قضت محكمة الجنايات بمعسكر بإجراء تحقيق تكميلي حول القضية التي نظرت فيها أمس المتعلقة بجناية القتل العمدي مع سبق الإصرار والترصد بالنسبة للمتهم الرئيسي وجنحتي عدم الإبلاغ عن جناية وطمس معالم الجريمة ضد متهمين إثنين متورطين في نفس الوقائع. وجاء هذا القرار إثر تصريحات جديدة أدلت بها المتهمة »غ. فاطمة« تورط فيها زوجة أخيها في الجريمة لدى استجوابها من طرف رئيس المحكمة حول الوقائع المتشابكة لهذه القضية التي يقف فيها الأب كمتهم بقتل إبنه من زوجته الأولى البالغ من العمر 18 عاما، ويقف عم الضحية وعمته كمتهمين بعدم الإبلاغ عن جناية وطمس معالم الجريمة. الوقائع جرت في فبراير 2010 بسيدي قادة ، حيث تم العثور على جثة الضحية »غ. ر« البالغ من العمر 18عاما وراء مسكنهم الواقع في أطراف المدينة، هذا الأخير تلقى طعنة خنجر قاتلة في الصدر وفي مكان آخر غير المكان الذي وجد فيه، وتبين أن الجثة تم جرّها بعد تغيير الملابس التي كان يرتديها الضحية والتي تحمل آثار دمائه بأخرى نظيفة. ومن خلال تصريحات الأطراف والشهود ، توصل المحققون إلى جمع قرائن كافية لتوجيه الإتهام لأب الضحية »غ.ل« الذي يكون قد قتل إبنه بسبب خلاف نشب بينهما حول مبلغ ألف دج وانتهى بمأساة عائلية متعددة الأطراف، إذ وجهت التهمة كذلك إلى عمّة الضحية وعمّه على أساس أن العمّة قامت بغسل ثياب الضحية وساعد عمه في طمس آثار الجريمة. تصريحات العمة »غ . فاطمة« يوم المحاكمة أحدثت تغييرات جذرية على الوقائع إذ أكدت بعد لمسها لصدرية الضحية بطلب من رئيس المحكمة وتحت وابل أسئلته أن أخاها »غ. علي« المتهم الثاني هو الذي طلب منها التصريح لرجال الشرطة بأنها هي من وجدت جثة الضحية حتى لا يبقى »طالع هابط« على حدّ قوله، بل وأكثر من ذلك ، فقد أكدت للمحكمة أن أختها »غ.الهوارية« قد أخبرتها أن المتهم الرئيسي »غ. بلقاسم« قال لها بعد الجريمة أنه كان ينبغي إبعاد الجثة على الدار ورميها في »الكاريار« أي المحجرة، كما نقلت عن إبن الضحية الثاني القاصر »غ. محمد« أنه أخبرها أنه رأى كل وقائع الجريمة وكيف قتل أخوه على» يد أبيه وزوجته، قبل تغيير الملابس الملطخة بالدماء وإزالة آثار الجريمة وجرّ الجثة إلى خارج المسكن، مضيفة أن هذا الطفل تلقى تهديدا من أبيه وعمّه حتى لا يبلغ عمّا رآه ، بينما أغراه عمه بشراء دراجة له حتى يلتزم الصمت، بينما عرض عليها »رخلة« (نعجة) إذا ما احتفظت بنفس تصريحاتها الأولية. كل هذه الإتهامات نفاها المتهم الرئيسي مثله مثل أخيه إلا أن أصرّا على تصريحاتهما خلال مختلف مراحل التحقيق والتي تفيد أن الضحية إختفى وتجنّد كل أفراد العائلة للبحث عنه إلى أن وجد مقتولا وراء دارهم بسيدي قادة، وأشارا إلى خلافهما مع أختيهما التي تكيل لهما الإتهامات وبرز المتهم الرئيسي نزاعه معها لإستحواذها على أثاثه. هذا وأمام المعطيات الجديدة والتماس دفاع المتهم الرئيسي بإجراء تحقيق تكميلي حول مستجدات القضية، إنصرفت المحكمة للتداول وخرجت بقرارها القاضي بتأجيل الفصل في القضية من أجل إجراء التحقيق التكميلي وسماع كل الأطراف الذين تم ذكرهم خلال إستجواب المتهمين ، ولا سيما منهم المتهمة »غ. فاطمة«.