كانت الساعة تشير إلى الحادية عشر ليلا عندما توجهنا أول أمس نحو الحديقة المتوسطية بمدينة وهران السياحية ، إذ لم نصدق الاحتباس المروري التي تسببت فيه السيارات القادمة من مختلف ولايات الوطن كالعاصمة ، تلمسان ، بشار ، تيارت و غليزان دون أن ننسى المناطق النائية بوهران ..فالكل كان يحاول ايجاد مكان لركن مركبته بالقرب من الحديقة حتى لا يتكبد فيما بعد عناء الترجل إلى الحديقة ... وبصعوبة كبيرة تمكنا من العثور على فضاء لركن سيارتنا بمحاذاة الطريق ، وسارعنا نحو هذه القرية الترفيهية كما يسميها البعض ، فذهلنا بالتوافد الكبير للعائلات التي جاءت لتمضية عطلتها الصيفية في أحضان الباهية و الحصول على نصيب من الراحة والهدوء بعد يوم حار ومشمس ، حيث كانت هذه الأخيرة تفترش الأرض و تتقاسم ما ذ وطاب من المأكولات التقليدية والعصرية التي جلبوها معها حتى يستمتعوا بأكلها تحت ضوء القمر و على أنغام الموسيقى الجميلة التي كانت تدوي في سماء الحديقة ، كما لفتنا انتباهنا منظر الشبان وهم يتراقصون على أنغام " الدي جي " غير مبالين بالحضور وكأنهم أقسموا على ترسيخ هذه اللحظات التي لا تنسى بعاصمة الغرب الجزائري .. أفلام كرتونية على الهواء الطلق ترجلنا قليلا في الحديقة مستمتعين بمشاهد المحبة والألفة التي صنعتها العائلات الجزائرية في رحاب الحديقة المتوسطية ، فلمحنا الأطفال يمرحون هنا وهناك في قرية " الألعاب " الملونة بابتسامتهم و المزدانة بضحكاتهم البريئة ، يتقاسمون أجواء المرح والفرح والتشويق مع أوليائهم الذين راحوا يلتقطون لهم صورا تذكارية لتوثيق هذه السويعات في حضن الطبيعة الساحرة و أمام زرقة البحر اللامعة ، اقتربنا من القرية التي كانت تعج بالصغار ، فاتضح لنا أن الألعاب تناسب جميع الأذواق ومتاحة لمختلف الأعمار ، وما ميز هذه اللعب ألوانها الصيفية الرائعة كالأصفر و الأحمر والأزرق ، وتلك الأرضية التي تم فرشها بالرمال الصفراء حتى لا يصاب الطفل بأذى في حال سقوطه أو تعثره ، وبالقرب منها توجد بحيرة خلابة تستهوي الكبير قبل الصغير ، حيث أنها لم تصمم فقط من أجل تجميل المكان ، بل أيضا للترفيه عن الأطفال من خلال طوافات مائية يركب على متنها الصغار دون خوف أو قلق ، و الأهم من ذلك أن الحديقة المتوسطية عززت بقاعة للسينما في الهواء الطلق ، و التي من شأنها تمكين عشاق الأفلام الكرتونية من مشاهدة أحدث العروض العالمية وذلك باستخدام كراسي مضيئة وطاولات ملونة تسر الناظر وتبهج الزائر ... ألعاب الكترونية بقياسات عالمية ونحن نشاهد الأطفال وهم يلعبون ويمرحون ، سمعنا أحد الشبان ينادي صديقه بأعلى صوت قائلا : أيا خلينا نروحو نلعبوا .. " ، ما جعلنا نتساءل فيما إذا كانت هناك ألعاب مخصصة للكبار ، تبعنا الشابين اللذان كانا متحمسين لأبعد الحدود ، فتبين لنا أنهما يقصدان مكانا للألعاب الفيديو الالكترونية ، حيث يقوم الشباب بسياقة سيارات الكترونية من خلال شاشة عملاقة وآلة تحكم عن بعد ، ليخيل إليهم أنهم يقومون بسياقة فعلية .. في حين فضل البعض الآخر دخول قاعة سينما " 9 د " الرقمية التي صنعت مواكبة لآخر تطورات التكنولوجيا الحديثة ...وهكذا أمضينا سويعات رائعة في حضن حديقة متميزة باتت تستقطب المئات من الزوار في ليالي الصيف المنعشة .. ما جعلنا ندرك أن وهران صارت قطبا سياحيا بامتياز وهي مؤهلى تماما لاحتضان الألعاب المتوسطية لسنة 2021 .