وزير التربية يتطرق إلى انشغالات الشريك الاجتماعي    احتجاجات العمال المزارعين بإقليم اشتوكة آيت باها بالمغرب    التطرق لمنحة السياحية و منحة الحج    الجزائر تؤكد التزامها الكامل بأهداف المنتدى والدفاع عن لأعضاء    الرئيس تبون يأمر باعتماد استراتيجية متكاملة في الفلاحة    الجزائر تدعو كافة الأطراف إلى الوحدة والسلم من أجل الوطن    الخارجية السورية تدعو إلى الوحدة والتضامن    آخر الرجال المحترمين..؟!    غلق بعض الطرقات أمام المواطنين في البويرة وتيزي وزو    1600 معاق يستفيدون من منحة شهرية    مبادرة "كرتونة الخير" تحسبا لرمضان 2025    رابطة 1 موبيليس: مولودية وهران ترتقي إلى الوصافة وشبيبة القبائل في المركز الرابع    مالية: السيد فايد يستقبل نائب رئيس البنك الدولي    رئيس الجمهورية ونظيره الجنوب إفريقي يؤكدان دعمهما غير المشروط لحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة    التزام ثابت بدعم النضال المشروع للشعب الصحراوي    اتفاقية لتعزيز آليات الوقاية من المخدرات    عين تموشنت.. تخصيص 56 هكتارا لاستحداث قطب حضري جديد    اختتام أشغال الملتقى الدولي حول شخصية الأمير عبد القادر    المعارضة المسلحة تسقط نظام الأسد    السيارات المصنّعة محليا لتجهيز الإدارات العمومية    سياسات قارية موحّدة للذكاء الاصطناعي    "العفو الدولية" تؤكد ارتكاب إسرائيل إبادة جماعية في غزة    نجم بن عكنون ومستقبل الرويسات يواصلان الريادة    عمراني يشيد بلاعبيه بعد الفوز أمام ستاد أبيدجان    مازة يؤكد... بوعناني وشياخة يعودان وقلي ودورفال يبهران    كاس الكونفدرالية: شباب قسنطينة يتغلب على سيمبا التانزاني (2-1)    كأس الكونفدرالية : اتحاد الجزائر يفرض التعادل على جاراف السنغالي (0-0) في داكار    رئيس الجمهورية يترأس اجتماعا لمجلس الوزراء    وزير الخارجية يستلم أوراق اعتماد 3 سفراء جُدد بالجزائر    وفرة في السلع وتوسيع للأسواق الجوارية في رمضان    تطوير التعاون الإفريقي في مجالات البريد وتكنولوجيا الاتصال    توقيع اتفاقيات شراكة لتشجيع الطلبة على الابتكار    ضبط أزيد من 400 ألف كبسولة مهلوسة    عمليات مكثفة لصيانة مقاطع الطريق السيار المتضرّرة    محتالون يستهدفون المسنين لسلب أموالهم    دراما نفسية وصراعات داخلية في ظلّ الثورة التحريرية    أكتب رواياتي بأعين شخصياتها    عرفان بتضحيات المرأة ضدّ المستعمر والتقاليد البالية    باتنة: جثمان الفنان صالح بوبير يوارى الثرى بمقبرة بوزوران    إبداعات المرأة في الأدب الجزائري مطلع الألفية الثالثة محل إبراز في ملتقى وطني بخنشلة    الصحراء الغربية: جبهة البوليساريو تطالب مجلس الأمن الدولي بتمكين بعثة "المينورسو" من تنفيذ المهمة التي انشئت من أجلها    منع الاحتلال الصهيوني دخول الحليب إلى غزة يفاقم معاناة الأطفال    تدشين مدرسة مناجمنت الأشغال العمومية    حجز 3 قناطير من الحلوى بسطيف    الوفاق يخطف الوصافة مؤقتاً    علاقات الجزائر وجنوب إفريقيا لن تنكسر أبداً    في ملتقى وطني أول بالعاصمة..تسليط الضوء على مكانة مدينة الجزائر في الثقافة العالمية    ملتقى دولي حول السينما والذاكرة بمناسبة سبعينية الثورة بداية من الاثنين القادم    الشلف: إفتتاح الطبعة الثانية للصالون الدولي للصيدلة و شبه الصيدلة    كيف نحبب الصلاة إلى أبنائنا؟    أمنا عائشة رضي الله عنها..!؟    وزير الصناعة والإنتاج الصيدلاني يعقد اجتماعا بمجمع صيدال    نحو إعادة هيكلة مجمع "صيدال"    نسوا الله فنسيهم    تطعيم المرأة الحامل ضد "الأنفلونزا" آمن    إنتاج صيدلاني: دراسة إمكانية إعادة تنظيم وهيكلة مجمع صيدال    الصلاة هي أحب الأعمال إلى الله والسجود وأفضل أفعالها    المسؤولية..تكليف أم تشريف ؟!    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الجمهورية تزور مقام سيدي " لخضر بن خلوف" بمستغانم
قصائد دينية وطقوس متوارثة للتبرك بالولي الصالح
نشر في الجمهورية يوم 01 - 08 - 2015

