من يتذكر الهزيمة المذلة للألمان امام الجزائر في مونديال اسبانيا من عام 1982 و الخماسية التاريخية للمنتخب الوطني ضد نظيره المغربي في موقعة الدار البيضاء امام 60 الف متفرج لن ينس بدون شك صاحب الفضل الكبير في بلوغ الخضر الى العاب موسكو من عام 1981 انها الرأس المدبرة التي خططت ونسجت التكتيك الذي نجح في صنع افراح الجزائريين في تلك الفترة بجيل من اللاعبين .انه المدرب محي الدين خالف ، الذي ولد بقرية بلقصير بإقليم القنيطرة المغربية عام 1941. قبل دخوله عالم التدريب كان لاعبا في الفريق القبائلي، في موسم 72-73.وبعد اعتزاله اللعب ، قررت إدارة الفريق الاحتفاظ به ضمن الطاقم الفني للفريق، كمساعد للمدرب الروماني بوبيسكو وفي الموسم الموالي 73/74، قرر بوبيسكو الرحيل من الفريق القبائلي، فتم تعويضه بالمدرب ماتيغا، هذا الأخير، قرر الاحتفاظ بخالف محي الدين كمساعدا له. وبعد ان ساءت نتائج الشبيبة في البطولة الوطنية ، قررت إدارة النادي إبعاد المدرب ماتيغا ، وتعويضه بمساعده خالف محي الدين ومن هنا بدأت شهرة هذا الاخير في عالم التدريب ، حيث تمكن في ظرف قصير جدا من اعادة الهيبة للفريق القبائلي ، فبعد موسمين فقط ، استطاع ان يقود فريقه الى منصة التتويج . حيث حصل في موسم 1976/1977 على الثنائية اللقب و الكاس. وفي ماي 1979 قدم رشيد مخلوفي استقالته من العارضة الفنية للمنتخب الوطني بسبب الأداء الهزيل الذي ظهرت به التشكيلة في اللقاء الودي أمام السنغال (2/1). و عوضه خالف الذي تحمل عبء تدريب المنتخب رغم صغر سنه (36 سنة ) وكانت أولى ثمار خالف مع المنتخب الوطني هي تحقيق الفوز التاريخي على المغرب 5/1 في الدار البيضاء ، وهو الفوز الذي مهد للمنتخب الوطني لبلوغ الأدوار النهائية للألعاب الاولمبية بموسكو 1980 .ولم يكتف خالف بقيادة المنتخب الوطني الى اولمبياد موسكو ، بل أهّل منتخبنا الى الأدوار النهائية لكاس أمم إفريقيا التي احتضنتها نيجيريا في نفس السنة ، حيث نشط الخضر النهائي القاري امام منظم الدورة الذي توج باللقب. ونسب الفوز التاريخي على المنتخب الألماني في مونديال 1982 باسبانيا ، الى المدرب خالف محي الدين، واعتبر مهندسه بسبب الطريقة الناجحة التي انتهجها في اللقاء. وفور عودة المنتخب الوطني من اسبانيا، قرر خالف محي رمي المنشفة، وتم تعويضه بعبد الحميد زوبا، لكن سرعان ما عاد خالف الى العارضة الفنية للخضر ليغادرها نهائيا بعد خروج الجزائر من الدور نصف نهائي في "كان" 1984 بكوت ديفوار.