تعيش عديد العائلات القاطنة بحي البناء الذاتي ببلدية سيدي إبراهيم، الواقعة بنحو ثمانية كيلومترات شمال ولاية سيدي بلعباس، وضعية بيئية متدهورة، أقل ما يقال عنها كارثية، بسبب محاذاة حيهم لمؤسسة خاصة بتربية الدواجن. هذه الأخيرة التي تتسبب النفايات الصادرة عنها من فضلات وبقايا الدواجن في حالة قلق وإزعاج كبيرين للسكان، حيث أكدوا في الشكوى التي رفعوها للسلطات المحلية أن المؤسسة وعلى مدار سنوات نشاطها لم تحترم القوانين والشروط المعمول بها المتعلقة بالنظافة والشروط الصحية، الأمر الذي بات يشكل خطرا كبيرا على صحة السكان الذين يعاني غالبيتهم من أمراض الحساسية خاصة تلك المتعلقة بالعيون، الأنف، الأمراض التنفسية الحادة والأمراض الصدرية جراء استنشاقهم يوميا للروائح الكريهة المنبعثة من فضلات الدواجن التي يشتد تأثيرها أثناء فترات التساقط. وجاء على لسان أحد مواطني الحي “أن المكوث داخل المنزل أصبح بمثابة الحل الوحيد لتفادي الروائح المنبعثة التي تفرض علينا إغلاق النوافذ في كثير من الأحيان حتى في الفترات الحارة”، وأضاف “أن أطفال الحي يجدون صعوبة كبيرة في اللعب داخله بسبب المشكل مما يدفع بهم إلى اللعب خارجا معرضين سلامتهم للخطر”. وأكد السكان عدم احترام المؤسسة للشروط الصحية وإهمالها التام للنظافة داخل المؤسسة وخارجها، حيث تقوم بتكديس الفضلات لأيام عديدة بدل بيعها أو التخلص منها في أقرب الآجال وفقا للقوانين المعمول بها. المشكل ذاته يطال تلامذة المتوسطة المحاذية للحي والمؤسسة الذين تشكّل الروائح الكريهة عائقا لهم في التحصيل العلمي. وللإشارة، فإن سكان الحي رفعوا المشكل لمسؤولي البلدية وكذا لمسؤولي المؤسسة في مناسبات كثيرة، حيث وعدوهم بإيجاد الحل الذي طال انتظاره. ويضيف هؤلاء “إزاء هذا الوضع المزري، نستنكر هذا الأسلوب اللاّأخلاقي واللاّحضاري، حيث أصبحنا محرومين من حقوق المواطنة والصحة العامة التي يتمتع بها كل مواطن”.