أدرج فيلم "غروب الظلال" للمخرج العالمي لخضر حامينة ، ضمن قائمة الترشيحات الأولية ، الخاصة بجائزة الأوسكار، التي تضم حتى الآن 81 فيلما ، و في انتظار الإعلان عن القائمة النهائية ، للأعمال السينمائية التي ستخوض غمار المسابقة للفوز بهذه الجائزة العالمية الكبرى ، خلال الحفل ال 88 الذي سيقام مطلع 2016 ، تبقى حظوظ لخضر حامينة قائمة للتتويج بأوسكار أفضل فيلم أجنبي ، و هي الجائزة التي يسعى إلى حصدها و إضافتها إلى رصيده الفني ، المرصع بالعديد من الجوائز القيمة ، أهمها السعفة الذهبية سنة 1975 ، لكن حمينة كان قبل هذا التاريخ ، قاب قوسين أو أدنى من التتويج بنفس الجائزة ، خلال مشاركته في المسابقة الرسمية للأفلام الروائية الطويلة لمهرجان "كان" سنة 1967 ، التي خاض غمارها بفيلمه الرائع "ريح الأوراس" ، إلا أن التصويت وقتها خذله بفارق نقطة واحدة ، حرمه منها عميد المخرجين الأفارقة السينغالي الراحل عصمان سمبان ، باعتباره كان عضوا بلجنة التحكيم في تلك السنة ، حيث رفض أن يمنحه إياها ، و رغم ذلك تمكن الفيلم من افتكاك جائزة العمل الأول في هذه الدورة ، تمر السنين و تتوالى الأعمال و الأفلام ، و لا يزال لخضر حمينة يتربع على عرش السينما العربية و الإفريقية لحد الساعة ، من خلال انفراده بهذا التتويج ، و احتفاظه بهذا اللقب ، على مدار أربعة عقود كاملة من الزمن. وقد احتفى مهرجان وهران الدولي للفيلم العربي ، في دورته الثامنة المنعقدة في جوان الماضي، بمرور 40 سنة على تتويج حامينة بالسعفة الذهبية ، التي تعتبر حلم كل مخرج سينمائي، بغض النظر عن جنسيته أو موقعه الجغرافي ، حيث كان رئيسا شرفيا لمهرجان وهران هذه السنة ، بعدما خصه بتكريم مميز ، يليق بمكانته العالمية ، و يرقى إلى مستوى أعماله السينمائية ، في دورته الأولى المنعقدة في صيف 2007. أبدع لخضر حامينة خلال مساره السينمائي ، الذي يمتد إلى ستينيات القرن الماضي ، في صناعة الصورة ، و تألق في التمثيل كما في الإخراج و كتابة الحوار السينمائي ، فهو يتقن ببراعة لغة الفن السابع و ملم بأدواته و مقاييسه العالمية ، تجلى ذلك في أفلامه ، لا سيما في "ريح الأوراس" و "ديسمبر" و "وقائع سنين الجمر" و "زوبعة رملية" ، كنا نظن أنه سيختم رحلته في عوالم السينما بفيلم "الصورة الأخيرة" ، غير أنه عاد بحيوية الشباب ، بعد غياب دام 28 سنة ، ليشرق من خلال فيلم "غروب الظلال" ، الذي قدمه في نوفمبر 2014 ، بعدما بلغ عقده الثامن ، ليفتح من جديد صفحة أخرى من موسوعة ثورتنا الخالدة ، إبان ثلاثينيات القرن الماضي ، و يبحر في ذاكرة التاريخ ، التي كانت و لا تزال تشكل مصدر إلهامه و سر نجاحه ، فما كان لهذا العملاق إلا أن يعاهدها بالوفاء ، و يؤرخ لها فنيا و يصنع لها أبهى الصور ، لتزيّن شاشات أضخم المحافل السينمائية في العالم . صور حامينة البالغ من العمر اليوم 86 سنة ، مشاهد " غروب الظلال " بحيويته المعهودة و خياله الفياض ، الذي لم ينل منه الشيب و لا تقدمه في السن مثقال ذرة ، في عدة مناطق طبيعية خلابة ببسكرة و الوادي و الطارف و تيبازة و الجزائر العاصمة ، حيث تدور أحداث الفيلم حول ثلاث شخصيات محورية ، خالد مثقف وطني و سانتوناك رائد في جيش الاستعمار ، و لمبير جندي فرنسي، خاض الحرب رغما عنه ، و يسرد أيضا جرائم الاستعمار والحرب و الدمار، وخرق القوانين و المواثيق الدولية لحقوق الانسان ، الفيلم أنتج بدعم من الوكالة الجزائرية للإشعاع الثقافي ، التي سخرت له امكانيات معتبرة و ضخمة ، حتى يكون على مستوى عالي ، باعتبار أن مخرجه ذو مستوى عالمي ، و له وزنه في الفن السابع و صناعة الصورة ، و يتقاسم فيه أدوار البطولة نخبة من الفنانين المعروفين ، على غرار الممثل و المنشط التلفزيوني الفرنسي المعروف برنار مونتيال ، الذي اشتهر بتقديمه لحصة " فيديو غاغ " و " عائلة من ذهب " على قناة " تي أف 1" ، و سلسلة " تحت الشمس " ، إلى جانب سمير بوعطار و لوران أونكان.