دوار البلايدية ، بالتحديد حي 129 مسكن الذي ظهر لأول مرة سنة 2009 وسط المنطقة المسماة البلايدية نسبة لعائلة " البليدي " ، سكان هذا الدوار جزء ضئيل من الأسر المنكوبة التي كانت في وقت قريب تقطن بالحي القصديري الكائن بمنطقة خروبة بمستغانم ، حيث قامت السلطات المحلية بتوزيعهم عبر بلديات الولاية بما فيها بلدية حاسي ماماش التي كانت وجهة 129 عائلة وهو عدد المساكن التي بنيت في هذا الدوار ، ما يلفت الانتباه وأنت تقتحم الدوار أن سكانه يغلب عليهم طابع الشباب الذي يعيش في محيط لا تتوفر فيه أدنى شروط الحياة ، حيث تنعدم بهذا الدوار معظم المرافق والخدمات الاجتماعية كالغاز ، التهيئة ، المساحات الخضراء فتجد بنايات مهترئة رغم حداثتها وصرف صحي مغشوش تنفجر قنواته نتيجة الضغط داخل البيوت ، ناهيك عن كون المكان محاذي لغابة كثيفة تطل على واجهة البحر في منظر طبيعي بهيج ، يزورها تحت جناح الليل المعتادون على المشروبات الكحولية وممارسة الرذيلة ، **الغابة المحاذية وجهة لممارسة الرذيلة انعدام الأمن حسب سكان الدوار ولد لديهم الإحساس بالخوف على بناتهم ، لذا فضل الكثير منهم توقيف فلذات أكبادهم عن الدراسة في سن مبكر حتى لا يحدث لهم مكروه عند العودة من الطريق المحاذي للغابة ، هذا الخطر المحدق بالبنات ليس وحده وإنما يعاني السكان من مشكل لا يقل خطورة فمنذ ترحيل هذه العائلات إلى هذا المكان أصبحت صحتهم على المحك نتيجة استنشاقهم روائح كريهة تنبعث من فضلات الدجاج التي يطرحها مربو الدواجن في الهواء الطلق ، ***بناتنا لا يذهبن إلى المدارس لانعدام الأمن حيث يقوم هؤلاء بتجفيفها قبل بيعها للفلاحين على أساس دبال يقوي التربة والمحصول على حد سواء ، عائلات بأكملها اليوم تعاني من مرض الربو ولم تجد الوجهة التي ترفع لها شكاويها رغم علم كل المصالح والمديريات المعنية بما يحدث بهذه المنطقة ، لكن لا أحد حرك ساكنا ، جريدة الجمهورية اقتربت من بعض قاطني هذا الدوار وأخذت انطباعاتهم حول يومياتهم ومعاناتهم .