كانت الساعة تشير إلى الثانية زوالا عندما وصلنا إلى ضريح "سيدي لخضر بن خلوف " المتواجد بولاية مستغانم ، ورغم أن التعب أخذ منا مأخذا عظيما وحرارة الشمس أنهكت قوانا ، إلا أن إصرارنا على زيارة المقام الصالح كانت أقوى بكثير، بدليل أننا صعدنا تلك الهضبة العالية المحاطة بالأشجار ، خصوصا بعد رؤيتنا لجموع العائلات التي كانت تسارع خطواتها من أجل الوصول إلى الضريح والتبرك به حسب العادات المتوارثة ، وأخيرا بعد صعودنا الهضبة تراءت أمامنا خيمة باسقة تطل من المقام ، فأيقنّا أنها الخيمة التي تحدث عنها المشايخة وتغنوا بها في قصائدهم، وهو ما جعل فضولنا يدفعنا للتوجه نحو " المقدّم " الذي كان كبيرا في السن ، سلّمنا عليه فرفع يده ردّا للتحية ، وعندما حاولنا التحدث معه تدخل أحد المشايخة قائلا : يا بنتي الشيخ ما يسمعش مليح ، زوريه وخلاص .. !! " ، تأسفنا لذلك كثيرا ولم نرد إزعاجه باستفساراتنا التي بقيت معلقة في أذهاننا إلى حين أن تقدم نفس الشيخ وقال : تخدموا في التلفزيون انتوما ؟؟ ، فأجبناه : لا يا شيخ احنا صحافيو تاع الجمهورية ، رانا جايين من وهران باش نزورو سيدي لخضر ونتعرفو اعلى تاريخه " ، فرد على الفور : شوفو عند الباب كاين ناس تاع بكري ، هوما يحكولكم على سيدي لخضر ..يا حسراه على ليام زينة .. !!، شكرناه واتجهنا نحو المشايخة الذين بدت عليهم ملامح التدين والورع ، اقتربنا منهم و سالناهم على ضريح " سيدي مخلوف "، وعرفنا منهم أنه يستقطب المئات من الزوار يوميا صيفا وشتاء ، فمنهم من يأتي من أجل التبرك به و أخذ ترابه ، ومنهم من يأتي خصيصا للتعرف على تاريخه .
سرّ النخلة التي تحرس الضريح
حديث المشايخة كان شيّقا لأبعد الحدود ، خصوصا عندما راحوا يعددون قيمه الدينية والروحية التي خلدت مآثره و جعلته واحدا من أشهر أعلام المنطقة ، و يسردون على مسامعنا بطولاته وتاريخه العبق وكذا قصائده التي خص جزء كبير منها لمدح الرسول صلى الله عليه وسلم ، وعندما سألناهم عن سر النخلة التي تطل من المقام في مشهد جمالي ساحر، أوضح عمي " الطيب " أن النخلة هي من تحرس الضريح حسبما تنص عليه الأساطير ، وقد أوصى " سيدي لخضر" بأن يدفن بقربها بعد مماته ما جعلها نخلة خالدة منذ أمد ، رغم أن الإرهاب حاول قطعها خلال فترة العشرية السوداء، لكن القدر أبى إلا أن تبقى شاهدة على تاريخ سيدي لخضر وتحرس ضريحه من أي مكروه ، قصة النخلة ألهمتنا كثيرا وبثت في قلوبنا نوعا من التعاطف الانساني ، خصوصا عندما راح عمي " الطيب " يردد بصوت جميل 'النخلة المثبتة من بعد اليبوس، حذاها يكون قبري يا مسلمين'.. .
شموع بيضاء وعلب من الحناء
دخلنا إلى ضريح " سيدي مخلوف " الذي كان مكتظا بمجموعة من النساء اللائي كن يحملن شموعا بيضاء وعلب من " الحناء "، في حين كانت أخريات منهمكات بلمس جدار الولي على أمل أن يحقق آمالهن و تمنياتهن ، فمنهن من تطلب الزواج ومنهن من تطلبن الحصول على أولاد ، وأخريات كنّ يتذرعن من أجل الشفاء وامتلاك الحظ في الحياة وغيرها من الأمور التي يطمح الانسان لتحقيقها من خلال لمس الضريح الذي كان مغطى برداء أخضر جميل وبجانبه مصحف كبير مزخرف ، أما الجدران فكانت مزينة باللوحات القرآنية ، منحنا " زيارة " للمقدم ، وخرجنا في الباحة ، حيث سمعنا الزوار وهم يتحدثون عن التحضيرات لوعدة " سيدي لخضر " الشهيرة ، لم نصدق ذلك الحماس الذي كان تبده النسوة وهن يخططن لإعداد الطعام و إحضار عائلاتهن جماعات إلى المقام ، فسألنا إحداهن عن طبيعة الوعدة لترد مبستمة : تعرفي علامة الوعدة ، يجو الناس من كل جهة والزغاريد ولعواد ، قاع رانا نقارعو له " ، ومن حديثها أيضا تبين أن الوعدة تقام في حفل بهيد وسط عروض للفروسية و الفلكور الشعبي وغيرها من الطقوس التقليدية الأخرى ك" الرّكب" الذي يقام لمدة يومين كاملين ، وذلك بحضور أحفاد الولي الصالح وأبناء المنطقة الذين يتجهون إلى زاوية " سيدي بلقايم " ثم " سيدي تيغنيف " و أخيرا " سيدي لخضر " ، حينها يتم قراءة آيات بينات من القرآن الكريم وتقديم وصلات غنائية شعبية مستمدة من قصائد سيدي بخضر التي كتبها في مدح الرسول .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.