين جديدتين بها متسائلا أين سيشتغل الإطاران اللذان يشرفان عليهما في ظل هذا الضيق المقلق والمزعج. ومن هنا بات لزاما إيجاد مقر ملائم وإلا فإن الأمور ستتعقّد. تجدر الملاحظة إلى أن الملحقة يتعلّم فيها في الوقت الحالي 4080 دارسا جديدا من أصل 11784 يتوقع استقبالهم خلال هذا الدخول. هذا بالنسبة للمستوى الأول. أما عن المستوى الثاني فتشير الأرقام إلى وجود 8000 دارس من ضمن 11170 يرتقب توافدهم جميعا على فصول محو الأمية.، وقد سخّرت الإدارة لتأطيرهم 302 معلّم بينهم 198 متعاقد مكلّف بمحو الأمية لم يتقاضوا أجورهم مدة سنة، ما أثار سخطهم وتذمّرهم غير أن الأمل عاودهم لما علموا بأن وزير التربية أعلن مؤخرا عن دفع رواتبهم كاملة قبل انقضاء الشهر الجاري (أكتوبر)، يضاف إلى ذلك 35 عونا ينتمون إلى جهاز المساعدة للإدماج المهني وهو رقم يمثّل جزءا من الحصّة التي خصصتها وزارة العمل والتشغيل لولاية بلعباس والمقدّرة ب 255 منصب عمل. وبخصوص الكتاب المقرّر فالدارسون جميعهم تسلّموا كتب الرياضيات واللغة العربية. هذه الكتب التي يرى مدير الملحقة أنها تجاوزت الوفرة إلى الفائض. وبالنسبة لجانب التكوين الأولي الذي توليه الإدارة عناية خاصة، فقد جرى ضبط رزنامة الندوات البيداغوجية الرامية إلى تلقين المعلّم وتدريبه على أفضل طرق ومناهج التدريس الناجعة والفعّالة، والعملية انطلقت بإشراف ماكني محمد مفتش محو الأمية وشملت لحد اليوم مقاطعات تلاغ وسفيزف وبلعباس. وتبقى الإشارة في الأخير إلى أن نسبة الأمية بولاية بلعباس انخفضت إلى 70،21٪ بعدما كان الرقم في حدود 12،26٪ عام 2009، وأن من تحرّروا من الأمية في الموسم المنصرم وصل عددهم إلى 9700 دارس.