عاد المخرج الجزائري المخضرم لخضر حمينة من بعيد بفيلمه »غروب الظلال » الذي عرض أمس، ب»الموقا« أمام الصحافة الجزائرية وبحضور المخرج وطاقم الفيلم الذي سيمثل الجزائر في مهرجان برلين السينمائي فيفري المقبل في أول خرجة له قبل أن يعرض في القاعات السنة المقبلة، العمل الذي استغرقت مدة تصويره 10 أسابيع خصصت له ميزانية 6 ملايين أورو حسبما أكده المخرج عند نهاية العرض. الرائد »سانتوناك »، الجندي »لامبير » و المجاهد خالد هم الشخصيات التي اخترها المخرج و السيناريست لخضر حمينة لتقوم بدور بطولة فيلمه »غروب الظلال » في محاولة منه لجمع أهم الأحداث التي طبعت سنوات الأربيعينات و الخمسينيات في كرونولوجيا تاريخ الجزائر مع المستعمر الفرنسي، لكن تناولها في مدة استغرقت قرابة الساعاتين بطرقة لينة للعلاقة التي كانت تسود بين الجزائريين و المستعمر الفرنسي. وعلى طريقة الأفلام الهوليودية في طرحها للعلاقة الأمريكو فيتنامية تبدأ مغامرة أحداث فيلم حمينة في قبيلة تسكن إحدى مدن الجزائرية في صحراء المنيعة أين يعيش الجد أو شيخ العائلة الذي قام بدوره لخضر حمينة في تلقين أبنائه و أحفاده تربية صالحة بمبادئ إسلامية ، حيث بعث الشيخ بابنه خالد إلى فرنسا ليزاول دراسته في جامعة الصور بون ، لكن بعد سنوات يعود الابن ويكتشف ويلات الاستعمار ويصبح قائد لجماعة مسلحة تدربت في الحدوح الجزائرية المغربية لتدخل بذلك إلى الوطن لتحارب في سنة 1958م، الرائد »سانتوناك » أين يتحصن بقلعته المنيعة في قلب العرق الكبير ليشن معركته الشرسة. فبالنسبة له الجزائروفرنسا واحد، حينئذ يصل الجندي »لامبير » المستنكِف الضميري الذي حضي بالحماية منذ أن كان في باريس، فيراه »سانتوناك » كالمرض الخبيث الذي يدب في أوصال الجسد المعافى.عندئذ يتحول شغله الشاغل إلى أن يكسر خشم هذا الغِرّ الجاهل. وهو (سانتوناك) إذ يعّذّب »خالد » .. إنما يسلط أشد أنواع العذاب على »لامبير ». أما خالد، فهو ابن الصحراء المتمرد على الظلم الاستعماري والذي يحارب من أجل صون كرامته كرجل حر.وخلال إحدى عمليات »الإعدام بإجراءات موجزة »، يرفض »لامبير » أن يعدم »خالد » ويذهب إلى حد تجريد المقدم من سلاحه ثم يفرّ صوب الصحراء، ليواجه أبطال القصة مصيرهم مترنحين بين قناعاتهم وشكوكهم في فوضى حرب الجزائر حيث ترافق كاميرا لخضر حمينة الثلاثي المتمرد في رحلة تقودهم الى الحدود الجزائرية المغربية ، في مغامرة حياتهم التي تطبعها الخصال الانسان بطيبته وشره وبحثه عن الامان ، حيث يدور الحوار بين الشخصيات الثلاثة كلا يدافع عن قناعته ، دينه و ثقافته وهنا تنشا علاقة خاصة بين هؤلاء بخض النضر عن المهمة التي أسندت لكل منهم.كما يسلط لخضر حمينة في فليمه من خلال المناظر التي التقطتها عدسة كاميراته الديكور الطبيعي الذي تتمتع به صحرائنا العريقة وايضا كرم سكانها. لتنتهي طريق الثلاثي الذي كان يبحث عهن مخرج من قسوة مناخ الصحراء بالتفجيرات النووية التي زرعتها فرنسا في الصحراء.وفضل المخرج ان يترك المشاهد يغوص في اسئلة جديدة حول مصير الجنود الفرنسيين و المجاهد الجزائري وهي نهاية ملغمة تترك المشاهد تائها لا يجد إجابة لمن هي ضحية الجلاد؟ البطاقة التقنية الإخراج : محمد لخضر حامينة السيناريو الأصلي: محمد لخضر حامينة الاقتباس للسينما والحوار: محمد لخضر حامينة -مالك لخضر حامينة التصوير أليساندرو بيتشي الموسيقى التصويرية فانجيليس الإدارة الفنية مالك لخضر حامينة التركيب إيرفي دوليز-ماري بيير رونو الصوت جيروم أياس- كلود فيلان-غريغوري أرب الديكور عادل قاصر الأزياء جان مارك ميرت المخرجون المنفذون محمد لخضر حامينة -طارق لخضر حامينة شركاء الإنتاج الأزياء الوكالة الجزائرية للإشعاع الثقافي ، سانست إنترتاينمنت البطاقة الفنية خالد سمير بواتار سانتوناك لوران هانكان لامبير نيكولا بريديه الرقيب بيكار مهدي تهمي مبارك مروان منصوري المدرس بيرنار مونتييل جلول أكرم جغيم عدة وليد حاميدي حورية مريم صغيرات سي الزوبير محمد بوعزيز لخضر حمينة ينتقد راهن السينما الجزائرية ويؤكد: غياب تمويل السينما وراء عزلتي السينمائية على هامش العرض الشرفي لفيلمه »غروب الظلال »، عقد المخرج لخضر حمينة ندوة صحفية تحدث فيها عن ظروف إنتاج فيلمه الذي سيذهب به إلى مهرجان برلين السينمائي في فيفري المقبل في أول خرجة لهذا العمل الذي سيعرض في القاعات سنة 2015 . وأكد المخرج أن الفيلم هو قصة كتبها منذ 20 عاما وهو جد سعيد انه قد تم الإفراج عنه ليشاهده الجمهور الجزائري خاصة الشباب مضيفا في نفس السياق انه لم يغب عن الساحة السينمائية الجزائرية بإرادته بل غيب لأسباب مالية ، وهو ما حدث في تمويل فيلمه الذي تلقى إشارة إخراجه من طرف رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة ، لكن هناك عراقيل صادفته من طرف بعض المسؤولين عن الثقافة في الجزائر. ولم لم يخف المتحدث تذمره عن حال السينما الجزائرية منتقدا الوضع السينمائي في الجزائر، حيث دعا لفتح المجال أمام المخرجين وتوفير قاعات العروض. وعن ظروف تصوير فيلمه الجديد قال» طاقم الفيلم منح لي التسهيلات لتصويره في مدة لم تتعدي 10 أسابيع ويوم بدلا من 18 أسبوع وميزانيته لم تتعدي 6 ملايين أورو.« كما دعا المخرج إلى فتح قاعات السينما لزرع ثقافة الفن السابع لدى الجيل الجديد ،مضيفا في سياق متصل أن حتى الأفلام الجزائرية القديمة هي صالحة لهذا الجيل ويحب عرضها بهذه القاعات.