أدت العودة إلى أقسام الدراسة مؤخرا، إلى تناقص الإقبال على حديقة التسلية والألعاب بابن عكنون، بعدما شهدت هذه الأخيرة توافدا قياسيا للزوار وعشاق الألعاب، وكذا محبي الحيوانات طيلة العطلة الصيفية. هذا ما لاحظته "المساء" عندما زارت الحديقة بعد الأسبوع الأول من الدخول المدرسي. رغم الإقبال المحتشم على الحديقة الكبيرة للتسلية والألعاب بابن عكنون، إلا أن التوافد القليل الذي سجله بعض الأطفال رفقة عائلاتهم صنعوا بحضورهم جوا لطيفا وممتعا، تفاعل الصغار خلاله مع الورشات التي نصبها بعض الشباب في مجال البستنة. ولم يكن المرح والاستمتاع من نصيب الصغار فقط، وإنما شاركهم الكبار أيضا في الترويح عن النفس من خلال صعود بعض الألعاب المخصصة لهم، التي أعطتهم قسطا من المتعة المرفقة بالضحك والسعادة. تحدثنا إلى مراهقين كانوا واقفين أمام شبابيك بيع تذاكر الألعاب، يتأهبون لصعود لعبة "تصادم السيارات" التي يبدو أنها تجذب الصغار والكبار على السواء، لاسيما أنها سليمة وبعيدة عن الحوادث التي قد تحصل في ألعاب أخرى، حيث أوضح أحدهم أنها لعبة ممتعة، ورغم أن مدتها لا تتعدى بضع دقائق، إلا أنها تمنح اللاعب نوعا من التسلية، خصوصا إذا كان رفقة أصدقائه، مؤكدا أن ركوبها لا يتسبب في حدوث الغثيان، وهو الأمر الذي يفسر إقبال المسنين أيضا على اللعب بها، حيث لا يكاد الطابور ينتهي إلا وتتشكل سلسلة أخرى وراءه. "حياة" طالبة جامعية في السنة الأولى، جاءت رفقة عائلتها وأشارت في حديثها إلى أنها تحاول الاستمتاع بآخر أيام عطلتها الدراسية قبل أن يتم ضبط رزنامة البرامج، وكان اختيار هذه الحديقة بسبب توفر الأمن بها، فضلا عن شساعة مساحتها، إلى جانب إمكانية الاستمتاع بمشاهدة بعض الحيوانات البرية والمفترسة. كما اختارت بعض العائلات إحضار قففها المحملة بالمأكولات والقهوة والشاي والحلويات، للاستمتاع بغذاء أو قعدة قهوة أو حتى العشاء في الهواء الطلق فوق خضرة الحشيش. الحاجة حورية التي كانت رفقة ابنتها وحفيدتيها، اختارت الجلوس في قلب الحشيش وقالت بأنها تعشق تناول الفطور في الحدائق، لأن ذلك يجعلها مرتاحة، كما تحب مشاهدة حفيدتيها تركضان وتلعبان أمامها في مساحة تمكنهما من المرح، خصوصا أنهما صغيرتان ولم تلتحقا بالمدرسة بعد، لذا من الضروري عليهما الاستمتاع بطفولتهما واللعب في جو بهيج بعيد عن الضغط والضوضاء، مع تعويدهما على قاعدة أن المرح لا يأتي فقط من شاشات التلفزيون أو عبر مشاهدة الرسوم المتحركة، أو التطلع على شبكات الأنترنت أو اللعب بألعاب تكنولوجية لا تحقق السعادة التي نجدها في المساحات الخضراء.