رأت مجلة "السمق" وهي أول مجلة متخصصة في مجال التراث الشعبي الجزائري وحتى العربي، النور، بعدما تحصلت على الاعتماد الرسمي من طرف وزارة الإعلام والاتصال، لتحجز مكانتها على الساحة الإعلامية وتنصب نفسها ناطقة رسمية لكل ما هو شعر وموروث شعبي تركه الفحول، ودراسات قيمة قام بها كبار الدكاترة في هذا الاختصاص... توزعت المجلة التي جاءت تحت شعار "للأصالة حكاية... نحن حماتها" عبر 54 صفحة، حيث كان للملتقى العربي الثالث للأدب الشعبي الذي انعقد بالمكتبة الوطنية الجزائرية أكتوبر الفارط نصيب الأسد من صفحاتها، وقد جاءت عناوين الملف لتشمل، الملتقى العربي الثالث للأدب الشعبي روح الأشقاء تجتمع فتنتصر... ورابع الطبعات في الطريق، شعراء عرب: "نريد الحدث بداية للحمة عربية قوية"، رضا الخويني ... وتنطفئ شمعة الحرف الثائر المتمرد، دحمان عيساوي... لمناضلي الحرف ألف حكاية، ملتقى الأدب الشعبي يحتفي بجزائر الثورة والتضحيات، ثلاثة أيام تنبض مقاومة... تتنفس حرية وتتغنى وطنية... هذا ومر العدد الأول أيضا على تقلد الشاعر الزجال نشاطه توفيق ومان رئاسة الرابطة العربية للشعر وحفظة الموروث، نظير عمله الدؤوب للحفاظ على الموروث الشعبي الجزائري وحتى العربي، بعد تنصيبه في أيام القصيد الذهبي بتونس رئيسا للرابطة بتصويت ممثلي من 6 دول عربية هي تونس، المغرب، ليبيا، الأردن، مصر، العراق... في سياق متصل، ضمت المجلة مواضيع أكاديمية وإعلامية، حيث خص الدكتور عثماني بولرباح مواضيعه حول البوقالات والأمثال، هذه الأقوال المأثورة التي توارثتها الأجيال، والضاربة في عمق أصالة الأجداد، مستعرضا بعض النماذج منها، في حين خصت الأستاذة سعيدة حمداوي من جامعة أم البواقي دراستها حول المقاربات النقدية الجزائرية الحديثة للحكايات الشعبية، التي تبرز أن الدكتور عبد الحميد بورايو هو من تجاوز في دراساته المناهج التقليدية إلى اشتغال نقدي، استثمر مختلف المناهج النقدية الحديثة ذات الطابع السردي، والذي جاء به كل من ليفي شترراوس في بنيويته الأنثروبولوجية، شكلانية فلاديمير بروب، والدراسات الدلالية أ.ج غريماس... وكان للحوارات نصيب، حوار العدد تم تخصيصه مع الصوت النسوي الشعري مي غول التي كانت قد حققت إنجازا كبيرا بعد فوز نصها الشعبي الموسوم "ظالم" بجائزة مؤسسة القلم الحر بمصر، وهي التي راهنت أن تشارك بقصيدة شعبية بدل قصيدة بالفصيح، وكان الفوز نصيبها والفرحة فرحتان. هذا ولم تتخلى المجلة عن أعلام الشعر الملحون، حيث سلطت الضوء عليهم في ركن تراثيات من أعلام الشعر الملحون ووقفة مع سيدي الأكحل بن خلوف شاعر الدين والوطن، أما أعلام الشعر العربي فكانت الوقفة مع السيد عبد العاطي البيروقراطي، فضلا عن ملحمة المقاومة الشعبية للشاعر بن جدية محمد نظمها 1957... واقتنصت الصحفية صبرينة كركوبة آراء كل من الشاعر المغربي أحمد المسيح، الشاعر المصري سامح العلي، الشاعر الفلسطيني رائد ناجي، الدكتور الأردني فيصل علي مثقال عجيان حول واقع الشعر الشعبي اليوم، وإلى أي مدى يلعب دوره اليوم في مناهضة الفساد، بعدما كان في سنوات ماضية وسيلة لمقاومة المستعمر وتأريخ تجاوزاته وتعسفاته. وللشعر الشعبي نصيب، حيث تم اختيار نص "الجزائر" للشاعر الجزائري عمر زيعر الجزائر ونص "شماشرجي" للشاعر سامح العلي.