اختتام فعاليات الطبعة الثالثة للمؤتمر الإفريقي للمؤسسات الناشئة    الملتقى الدولي للحقوقيين حول الصحراء الغربية : تصفية الاستعمار هو السبيل الوحيد لضمان الأمن و الاستقرار في المنطقة    الملتقى الدولي حول الامير عبد القادر: عمدة مدينة "القادر" الامريكية يعرب عن فخر مدينته بحملها اسم الشخصية الجزائرية العالمية    إشادة كبيرة بمنجزات النساء الصحراويات    جُمعة دامية في غزّة    اتحاد خنشلة يتطلّع للالتحاق بالرّائد    مظاهرات حاشدة في مدن وعواصم عالمية تنديدا بالعدوان الصهيوني على قطاع غزة    ملتقى دولي حول "السينما والذاكرة" من 9 الى 11 ديسمبر بالجزائر العاصمة    في ملتقى وطني أول بالعاصمة..تسليط الضوء على مكانة مدينة الجزائر في الثقافة العالمية    الفنان صالح بوبير في ذمة الله    مزمع تنظيمها شهر ديسمبر الجاري..وزير الثقافة والفنون يترأس اجتماعاً تنسيقياً مع محافظي المهرجانات الثقافية    تطوير الرياضة المدرسية والجامعية "أولوية للسلطات العمومية"    في غياب أنديتها.. 3 لاعبين يمثلون الجزائر في مونديال الأندية 2025    "الفاف" يرغب في استضافة مقر جمعية الأندية الإفريقية..الجزائر تتحرك لاستعادة الأدوار القيادية داخل أروقة "الكاف"    رئيس الجمهورية يجري محادثات مع نظيره الجنوب إفريقي قبل مراسم التوديع    تدشين المدرسة العليا لمناجمنت الأشغال العمومية بالجزائر العاصمة    الطبعة ال3 للمؤتمر الإفريقي للمؤسسات الناشئة: حركية كبيرة للمؤسسات لإبرام شراكات دولية    ملتقى الأمير عبد القادر: ربيقة يبرز تقدير واهتمام رئيس الجمهورية برموز الجزائر وقادتها    رئيس الجمهورية يقلد رئيس جمهورية جنوب إفريقيا الشقيقة وسام الاستحقاق برتبة أثير    وهران.. الملتقى الدولي الثاني لجراحة الوجه والفك من 11 إلى 13 ديسمبر    أمطار رعدية ورياح قوية على عدد من ولايات الوطن    الكيان الصهيوني يواصل استهداف المنازل في قرى وبلدات جنوب لبنان    سعداوي يؤكّد قناعته    رخروخ يعلن عن التحضير لإجراءات جديدة    برنامج مكثف دعماً للفئات الاجتماعية الهشة    مقاربة مدمجة لترقية ذوي الاحتياجات الخاصة    الجزائر وفية لروح التعاون والتضامن الإفريقي    تعاون جزائري تونسي    مقرمان يستقبل نظيره الكونغولي    بن ناصر يقترب من العودة    الجزائر مُلتزمة بدعم القضية الفلسطينية    الجزائر جسر ممدود بين إفريقيا والعالم العربي وأمريكا اللاتينية    توافق على الحلول السياسية بعيدا عن التدخلات الخارجية    الجزائر تواصل بناء بيئة أعمال متكاملة لدعم المؤسّسات الناشئة    التزام ثابت للجزائر إزاء القضيتين الفلسطينية والصحراوية    شهادة جديدة توثّق جرائم وانتهاكات المخزن بحقّ المهاجرين الأفارقة    "طاسيلي للعمل الجوي" تعزّز أسطولها بسادس طائرة    حصد ثلاث ميداليات رهان "الخضر" في ماليزيا    السداسي الجزائري يتعرف على منافسيه    فرص الاستثمار في منجم غار أجبيلات محور ملتقى وطني    480 شخص كشفوا عن سرطان البروستاتا    إقبال على مدار السنة بحاجة لدعم أكبر    إشاعات البق في الثانويات ضرب لاستقرار القطاع    أدعو الجميع لقراءة مقتطفات من مسرحيتي بالقصبة    الأمن الثقافي لا يجب أن يكون شعارا عابرا    منجز حضاري للجزائر فيه باع وصاع    ضبط 12750 أورو بمطار وهران    الشلف: إفتتاح الطبعة الثانية للصالون الدولي للصيدلة و شبه الصيدلة    كيف نحبب الصلاة إلى أبنائنا؟    أمنا عائشة رضي الله عنها..!؟    إمعان في الجريمة وإصرار على حرب الإبادة    وزير الصناعة والإنتاج الصيدلاني يعقد اجتماعا بمجمع صيدال    نحو إعادة هيكلة مجمع "صيدال"    نسوا الله فنسيهم    تطعيم المرأة الحامل ضد "الأنفلونزا" آمن    إنتاج صيدلاني: دراسة إمكانية إعادة تنظيم وهيكلة مجمع صيدال    الصلاة هي أحب الأعمال إلى الله والسجود وأفضل أفعالها    المسؤولية..تكليف أم تشريف ؟!    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الجمهورية تزور مقام سيدي " لخضر بن خلوف" بمستغانم
قصائد دينية وطقوس متوارثة للتبرك بالولي الصالح
نشر في الجمهورية يوم 01 - 08 - 2015

كانت الساعة تشير إلى الثانية زوالا عندما وصلنا إلى ضريح "سيدي لخضر بن خلوف " المتواجد بولاية مستغانم ، ورغم أن التعب أخذ منا مأخذا عظيما وحرارة الشمس أنهكت قوانا ، إلا أن إصرارنا على زيارة المقام الصالح كانت أقوى بكثير، بدليل أننا صعدنا تلك الهضبة العالية المحاطة بالأشجار ، خصوصا بعد رؤيتنا لجموع العائلات التي كانت تسارع خطواتها من أجل الوصول إلى الضريح والتبرك به حسب العادات المتوارثة ، وأخيرا بعد صعودنا الهضبة تراءت أمامنا خيمة باسقة تطل من المقام ، فأيقنّا أنها الخيمة التي تحدث عنها المشايخة وتغنوا بها في قصائدهم، وهو ما جعل فضولنا يدفعنا للتوجه نحو " المقدّم " الذي كان كبيرا في السن ، سلّمنا عليه فرفع يده ردّا للتحية ، وعندما حاولنا التحدث معه تدخل أحد المشايخة قائلا : يا بنتي الشيخ ما يسمعش مليح ، زوريه وخلاص .. !! " ، تأسفنا لذلك كثيرا ولم نرد إزعاجه باستفساراتنا التي بقيت معلقة في أذهاننا إلى حين أن تقدم نفس الشيخ وقال : تخدموا في التلفزيون انتوما ؟؟ ، فأجبناه : لا يا شيخ احنا صحافيو تاع الجمهورية ، رانا جايين من وهران باش نزورو سيدي لخضر ونتعرفو اعلى تاريخه " ، فرد على الفور : شوفو عند الباب كاين ناس تاع بكري ، هوما يحكولكم على سيدي لخضر ..يا حسراه على ليام زينة .. !!، شكرناه واتجهنا نحو المشايخة الذين بدت عليهم ملامح التدين والورع ، اقتربنا منهم و سالناهم على ضريح " سيدي مخلوف "، وعرفنا منهم أنه يستقطب المئات من الزوار يوميا صيفا وشتاء ، فمنهم من يأتي من أجل التبرك به و أخذ ترابه ، ومنهم من يأتي خصيصا للتعرف على تاريخه .
سرّ النخلة التي تحرس الضريح
حديث المشايخة كان شيّقا لأبعد الحدود ، خصوصا عندما راحوا يعددون قيمه الدينية والروحية التي خلدت مآثره و جعلته واحدا من أشهر أعلام المنطقة ، و يسردون على مسامعنا بطولاته وتاريخه العبق وكذا قصائده التي خص جزء كبير منها لمدح الرسول صلى الله عليه وسلم ، وعندما سألناهم عن سر النخلة التي تطل من المقام في مشهد جمالي ساحر، أوضح عمي " الطيب " أن النخلة هي من تحرس الضريح حسبما تنص عليه الأساطير ، وقد أوصى " سيدي لخضر" بأن يدفن بقربها بعد مماته ما جعلها نخلة خالدة منذ أمد ، رغم أن الإرهاب حاول قطعها خلال فترة العشرية السوداء، لكن القدر أبى إلا أن تبقى شاهدة على تاريخ سيدي لخضر وتحرس ضريحه من أي مكروه ، قصة النخلة ألهمتنا كثيرا وبثت في قلوبنا نوعا من التعاطف الانساني ، خصوصا عندما راح عمي " الطيب " يردد بصوت جميل 'النخلة المثبتة من بعد اليبوس، حذاها يكون قبري يا مسلمين'.. .
شموع بيضاء وعلب من الحناء
دخلنا إلى ضريح " سيدي مخلوف " الذي كان مكتظا بمجموعة من النساء اللائي كن يحملن شموعا بيضاء وعلب من " الحناء "، في حين كانت أخريات منهمكات بلمس جدار الولي على أمل أن يحقق آمالهن و تمنياتهن ، فمنهن من تطلب الزواج ومنهن من تطلبن الحصول على أولاد ، وأخريات كنّ يتذرعن من أجل الشفاء وامتلاك الحظ في الحياة وغيرها من الأمور التي يطمح الانسان لتحقيقها من خلال لمس الضريح الذي كان مغطى برداء أخضر جميل وبجانبه مصحف كبير مزخرف ، أما الجدران فكانت مزينة باللوحات القرآنية ، منحنا " زيارة " للمقدم ، وخرجنا في الباحة ، حيث سمعنا الزوار وهم يتحدثون عن التحضيرات لوعدة " سيدي لخضر " الشهيرة ، لم نصدق ذلك الحماس الذي كان تبده النسوة وهن يخططن لإعداد الطعام و إحضار عائلاتهن جماعات إلى المقام ، فسألنا إحداهن عن طبيعة الوعدة لترد مبستمة : تعرفي علامة الوعدة ، يجو الناس من كل جهة والزغاريد ولعواد ، قاع رانا نقارعو له " ، ومن حديثها أيضا تبين أن الوعدة تقام في حفل بهيد وسط عروض للفروسية و الفلكور الشعبي وغيرها من الطقوس التقليدية الأخرى ك" الرّكب" الذي يقام لمدة يومين كاملين ، وذلك بحضور أحفاد الولي الصالح وأبناء المنطقة الذين يتجهون إلى زاوية " سيدي بلقايم " ثم " سيدي تيغنيف " و أخيرا " سيدي لخضر " ، حينها يتم قراءة آيات بينات من القرآن الكريم وتقديم وصلات غنائية شعبية مستمدة من قصائد سيدي بخضر التي كتبها في مدح الرسول .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.